شملان العيسى

عقلية الريبة والشك (2–2)

كتبنا في مقالة الامس عن معاناة المواطن وخصوصا الشباب من خريجي الجامعات العريقة في الغرب مع البيروقراطية الحكومية ممثلة بوزارة التعليم العالي، لانها ترفض معادلات شهاداتهم الجامعية وتضع عراقيل واجراءات طويلة امام المتقدم فقط لانهم يتصورون ان شهادته من الشهادات المضروبة، حتى ان كانت من جامعة هارفارد الامريكية العريقة.

كتبت ان الولد يوسف تقدم بطلب لمعادلة شهادته للماجستير من جامعة هارفارد، وعندما قدم لهم الشهادة اخبروه بأنهم يريدونه ان يراسل الجامعة العريقة ويبعث نسخة من شهادته للملحق الثقافي بواشنطن، وعندما جادلهم بأنهم يستطيعون تصويرها فهي بيدهم رفضوا قبول طلبه.

وعندما تسلمت الوزارة الشهادة المطلوبة من هارفارد شكوا بالامر وطلبوا منه ان ترسل الجامعة لهم درجاته التفصيلية لهم مباشرة عن طريق الملحق الثقافي بواشنطن لفقدان الثقة به، علما بان كلية ادارة الاعمال في هارفارد لديها سياسة لا تسمح بارسال الدرجات الى طرف ثالث غير الخريج نفسه، وطلبوا منه كذلك شهادة من الجامعة العريقة تؤكد ان خريجها لم يأخذ مواد بطرق ملتوية غير تقليدية «الى هذه الدرجة وصل الشك الحكومي بأرقى الجامعات في الغرب».

المهم عند وصول كل هذه المعلومات لم تمنحه الوزارة شهادة المعادلة، بل عادوا وطلبوا شهادة الدرجات من جامعة جورج تاون العريقة وبدأ من جديد معادلة الدرجات من جامعة جورج تاون بنفس الاجراءات التي طلبوها من هارفارد، علماً بأن كل هذه المعلومات متوافرة لدى مكتبنا الثقافي بواشنطن ولدى الوزارة نسخة بالكمبيوتر أمام الموظف الذي طلب كل هذه المعلومات، المهم بعد حصول الوزارة على كل هذه المعلومات عادوا وطلبوا من جديد كل درجاته وشهاداته الثانوية من مدرسة البيان الخاصة.

الآن وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات وبعد تقديم كل هذه المعلومات لم يتسلم يوسف معادلة الشهادة ولايزال يدور في اروقة وزارة التعليم العالي من دون تسلم اي شيء، لقد تعمدت كتابة تفاصيل معاناة الولد يوسف علماً بانني تربطني علاقات شخصية طويلة مع الاخ الدكتور بدر العيسى وزير التربية والاخ الدكتور عبدالوهاب الظفيري الملحق الثقافي للكويت بواشنطن.. لم أحاول ازعاجهما بموضوع سخيف مثل معادلة شهادة جامعية، علماً بأن يوسف عضو في المجلس الاعلى للتخطيط وتربطه علاقة وثيقة بكل الوزراء والاعضاء في المجلس الاعلى للتخطيط لكنه لم يحاول الاستعانة بهم لشعوره بوجود خلل كبير في بلدنا، فخريجو الجامعات العريقة بالغرب يتعرضون للاهانة والبهدلة والشك والريبة بينما خريجو الجامعات المضروبة يحصلون على اعلى المناصب في الحكومة ومعادلة شهاداتهم لا احد يعترض عليها فقط لأن نواب الأمة يرافقونهم ويوظفونهم ويغطون على شهاداتهم لاعتبارات سياسية بحتة.. لا عزاء للشرفاء والكفاءات في بلدنا.. عجبي.

 

*اقرأ: عقلية الريبة والشك (1–2)

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

شملان العيسى

دكتور بالعلوم السياسية في جامعة الكويت

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *