سامي النصف

رسالة من إعلامية

لا أدري ما الذي يحصل في الكويت الوطن الآمن المسالم المحب للخير والعطاء، البلد الذي فتح قلبه وذراعيه وأرضه للجميع دون استثناء ولم يؤذ أحدا أبدا؟! بل جاره هو من اعتدى عليه دون ذنب، والآن يأتي الغدر من قلوب ملؤها الشر عليه وعقول عجنت بها الفتنة.

لقد ولدت في الكويت وترعرت على أرضها الطيبة بأهلها وحكومتها، ولم أشعر يوما بأنني أعيش في بلد غير بلدي أو بأنني مظلومة أو أن حقوقي منتقصة أو مثلا مراقبة من أي جهة أمنية كحال بعض الدول العربية الثورية، بل الحمد لله عرفنا بها رغد العيش والطمأنينة والأمن، وقد شاءت الظروف أن أكون متواجدة بالولايات المتحدة إبان الغزو وتزوجت من اكتشفت انه حاقد على الكويت وعلى دول الخليج دون أي سبب يذكر، فهو لم يعش أو يزر قط أي بلد خليجي، وكنت كلما أذكر الكويت أمام أبنائي بالخير وبأنني أعتز بولادتي على أرضها، يصب جام غضبه عليها، متمنيا لها الشر والفناء والهلاك.

ويشهد الله انني حاولت ولسنوات أن أوضح له أن الكويت هيّأت لنا كفلسطينيين العيش الكريم، ولم تقصّر كشعب وحكومة في دعم القضية الفلسطينية التي ننتمي أنا وزوجي إليها، كما أوضحت له كيف كنا نتمتع بعلاج مجاني ودراسة مجانية ومواصلات مجانية للمدارس، وبرامج ترفيهية مجانية كذلك في الحدائق العامة، فأي دولة- بحق السماء- تقدم ما قدمته الكويت؟!

وقد فضلت بالنهاية الانفصال عن زوجي والطلاق كي لا يورث فكره الحاقد والكراهية للأبناء، فأنا من دعاة السلام ونبذ الطائفية والعنصرية، فهذا حبي وولائي للكويت، ورحمة الله عليك يا والدي الذي علمنا الولاء والحب، وكم كنت تكرر على مسامعنا ونحن أطفال «بلد شربت من مائه لا ترمي حجرا في بيره».

فحب الوطن ليس كلاما يقال أو شعرا يتغنى، بل هو فعل يعمل، وندائي عبر زاويتكم الشائقة لكل من يعيش على أرض الكويت ومثلها أي دولة خليجية في هذه الأوقات العصيبة من مواطن ووافد، ان يقف مع هذا البلد ضد من يحاول إيذاءه أو النيل من وحدته وأمنه، وان نكون جميعا كالبنيان المرصوص أمام أي فتنة، فكلنا إخوة في الإنسانية، لا فرق بين مسلم ومسيحي، أو سني وشيعي، وحفظ الله الكويت وجميع أوطاننا الخليجية والعربية من كل سوء ومن كل يد خائنة أو ضمير باع نفسه للشيطان، ودمتم.

غادة الرفاتي ـ إعلامية وكاتبة بصحيفة المستقبل ـ شيكاغو ـ الولايات المتحدة

***

آخر محطة: ما طرحته الإعلامية غادة الرفاتي في رسالتها المؤثرة هو قضية مهمة تمس كل عربي ممن يعمل كثير من المغرضين كحال هيكل وحواريه على إثارة أحقادهم على دول الخليج، وهي الدول القدوة في الإنجاز ضمن محيطها العربي والاقليمي، كي لا يقتدوا بها ويرتقوا كما ارتقت، وفي المقابل يقومون بالكذب وتزييف الوقائع لتمجيد الطغاة والأنظمة الثورية القمعية التي دمرت الأوطان العربية، ومعها ملء العقول والقلوب العربية بالأحقاد والضغائن بعضنا على بعض.. واذا لم يكن هذا الفعل عمالة وتآمرا على دولنا وشعوبنا العربية، فما هو التآمر إذن؟!

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

3 thoughts on “رسالة من إعلامية”

  1. مقال رائع وشعور جميل ينم عن وفاء هذه السيدة للكويت اللي تستاهل كل خير،وانا اعرف ناس من السعودية عاشوا في الكويت فترة ثم عادوا للملكة لازالوا يذكرون الكويت ويحبونها حبا يفوق الوصف ويستغلون نهاية الاسبوع لزيارتها كمن يزورحبيبا ليظفر منه بنظرة،حفظ الله الكويت والسعودية وكل دول الخليج من شر اﻻشرار وكيد الفجار..

    1. اشكرك ابو عمر وأشكر الاستاذ سامي النصف لانصاف رسالتي ونشرها .. من ينكر فضل الكويت ممن عاش على ارضها فهو جاحد.. الكويت اليوم بحاجة لان نقف جميعا معها . حفظ الله الكويت من كل يد غادرة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *