سامي النصف

ربيع العراق القائم وربيع لبنان القادم!

انتفض الشعب العراقي المظلوم بكل اطيافه وطوائفه ضد الظلم والفساد والقيادات المرتشية وانقطاع الكهرباء والماء وتدخل الآخرين في شؤون بلده لا للاصلاح والتعمير بل للتأجيج والتفريق والخراب والتدمير، وقرر الشعب العراقي ألا يتوقف عن التظاهر حتى يرى اصلاحات حقيقية على الارض وخارطة طريق خضراء لشبابه الذين تعصف بهم البطالة واجياله المقبلة، وقد تجاوب الرئيس حيدر العبادي مع بعض تلك المطالب ولازالت المطالب الاصلاحية الاخرى تنتظر التفعيل.

***

وقد ابتلي الشعب العراقي منذ انقلاب 1958 بنكبات تتلوها نكبات وكوارث تتلوها كوارث، حيث اقتتل على ارضه عقب الانقلاب الشيوعيون العراقيون المدعومون من الرئيس عبدالكريم قاسم مع القوميين العراقيين المدعومين من الرئيس جمال عبدالناصر، ولم يهتم احد من هاتين الزعامتين بكم الدماء التي سيدفعها الشعب العراقي كثمن لذلك الصراع المدمر حتى توقفت عملية التنمية وبدأ الشعب العراقي الذي لم يُعرف خلال تاريخه بحب الهجرة كحال جيرانه الشوام بترك البلاد، ثم توالت عليه الانظمة الانقلابية حتى توجت بصدام الذي ادخل الشعب العراقي المظلوم طوال فترة حكمه نائبا ورئيسا (1968 ـ 2003) في سلسلة من الحروب الداخلية والخارجية، ولم يترك الطاغية الابادي الحكم الا بعد ان تيقن ان بذور الشر والحقد والانتقام التي زرعها ستجعل العراقيين يترحمون على الحجاج صدام عندما يقارنونه بما سيحدث بعده.

***

وفي لبنان، كما تذكر صحفهم، هناك بوادر ثورة شعبية عارمة تضم جميع اللبنانيين بمختلف طوائفهم وتوجهاتهم ضد الاوضاع الخانقة وما آل اليه الحال في لبنان، حيث لا رئيس ولا مجلس نيابيا، ورئيس حكومة قد يغادر في اي لحظة، فتصبح البلاد في حالة لم تشهدها حتى ابان الحرب الاهلية الطاحنة، اضافة الى اوضاع اقتصادية خانقة وتراكم للزبالة وانقطاع للكهرباء وضرب لمواسم الاصطياف التي هي بمنزلة نفط لبنان، كما سيصيب ضرر انخفاض سعر النفط في العالم لبنان بأكثر من طريقة ونهج مما سيزيد الاوضاع السيئة سوءا.

***

آخر محطة: (1) في مرحلة سابقة، تم التمديد للرئيس إلياس الهراوي ثم للرئيس اميل لحود، فلماذا لم يتم التمديد للرئيس التوافقي ميشال سليمان حتى وصول الفرقاء لاتفاق على اسم رئيس جديد للبنان وهو وضع افضل من الفراغ القائم؟!

(2) رئيس مجلس النواب نبيه بري منتخب من النواب ومتفق عليه، رئيس الحكومة تمام سلام منتخب من مجلس الوزراء ومتفق عليه، فلماذا لا يتم الاتفاق على رئيس جمهورية توافقي بعيد عن مرشحي 8 و14 آذار أي عون وجعجع؟ وهل سيفرض الشارع اللبناني حال نزوله هذا الخيار؟!

(3) في العام 2010، اصدر الروائي المصري المعروف علاء الاسواني كتابا عنوانه «لماذا لا يثور المصريون؟»، وقد طبع منه 11 نسخة خلال عام ولم يأت عام 2011 الا والثورة تعم الشارع المصري الذي لم يعان جزءا من معاناة الشعب اللبناني الحالية، نرجو ان تشعر القيادات اللبنانية بمعاناة الشعب وتبدأ بحل اشكالاته منعا للضغط الذي يسبب الانفجار، وحمى الله لبنان العزيز وشعبه من كل مكروه.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *