عبدالوهاب جابر جمال

القدس تستصرخكم

في ظل المخاض الذي تعيشه امتنا هذه الايام ، من خلال الحروب والفتن الداخلية في مختلف دولنا ، والتشتت الذي بدأ يصيبها ، نرى العدو الصهيوني يستغل هذه الأمور لتنفيذ اجنداته الخبيثة .

فمن خلال قواته المدججة بالسلاح تارة ومستوطنيه تارة اخرى يقوم وعلى مدى ايام متتالية بتدنيس اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لغرض السيطرة عليه وتقسيمه دون رادع او حتى مستنكر ، الا القليل ممن مازال على عهده مع الأقصى ، ففلسطين التي كانت بوصلة الصراع أصبحت الان اخر الأولويات لدى البعض وللأسف .

وهذا الامر يوضح للمتابع عدة امور مهمة منها ؛ انه يكشف للجميع الدور المشؤوم لهذا الكيان الغاصب ونجاحة في بث الفتن في امتنا لإلهائنا بشؤوننا الداخلية و تجييش الجيوش وجمع الاموال لقتال بعضنا البعض ليستفرد هو بالقدس الشريف .

و يكشف ايضاً دوره في تأسيس ودعم وعلاج الجماعات التكفيرية (التي ترفع راية الاسلام والاسلام منها براء) وغرسها في خاصرتنا لضرب عواصمنا المقاومة ، لتقوم بتنفيذ أجنداته نيابةً عنه وهو ينظر اليها ويرشدها ويتدخل شخصياً عند اخفاقاتها كما شاهدنا مراراً وتكراراً في سوريا والعراق.

وللأسف ما زال البعض منخدع بهذه الجماعات التكفيرية العميلة رغم انكشاف وجهها الاسود ، ويصر على دعمها بحجة الحرية تارة ونصرة الاسلام تارة اخرى ، فهل جهل هذا البعض او تجاهل انه ينخر في جسد أمته ويضعفها بدل ان يعزها بجهاده ، فمن يرغب بالجهاد ورفعة راية الاسلام عليه ان يعيد بوصلة سلاحة للعدو الرئيسي الا وهو الكيان الصهيوني الغاصب لا الى داخلنا .

وهذا الامر يدل أيضاً على يقظة البعض ممن شخص ان العدو الصهيوني هو وراء هذه الجماعات التكفيرية العميلة منذ البداية ، فقاتلها كي لا يسمح له ان يحقق اي انتصار في اي ساحة من الساحات وكما انتصر عليه في معاركه المباشرة معه عدة مرات سينتصر عليه باذن الله بهذه المعارك غير المباشرة ايضاً .

وهنا أسأل كل من دعم وجيش وجمع المال والسلاح لدعم هذه الجماعات التكفيرية العميلة وخاصة من شعوب دول الخليج العربية والتي كانت هي الممول والحاضن الرئيسي لتلك الجماعات ، أوليس من الأجدر ان تجمع السلاح لدعم حركات المقاومة في فلسطين ؟!؟ اوليس من الأولى دعمها بالسلاح ومضادات الطائرات التي جمعتها وجهزت بها داعش واخواتها ؟!؟ أوليس الأقصى اولى بخطاباتك الرنانة التي صمت آذاننا بوسائل الاعلام !؟؟

وختاماً اقول و بآخر هذه السطور :
افيقي يا شعوب أمتي فالقدس تستسرخ وتطلب النصرة
افيقي يا شعوب أمتي وكفاك فتن وأعيدي عهدك للأقصى
أفيقي يا شعوب امتي ولا تنخدعي بكل ناعق ماكر

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *