غادة الرفاتي

حلوى بحرينية وعمانية من سوق المباركية

عدت الي بيتي المتواضع واولادي الذين هم اجمل باقات ورد في حياتي … بعد رحلة سفر اعلامية زرت فيها دولة الكويت والمملكة الاردنية الهاشمية .. لقد سعدت جدا في رحلتي هذه من حسن الاستقبال والضيافة في بلدي الاردن والكويت ولكن الشوق والحنين الى شيكاغو حملاني على اجنحة طير الحسون الامريكي لاستنشق هواء هذا البلد الجميل ذو ناطحات السحاب وبحيرات وأشجار وكانك في جنة الله على الارض.
وفي كل مرة ازور فيها الكويت لعدة ايام لا بد ان يكون لي جولة بل جولات لزيارة الاماكن التي كنت قد اعتدت زيارتها وانا طفلة وصبية”،كنت في الكويت وكان لي فيها ذكريات”, لذلك لابد من زيارة شارع سالم المبارك في السالمية مكان سكني مع عائلتي وأيضا لا بد من التجول والمشى في شارع الخليج العربي الذي اعتبره القلب النابض وعرق الحياة للكويت أما رمز الكويت الشامخ فهو بالتأكيد ابراج الكويت , ايضا لن يفوتني ان أزور اسواقها الشعبية القديمة فكما يقال ” من نسى قديمه تاه عن جديده “– والماضي دائما اجمل لانه يرتبط دائما بصفاء القلوب والنيات النقية التي لم نعد نراها بل صرنا نبحث عنها كمن يبحث عن ابره بين كومة قش.. لذلك أُفضل تناول وجبة الغداء او العشاء في مطعم فريج صويلح أومطعم بيت ديكسون. أيضا زرت سوق المباركية وهو سوق تراثي شعبي قديم فيه اصالة وسمي بالمباركية نسبة إلى الشيخ مبارك الصباح، ويتميز السوق بتصميمه الذي يشبه الأسواق القديمة. وهو من المعالم التراثيه لدوله الكويت هذا السوق يحتوي على اسقف من خشب الجندل على طراز قديم وانارات جميلة وكأنك في عيد, في هذا السوق تجد كل أنواع الاسماك الطازجة والحلويات الشعبية والتمور والعسل ومحلات العطارة وكلها بأسعار مناسبة كما يوجد به سوق لبيع وشراء المصوغات الذهبية والمجوهرات. يوجد داخل السوق العديد من المقاهي الشعبية والاستراحات والمطاعم صممت على الطراز القديم تستطيع ان تشرب الارجيلة وتأكل سمك مشوي او شيش كباب وريش خروف مع الخبز الايراني وهو يشبه خبز الطابون ولن أنسى ايضا سلطة الجرجير مع حب الرمان .. لقد طلب اخي مروان ان احضر له معي من الكويت حلوى عُمانية وبحيرينية بطعم الهيل وانا أبحث عن تلك الحلوى بسوق المباركية كانت الصدفه تلعب دورا كبيرا هناك لاجد طاقم تصوير تلفزيوني يصور حلقة على الهواء بعنوان أسواق المباركية والذي يعرض على الفضائية الكويتية لالتقي مع المخرج والفنان الكويتي علي جمعة وهو أيضا مخرج برنامج سوق المباركية فتبادلنا بعض الاحاديث الطريفة عن مسلسلات الزمن الجميل مثل خالتي قماشة ودرب الزلق ومسرحية باي باي لندن وعزوبي السالمية وضاع الديك وكيف حملنا ذلك الفن لينتقل معنا الى شيكاغو ليضحك كل من كان جالسا مع الفنان علي جمعة ضحكة تملأها الحسره لزمن جميل تولى فلم يعد هناك اعمال بجمال وفن الماضي. الهذه الدرجة اصبح حاضرنا سيء حتى في الاعمال الفنية وكتابة النص الجيد !!! كان هذا ايضا رد علي جمعة عن سبب قلة اعماله الفنية وقله ظهوره على الشاشة قائلا ” لم يعد الان للنص الجيد وجود” .. عدت بعدها الى غرفتي الملوكية في فندق الشيراتون انظر الى الحلوى العمانية والبحرينية التي اشتريتها من سوق المباركية لاسأل نفسي هل تغيّر طعهم هذه الحوى وجودتها كما تغّيرت كل الاشياء حولنا ام ما زالت متمسكة بجودتها ومذاقها الطيب!!!؟ لاعرف الاجابة علي ان انتظر عودتي لشيكاغو واعرف ذلك من اخي طبعا بعد ان يتناول قطعة منها… فربما قد تكون الحلوى الشيء الوحيد الذي بقى متمسكا بأصالة طعمه ولم تغيره الايام والسنين.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

غادة الرفاتي

إعلامية وكاتبة بصحيفة المستقبل الامريكية – شيكاغو

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *