غنيم الزعبي

ليش مو لابسة شتوي؟!

ليش مو لابسة شتوي؟ هذا السؤال سيضع علامات حارقة ومؤلمة في ذاكرة بعض الصغيرات من طالبات الابتدائية.

كتبت في حسابي في «تويتر» قبل يومين مناشدا نظار وناظرات المدارس الابتدائية التعامل بحكمة ورحمة في موضوع حساس وإنساني جدا.. قلت لهم: في هذه الأيام الباردة جدا ستشاهدون في طابور الصباح عددا قليلا من الطلاب والطالبات لم يرتدوا الملابس الشتوية. تريثوا قليلا قبل ان تبادروهم بالنهر والعقاب. فقط حاولوا معرفة أسمائهم دون ضجة وحولوا الموضوع لاخصائية المدرسة التي سيقودها تدريبها وخبرتها إلى معرفة دقيقة لخلفية الموضوع وما الظروف التي دفعت بهذا الطالب او الطالب الى القدوم للمدرسة بلباس صيفي في عز البرد القارس.

وأسوأ شيء تعمله إدارات المدارس هو العقاب العلني في طابور الصباح لهذه الفئة التي قد تكون أسرتها تمر بظروف قاسية. خاصة في ايامنا الصعبة. وأرجو ألا ينكر احد وجود «الفقر» في الكويت وبين الكويتيين بالتحديد. البيوت أسرار والحياة أصبحت اكثر تعقيدا وكلفة عن السابق. يكفي ان مبلغ إيجار الشقق وصل إلى ثلث الراتب، وتكاليف المعيشة الأساسية زادت في الكويت بطريقة «خفية» وخرافية. فمشوار واحد للجمعية يجعلك ترجع البيت تكلم نفسك (ما اخذت شي شلون وصلت فاتورتي لهذا الرقم؟) هذا غير القروض واقساط السيارات.. و.. و.. و.

لذلك أتمنى ان تبادر وزارة التربية بالسماح للمدارس باستقبال تبرعات الخيرين بتوفير كسوة الشتاء والتي توضع في مخزن المدرسة وتكون تحت عهدة الإخصائية الاجتماعية. تصرفها للحالات التي توصلت الى انها تستحق ويتم ذلك في أقصى درجات الكتمان والستر.

المجتمعات الصحية هي التي افرادها «يشيلون» بعض ولا نسمح بهذه الظاهرة المحزنة والمؤسفة التي تتكرر في مدارسنا كل سنة في فترة البرد القارس.

نقطة أخيرة: إذا لم ترغب وزارة التربية في التبرعات من الخارج فلتبادر من نفسها والعملية ليست ذات الكلفة الكبيرة نحن نتحدث عن 10 إلى 15 حالة في كل مدرسة تقريبا.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

غنيم الزعبي

مهندس وكاتب
twitter: @ghunaimalzu3by

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *