عبدالوهاب النصف

حاسبوهم

اللحمة الوطنية التي شهدتها الكويت بعد تفجير مسجد الامام الصادق، سُرعان ما انهارت كانهيار بيت من الورق المقوى امام النار، فشلت هذه اللحمة امام اول اختبار لها بعد فاجعة مسجد «الامام الصادق»، وتمّثل هذا الاختبار في قضية خلية حزب الله في الكويت او المتعارف عليها اعلامياً «خلية العبدلي»، اعادت لنا هذه القضية بعض الامراض التي كانت في قلوب بعض ابناء هذا الوطن، التكسب السياسي الرخيص كان حاضرا وبقوه، ولكني اعتقد انه بلغ ذروته بعد مقاطعة ٩ اعضاء جلسات مجلس الامة على خلفية الاحكام البدائية الصادرة بحق الخلية الارهابية،  سخنت ايدي هؤلاء التسعة تصفيقا على احكام سابقة، كأبطال «مجلس ٢٠١٢» او سجن «اصحاب الرأي»، او حتى مؤخراً الاحكام التي نُطقت بحق المشتركين في تفجير مسجد الامام الصادق، هي ازدواجية معايير بكل ما تحمله الكلمة من معنى لخدمة اجندة طائفية، كم كنت اتمنى ان ننجح في هذا الاختبار وان تستمر اللحمة الوطنية وتندمل الجروح الطائفية التي استمرت مفتوحة لسنوات، لكن تبدد كل شيء امام قضية العبدلي، فتبين لي مع الاسف انه للإرهاب دين وطائفة، يبني البعض مواقفهم عليها.

لو كانت مقاطعة النواب التسعة اعتراضاً لقرار حكومي مثلاً،  لكانت وسيلة مقبولة، ولكن مقاطعة الجلسات اعتراضاً على احكام قضائية ، صدرت بحق خلية ارهابية اعترفت بنواياها وعبرت عن حقدها الدفين للكويتيين، هذا اما ان يكون كسب سياسي رخيص خرج في نشوة انفعال، او ان يكون تصعيد خطير من حيث المضمون، وهو الخروج عن الوسائل السياسية الدستورية والدخول بوسائل تأجيجيه صدامية مع الدولة بمفهومها العميق الذي يشكل القضاء عامودها الاساسي، اخذ بعض الطائفين من المعسكر الاخر هذا الموقف كورقة تدعم موقفهم الطائفي ضد الشيعة عموماً، بدأوا اطلاق التهم الواهية العامة، وبدأوا التشكيك بالولاء والانتماء، اعتقد انه اخونا من الشيعة الان هم اكثر من غيرهم عليهم ان يحاسبوا اعضائهم، الذي ينطقون باسم عمومهم كأحدهم الذي قال «ان السخط الشيعي بلغ ذروته!»، يتحدث باسم العموم، وانا اعلم أنّ الغالبية منهم يرفضون تصريحاته، باستثناء القلة التي يدغدغ عواطفها بهذه التصريحات لا لوم عليه ولا شرهة فالانتخابات اقتربت ونجاحه مرهون على اثارت مثل هذة القضايا.

شيعة الكويت واعتذر عن التصنيف، «لو كنت كاتباً قبل عشرين عاماً لما صنفت، لأنه مثل هذه التصنيفات لم تكن موجوده في قاموس الكويتين»، هم مكون اساسي في الكويت بلد المهاجرين، عُرفوا بإخلاصهم ووطنيتهم الى درجة انهم اصبحوا فوق اي اختبار للوطنية او الولاء ، قدموا الدم في التضحية عن الوطن والعرق لبناءة، لا يمكن لمن يميل مع الريح ان يدرك هذه الحقيقة، اليوم عليهم القضاء سياسياً  على من يسيء لهم من ابنائهم، دائماً ماكنت ارى انه ابناء كل فئة هي المخولة للقضاء على اصوات النشاز والتكسب الرخيص من ابناءها، فحاسبوهم…

 

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *