محمد خالد الياسين

سياحة بحجة علاج

منذ عقود طويلة وملف العلاج بالخارج بمثابة شماعة السلطتين، وأعتقد ان هذا الملف سيصبح مثل ملف فئة غير محددي الجنسية (البدون)، الذي لم يحل حتى الآن، بل سيصبح ملفا أكثر غموضا بسبب سوء النية، وعدم تقديم مصلحة الكويت على مصالح النواب الشخصية، ميزانية الانفاق على هذا البند ضخمة ولا ابالغ حينما أقول انها مرعبة، وبصراحة شديدة تحول العلاج بالخارج الى نزهة للمقربين من المتنفذين وأصحاب النفوذ او لمن لديهم واسطة قوية، ولا اخفي سراً حينما أجزم ان هذا البند الإنساني يستغل في نزهات مكلفة للغاية، والكلفة تدفع من الخزينة العامة للدولة، اما من لا يمتلك الواسطة او يكون مقربا لنائب او وزير عليه ان يدفع ضريبة مرضه ولا عزاء للبسطاء من الكويتيين وما أكثرهم ولو افترضنا ان ملف العلاج بالخارج في الصحة قد أسدل ستاره، فهل هذا سينطبق على وزارتي الداخلية والدفاع للمستحقين فقط، أم ستدخل كل ملفات الأعضاء التي رفضتها الصحة الى وزارتي الداخلية والدفاع، بحجة المرض؟ لماذا لا يكون العلاج هنا في الكويت؟ لماذا لاتقوم الحكومة بابتعاث المرضى الى المستشفيات الخاصة بدل ان تصرف الاموال خارج الكويت لدول اخرى؟ الاسئلة كثيرة !!! قضية العلاج بالخارج تتصدر الفوضى الإدارية في عدم تصحيح العمل فيها، نحن مع العلاج بالخارج للمواطنين اذا لم تتوافر لهم الرعاية الصحية والعلاج داخل البلاد، ولكن لا يكون ذلك بالتفرقة بين طبقات الشعب، وحسب قوة النفوذ والواسطة، نأمل في دراسة جادة وعدم العبث ويجب على الحكومة إغلاق الابواب بوجه المتنفذين واصحاب المصالح، يجب ان يكون هناك قوانين وشروط وأحكام للمبتعثين للعلاج بالخارج.

ومن زاوية اخرى….
ان قضية تحسين الخدمات الصحية، مطلب شعبي وبرلماني، بل وحكومي أيضا، ولكن غياب التخطيط من قبل بعض المسؤولين في وزارة الصحة وعدم المتابعة الدقيقة للأوضاع الصحية المتردية، والتي جعلت الجميع يتطلعون الى وقفة جادة لتحسين الخدمات في المستشفيات والمراكز الصحية، والعيادات الخارجية، خاصة عيادات الطوارئ التي يقضي المريض امامها وقتا طويلا، الى ان يفتح له باب الطبيب الذي يقوم بكتابة الوصفة الطبية التي تضم عادة بعض المسكنات والمهدئات والمضادات الحيوية المؤقتة ومن ثم يعود المرض الى المريض وتبدأ رحلة المعاناة مرة أخرى،
المطلوب فزعة وطنية وخطة واضحة، ومعالجة سريعة، لرفع مستوى الخدمات الصحية في البلاد، واستثمار جانب من الميزانية الفائضة في تحسين الوضع الصحي بالمستشفيات والمراكز الصحية، لتقديم خدمة علاجية افضل لأبناء الوطن،
القضية الصحية بشكل عام، من القضايا التي تحتاج الى وقفة جادة من أعضاء السلطتين التنفيذية والتشريعية، فلا يختلف اثنان على تردي الأوضاع الصحية في البلاد.
اللهم احفظ الكويت وشعبها من كل مكروه..

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

محمد خالد الياسين

عضو مجلس ادارة جمعية العلاقات العامة الكويتية / مندوب دولي – منظمة السلام والصداقة الدولية / كاتب بجريدة الوطن / عضو جمعية الصحفيين الكويتية

twitter: @mkmalyaseen

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *