علي محمود خاجه

شرح الواضح

أحيانا نحتاج إلى شرح أمور واضحة للعيان، ولكن يتعمد البعض تغييبها أو ينقصه الذكاء الذي يمكنه من رؤيتها، وهو ما يجعلنا مضطرين لشرح ما لا يحتاج إلى شرح كأن نبين للناس أن الماء سائل أو أن البحر مالح أو أن الكويت حارة صيفا، وكم هو مزعج أن نضطر لشرح تلك الأمور لأناس يفترض بأنهم راشدون عاقلون يعرفون مثل هذه الأمور.

كل المعتقدات والأفكار بل الأجناس البشرية الموجودة على سطح الأرض لها جذور وتاريخ متفاوت، بعضها من 100 عام، والآخر من 1000 وغيرها من 2000 وهكذا، ومن طبيعة الأشياء وبالتكاثر الطبيعي أن تتكاثر هذه الأجناس مع مرور الزمن، فأربعة أفراد (نساء ورجال) من ذوي البشرة السمراء مثلا كفلاء بأن يتكاثروا ليضيفوا للبشرية أكثر من 200 بشرة سمراء خلال 100 عام، وكذلك هي الحال مع الديانات والمذاهب لدى الغالبية العظمى من الناس، فذرية المسيحي تولد مسيحية، وتستمر في ذلك في كثير من الحالات، وكذلك المسلم سواء كان سنياً أو شيعياً وغيرها من معتقدات يعتنقها الآباء، فتفرض على الأبناء ويستمرون عليها ولا عزاء للقناعة أو العقل في الاختيار، فمعظم ما يحدث هو توارث لا أكثر.
في العصر الحديث والماضي القريب فقط حدثت حروب دامية غير مسبوقة تاريخيا كالحربين العالمية الأولى والثانية، وفي الحربين تم استخدام الإسلام، فحارب الألمان اليهود وألقت أميركا القنابل الذرية على اليابان، وحارب اليهود فلسطين، وحارب التحالف الدولي ألمانيا، ومن قبلهم في العصور الأقدم حارب الصليبيون المسلمين، واستخدمت في تلك الحروب أحدث ما وصلت إليه الأسلحة القاتلة، وقتل الملايين من البشر على مر الأزمنة، والنتيجة واحدة لم تتغير.
ما زالت اليهودية موجودة، وما زال اليابانيون على قيد الحياة بأعداد أكبر مما كانوا عليها قبل القنبلة، والصليبيون والمسلمون يعيشون بيننا، ولم يُقض على الألمان، والفلسطيني ما زال على قيد الحياة، وحرب لبنان الأهلية الطويلة لم تقض على أي مكون من مكونات الشعب اللبناني، النتيجة الوحيدة التي من الممكن أن تتحقق بالحروب هي انهيار الدول وانقسامها لا انتهاء العرق أو العقيدة، فالدولة العثمانية انتهت والاتحاد السوفياتي كذلك، وتشيكوسلوفاكيا تفككت، وكلها رغم تفتت الدول لم تقض على عرق أو عقيدة.
كل ما سبق أمور واضحة ولا تحتاج إلى شرح أصلا، لكن يتغافل عنها كل كويتي أو مسلم أحمق يعتقد بغباء شديد أنه سيتمكن من القضاء على مذهب أو عقيدة أو عرق عند حمله السلاح ضد الآخر، متناسيا أنه لا يمكن أبدا أن تقضي على عرق أو عقيدة، فحتى إن تمكن كائن من كان من القضاء على جميع أبناء العرق أو العقيدة الواحدة عدا زوجين منهما، فإن ذلك كفيل بأن يتكاثروا ويتزايدوا في فترة قصيرة، فاتركوا عنكم حماقاتكم واستوعبوا هذا الأمر جيداً، وتعايشوا مع بعضكم، لا بارك الله فيكم ولا في من غرس فيكم تلك الأفكار العفنة.

خارج نطاق التغطية:
مقال جعفر رجب عن عباس ولجنة الولاء الوطنية تحفة كتابية تستحق القراءة.
https://www.facebook.com/jafar.rajab.37/posts/10207642574881454

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

علي محمود خاجه

email: [email protected]
twitter: @alikhajah

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *