عادل عبدالله المطيري

حقيقة معارك تعز

أخذت معركة تحرير مدينة «تعز» وقتا طويلا نسبيا عن بقية المدن اليمنية الأخرى، وكذلك تمتعت معاركها بأهمية إعلامية خاصة، ربما لأن تعز من اكبر المدن اليمنية من حيث التعداد السكاني وتملك إطلالة بحرية استراتيجية مهمة على مضيق باب المندب.
لمدينة «تعز» أهمية سياسية خاصة أيضا ـ حيث يتواجد فيها وبشكل كبير جدا ـ حزب «التجمع اليمني للإصلاح» أو الإخوان المسلمون، حيث تتجه الأنظار نحوها لمعرفة مدى التعاون بين الإخوان اليمنيين من جهة والتحالف العربي الخليجي من جهة أخرى.

فمن المعروف أن معظم حكومات الخليج ليست على علاقة جيدة مع فروع الإخوان المسلمين في أماكن عربية أخرى.

الإخوان من اهم مكونات الحراك السياسي اليمني منذ الربيع العربي، فقد شاركوا بالإطاحة بحكم علي صالح وأيدوا عدم تعديل الدستور للتمديد له.

ربما كان الاجتماع الشهير في نوفمبر 2014 بين تجمع الإصلاح مع زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي والذي جاء على خلفية احتلال صنعاء من الحوثيين ومحاولة خفض الاحتقان المذهبي، هو المسبب للشك من بعض دول التحالف الخليجي في إخوان اليمن، بالرغم من تأييدهم العلني الأخير لعملية عاصفة الحزم والتي جعلت الحوثيين يستهدفون منتسبيهم ومنازلهم ومقارهم.

يؤكد قائد المقاومة في تعز حمود المخلافي «أنهم يقاومون أكثر من 13 لواء حرس جمهوري تشارك في القتال ضدهم».

هل يحاول بذلك المخلوع علي صالح والحوثي تصوير مقاومة اتباعهم من الميليشيات والحرس الخاص في مدينة تعز على أنه مقاومة شعبية وبدعم من الإخوان أو بحيادهم على الأقل!

إن عملية تحرير مدينة تعز وما يعقبها من تأثيرات ستحدد طبيعة العلاقات المستقبلية بين الخليجيين والإخوان وستؤثر في سير الأحداث في اليمن. أجزم أن العلاقة بين الإصلاح وقوات التحالف ستكون جيدة نسبيا، فكلا الطرفين لديهما أولويات أكثر وأكبر من الخلاف فيما بينهما!

ربما يصدق المثل اليمني القديم القائل «من يملك تعز يملك اليمن»، فمن المهم جدا ـ دخول مدينة «تعز» ذات الأغلبية السنية لتعزيز سيطرة الشرعية، تعز هي خزان بشري كبير بإمكانه إمداد قوات المقاومة بالمقاتلين، وبنفس الوقت سيساهم تحرير تعز في إطباق الحصار حول الحوثيين.

ختاما ـ تبالغ قوات المخلوع صالح وميليشيات المتمردين الحوثيين في الدفاع عن تعز وإرسال التعزيزات لها، بالرغم من الرفض الشعبي لهم.

فهل تكون معركة تعز اليمنية كمعركة المطار العراقية والتي بالغ فيها صدام حسين بعملية إرسال قواته المتحصنة في بغداد إلى منطقة المطار المكشوفة وبالرغم من عدم استخدامه أصلا للمطار، مما سهل للقوات الأميركية آنذاك القضاء عليهم، وأدى إلى سقوط بغداد بطريقة مفاجئة بدون مقاومة.

الخلاصة: يسمي اليمنيون مدينة «تعز» بمفجرة الثورات فهل تكون معركتها مفجرة الانتصارات والعبور نحو صنعاء؟ وهل تنجح «تعز» في عملية المصالحة بين الإخوان والخليجيين أو يفجر النزاع بينهم قطار تحرير اليمن وإن تأخر في محطة «تعز» إلا أنه سينطلق باتجاه محطاته الأخرى، وسيركب من يركب وسيفوته الآخرون؟ والشعب اليمني يرصد المواقف المختلفة وعلى أساسها سيكافئ وسيعاقب.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

عادل عبدالله المطيري

twitter: @almutairiadel
email: [email protected]

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *