حسن الهداد

الساحة بين التهور والعقلانية!

يبدو أن بعض السياسيين لا يدركون مدى خطورة الوضع الإقليمي المكهرب في منطقة الشرق الأوسط وهذا ما تؤكده انفعالاتهم وتصريحاتهم التي تنم عن تهور غير منطقي في ظل الظروف الراهنة.
كل المؤشرات السياسية والإعلامية تؤكد أن هناك خطرا محتملا مقبلا على المنطقة، وقد يتضرر منه جميع الأطراف، وهذا جاء نتيجة صراعات وتحالفات ذات صبغة طائفية كان مخططا لها في المعمل والمطبخ الصهيوني، وللأسف بدأت ملامحها تظهر لنا بشكل واضح على الساحة السياسية الإقليمية إلى درجة أن محاربتها باتت صعبة جدا، خاصة أن الطائفية بدأت تنخر بكل زوايا المنطقة وأن هناك من يملك فن إشعالها.

في تلك الظروف علينا ألا نسمع للمتهورين الذين يتخذون آراءهم العدائية وفق معطيات تحمل نفسا طائفيا مدمرا غالبا ما تكون نهايته وخيمة على الكــل بلا استثناء وتحرق الأخضر واليابس وما حدث في سورية والعراق خير مثال، ففي تلك المرحلة الصعبة والعصيبة لابد لصوت العقل أن يتسيد وينطلق بقوة لإغلاق النافذة على كل متهور لا تهمه المصلحة العامة وكل ما يهمه التكسب الإعلامي من اجل الانتخابات المقبلة، الأمر الذي سيدفع بنا إلى بر الأمان من خلال الحكمة والعقلانية، وهذه الصفات متوافرة بفضل الله في صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد (حفظه الله ورعاه).

نعم والدنا بو ناصر من خلال حنكته السياسية وعلاقاته الخارجية الواسعة بالتأكيد قادر على أن يجعل البلد في واحة أمن وأمان في ظل تلك الظروف الغامضة والتي تنذر بوجود بلاء حقيقي قادم للمنطقة لا نعرف من أين سيبدأ والى أين سينتهي، وهذا ما تؤكده المشاحنات بين الدول المتخاصمة وبدعم من حلفائها من الدول العظمى كالولايات المتحدة الأميركية من جهة وروسيا من جهة أخرى.

الأيام القادمة، جدا صعبة، وبحاجة إلى تضافر الجهود الوطنية من الكل ومنح الوطن الأولوية وهذا يتم من خلال ترك المشاحنات الطائفية وترك العواطف المذهبية والعرقية والقبلية وترك سياسة التخوين لأي مكون من مكونات المجتمع واستبدالها بالوحدة الوطنية الحقيقية وليست المؤقتة كما نراها للأسف من البعض وكأنه مبرمج لوقت معين ومن ثم تهتز تناقضاته أمام الملأ بالانتقام من الآخرين، وحتى ننهي كل تلك الخلافات البيزنطية الطائفية في تلك المرحلة علينا جميعا أن نلتف حول توجه وحكمة صاحب السمو الأمير فهو الأحرص على أمن وسلامة البلد وإخراجه من عنق الزجاجة خاصة في تلك الظروف العصيبة، وهذا يتم من خلال جعل الكويت الحزب الوحيد الذي ننشد له الكلمات ونحمل له السلاح دفاعا عنه في أي ظرف كان قد يتطلب ذلك، وعلينا أن ندرك حقيقة أنـنا جميعــا بلا استثناء من غير الكويت لا نساوي شيئا!.

مطلب مستحق: لابد من إغلاق جميع جمعيات النفع العام التي يثبت ان لديها علاقات وانتماءات حزبية خارجية، لأن هذه الجمعيات اضــرارها اكثر من منافعها على الوطن وعلى مستقبل الأجيال.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

حسن الهداد

كاتب صحفي حاصل على درجة الماجستير بالاعلام والعلاقات العامة
twitter: @kuw_sky

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *