عبدالوهاب النصف

البراك الشجاع وزجاج الحراك

الشجاعه لا تعني دائماً الحكمة او العقلانيه، علمنا التاريخ انه لكل رجل شجاع اخطاء، كما انه علمنا انه نهاية كل رجل شجاع، اما قضبان السجون، او الاغتيال، ومسلم البراك سياسي شجاع، واليوم هو يُدرج تحت اسم سجين الرأي، وسجناء الرأي اين ماكانو هم سياسيين شجعان، ضحوا بأنفسهم من اجل شعوبهم، ولكن بالمقابل حتى تنجح القضية، على الشعب انه ينصر هؤلاء وقضية هؤلاء التي غالباً ما تكون قضية عامة، ولكن ما حدث مع البراك العكس من هذا، فمن ضحى من اجلهم اليوم، ضحوا به، ومن تبنى قضاياهم حيث اصبح كبش فدا لهم.

كما ذكرت بالبداية انه لكل رجل شجاع خطأ تسبب بنهايته السياسية، فما خطأ مسلم البراك والحراك عموماً؟

بالبداية كان الحراك نوع من ردة الفعل، وكما نعلم انه ردود الافعال دائماً تكون غير ممنهجة، الى ان تُحدد الرؤى والاهداف، ولكن ماحدث هو انه الحراك استمر يسير معصوب العينين، لايعلم من اين انطلق او اين سيقف!

بناءً على ماذكرته، اصبحت القبلية سمى ولعل مؤتمر «قبيلة مطير» الاخير دليل صارخ الى ما وصل إليه الحراك، وبالاضافه الى عناصر الحراك الاسلاميه المتشدده وحملة تجميع 12 الف مقاتل لسوريه دليل اخر، وهنا تكمن «المفارقة المأساوية» تجمع ديني قبلي، يرفع شعارات الوحده الوطنية؟

ثانياً الى الان لا استطيع ان اصدق، كيف لمسلم البراك وجماعته ان يقبل ان يكون الشيخ احمد الفهد عراب هذا الحراك ومحركه، والتلويح بالملفات «الملونه» كان خير برهان، فعندما يتحدث احمد الفهد عن محاربة الفساد والوحدة الوطنيه، اشبه بحديث وليد الطبطبائي عن نظام ديموقراطي كامل يضمن الحريات!

طبعاً، ناهيك عن «المندسين» و«السماسرة» الذين تحدث عنهم السعدون بالحراك، الذي هو الاخير حاول انه يصلح ما يمكن اصلاحه ولكن محاولاته تأخرت ففشلت والحراك الذي كان الرجل المريض الذي يحتضر، اعلن وفاته مع اعتذار احمد الفهد..
البراك في السجن، العراب اعتذر، القبيله تعلن انشاء حزبها، والسعدون يتحدث اخيراً..هكذا هي نهاية الحراك «معصوب العينين»، فانكسر الحراك فماذا نفعل بالزجاج بعد الكسر؟

د.فرح عبدالحميد صادق

الحكومة الرشيدة بلا ترشيد

استنادا إلى ما ورد من ملاحظات خلال مناقشة تقارير ديوان المحاسبة, لاحظنا عدم جدية الجهات الحكومية في تسوية و متابعة ملاحظات الديوان , و قد صعقنا بالأرقام الخيالية للمبالغ المستحقة للحكومة والتي وصلت إلى ما يقارب ” المليار والثمانمائة وأربعون دينار” هو مجموع ما لم يتم تحصيله كما ورد في أخر تقرير للجنة الميزانيات في مجلس الأمة, مما يعكس تقاعس و بطء الجهات الحكومية بل وفشلها في تحصيل مستحقاتها . متابعة قراءة الحكومة الرشيدة بلا ترشيد

عبدالله النيباري

هل يفشل اتفاق إيران النووي؟

بعد ثلاث عشرة جولة من المفاوضات، صدر الإعلان يوم 2 أبريل الجاري في لوزان عن الاتفاق النووي بين إيران والدول الأعضاء في مجلس الأمن زائد ألمانيا، والتوصل إلى إطار مبادئ (5+1)، حيث ساد الابتهاج بين المتفاوضين، واعتبرت كل الأطراف، إيران من جهة، والدول الست من جهة أخرى، أنها حققت انتصاراً، وعاد الوفد الإيراني بقيادة وزير الخارجية محمد جواد ظريف إلى طهران، ليحظى باستقبال الأبطال وخروج مظاهرات بعد منتصف الليل.

شكوك المرشد

ومرت الأيام دون أن يفصح المرشد الأعلى، الذي يملك بيده القرار، عن رأي، حتى كان يوم الجمعة 10 أبريل الجاري، ليطلق بعض الشكوك حول الاتفاق، قائلا: إنه لا يؤيد ولا يعارض الاتفاق، الذي سمي بإطار المبادئ، وإن العلة في التفاصيل، التي يجب أن تناقش في الفترة التي يجب أن تنتهي في يونيو لتوقيع الاتفاق النهائي، وأكد أن رفع عقوبات الحصار عن إيران يجب الإعلان عن إنهائها في اليوم الذي يتم فيه التوقيع.
تصريح المرشد خامئني أضفى بعض الشكوك حول احتمال إتمام الاتفاق.
المسائل الفنية يبدو أن لا خلاف عليها، وهي مسائل تتعلق بتقليص قدرة إيران على إنتاج سلاح نووي مع السماح لها بالأبحاث وتطوير قدراتها النووية، ولكن في حدود متطلبات الاستخدام السلمي، وهي لإنتاج الطاقة وتحلية المياه والأبحاث الطبية، وما إلى ذلك، وهو ما تطرق إليه المرشد في تصريحه.
النواحي الفنية حول تقليص قدرات إيران لتخصيب اليورانيوم من 20 في المئة حالياً إلى 3.7 في المئة، ونقل مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، وتقليص عدد مفاعلات الطرد المركزي لإنتاج اليورانيوم، وتفكيك وإعادة تصميم مفاعل أراك لإنتاج الماء الثقيل الذي يستخدم لإنتاج السلاح النووي وتحويل المفاعل للأبحاث.
الإصرار على رفع العقوبات

كل هذه الأمور الفنية تمت مناقشتها من الفنيين، وأهمهم من الجانب الإيراني علي صالحي، القريب من المرشد، وكانت كل الخطوات تنقل أولاً بأول إلى طهران أثناء المفاوضات، لإعلامها واستشارتها وفق ما نقل من أوساط المتفاوضين.
إذن من الناحية الفنية لا يبدو أن هنالك ما هو موضع خلاف، لكن الشرط الذي قد ينسف ما تم التوصل إليه في إطار اتفاق المبادئ هو الإصرار على رفع عقوبات الحصار في اليوم الذي يتم فيه التوقيع في يونيو القادم.
أمام هذا الإصرار – إن صمد – مواجهة موقف الأطراف الأخرى، التي ترى أن رفع العقوبات يتزامن ويرتبط تدريجياً بتنفيذ الإجراءات الفنية التي يجب أن تكون تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبناء على تقاريرها، وهذه الأطراف ترى أنه لا يمكن أن ترفع العقوبات دون التأكد من تطبيق الخطوات الفنية.

أطراف ضد الاتفاق

يقول المراقبون إن هنالك أطرافاً تمثل المحافظين والجناح المتشدد، خاصة جماعة الحرس الثوري، وبعض أصحاب المصالح الاقتصادية هم في الأساس ضد الاتفاق، وضد منهج سياسة الرئيس روحاني، الذي طرح برنامجه في الانتخابات لإنهاء عزلة إيران ورفع إجراءات المقاطعة التي أنهكت الاقتصاد الإيراني، وتحريك عجلة التنمية، وبناء علاقات مع العالم ودول الإقليم، لتكريس الاستقرار والسلم، وهذا المنهج يحظى بدعم زعماء إيرانيين، مثل الرئيس السابق خاتمي، والزعيم رفسنجاني، والمرشح السابق كروبي، الذي لايزال رهن الإقامة الجبرية، وعلى أساس هذا المنهج حظي روحاني بفوز ساحق في انتخابات الرئاسة بنسبة 50.7 في المئة من الأصوات في حين لم يتجاوز أقرب منافسيه 16 في المئة.
هنالك آراء ترى أن المتشددين، خصوصاً الحرس الثوري، سيفعلون المستحيل لإفشال الاتفاق، لأن المسألة لا تتعلق بالنشاط النووي، فالمرشد خامئني أصدر فتوى بأن الإسلام يحرم إنتاج أسلحة نووية، وفي خطابه التحذيري قال إنه يخشى أن يحد الاتفاق من قدرة إيران على الاستفادة من الأبحاث النووية لأغراض إنتاج الطاقة وتحلية المياه والاستخدامات الطبية والزراعية، واتفاق إطار المبادئ لا يتعارض أو يتناقض مع ذلك، فهو يقيد فقط قدرات إيران في الوصول إلى إنتاج سلاح نووي.
لذا كيف سيكون موقف المرشد الأعلى صاحب القرار في النهاية؟!
وفي مواجهة محاولات المتشددين هناك الأزمة الاقتصادية، التي تزداد تفاقماً، وهي العامل الأساسي الضاغط للوصول إلى اتفاق يفتح المجال لبرنامج روحاني لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة طويلة الأمد، كما جاء في برنامجه، وأهمها زيادة إنتاج النفط، وصادراته، التي انخفضت إلى حوالي مليون برميل، في حين كانت في السابق فوق مليوني برميل.

آراء مختلفة

ويبقى السؤال: إذا استعادت إيران قوتها الاقتصادية فكيف سينعكس ذلك على سياستها الخارجية وعلاقتها بالعالم ودول الإقليم؟! هل ستحرص على استمرار التمدد والتوسع في دول الجوار أم ستبني علاقات سلمية طبيعية؟! حول ذلك تختلف الآراء، فهنالك من يقول إذا كنا نعاني سياسة إيران وهي داخل القفص الاقتصادي، فكيف سيكون الحال وهي خارجه؟ وفي المقابل، هنالك من يرى أن إيران خارج القفص ستستفيد من بناء موقع دولي وإقليمي ذي مكانة من خلال التعاون، لا المواجهة، وخطوة زيارة وزير الخارجية ظريف إلى باكستان يمكن أن تفسر لصالح هذا النهج.
ولكن لا أحد يستطيع أن يجزم ما هو الاتجاه الذي ستسير فيه إيران، فذلك يعود لنتائج الصراع داخلها بين جناح الاعتدال وأجنحة التشدد وتصدير الثورة.

علي محمود خاجه

وزير الناس

يقدم نفسه كوزير من الناس وللناس، يشاركهم أحيانا في أعمالهم، فتارة نجده يفاجئ دورية شرطة بالركوب في مقاعدها الخلفية، وتارة أخرى يزور مراكز الخدمة ليخلّص معاملات الناس، وبعض "الحركات" الأخرى التي لا تصلح أبداً في زمن الإعلام الإلكتروني الذي يتيح لكل الناس التعليق والنقد، بل الامتعاض من تلك التصرفات التي يعتقد الكثيرون أنها مصطنعة أو معدّ لها مسبقا.
أقصد هنا الشيخ محمد الخالد وزير الداخلية العائد للوزارة بعد فترة انقطاع طويلة، فبينما يبدو أنه يعتقد أن فترة غيابه عن الوزارة لم تتغير الحال في الكويت أبدا، فهو لا يزال يعتقد أن الصحافة الورقية هي المسيطرة فيكرر تصرفاته القديمة وتغطيها الصحافة كأنها مفاجآت لا يقدم عليها أي وزير، وأنا لا أفهم كيف تكون تصرفاته مفاجئة ودائما يكون هناك مصور أو صحافي في تلك المفاجآت؟
عموما وبعيدا عن "حركات" الوزير "البايتة" فأنا لن تهمني أبدا تلك الحركات إن كان الوزير يحرص على تطبيق القانون والالتزام به، إلا أنه وكما هو واضح فإن للوزير والوزارة أو الحكومة عموما قانوناً آخر عنوانه المزاج والخوف، فمتى ما حضر هذان العنصران تكسرت أي نصوص قانونية أو لوائح تنظيمية أمامهم، فالكل ممنوع من دخول الكويت دون مبرر قانوني متى ما صرخ شيعي هنا وسنّي هناك أو الاثنان معا لمنع رجل دين من أحد المذهبين أو لمنع مفكر أو مطرب أو رسام، فتكون النتيجة خوف الوزير من هذا الصراخ ومنع المسموح له من الدخول.
وبالأمس القريب كانت إحدى الجهات تعد فعالية تحت شعار "أنا أحترم الحياة" للتوعية المرورية، وهي فعالية تضم في طياتها حفلا غنائيا يحييه شباب كويتيون ومطرب أجنبي، ويحصل على كل التراخيص اللازمة من "الإعلام" والدعم اللامحدود والتشجيع من "الداخلية" ممثلة بالإعلام الأمني، وما إن ظهر "هاشتاق" في "تويتر" يطالب بمنع الفعالية قبل إقامتها بيومين حتى رضخت وزارة الداخلية ومعها "الإعلام"، فمُنع الحفل المرخص من "الإعلام" والمدعوم من "الداخلية"!!
لو أن هذا الحفل كان سيقام في دبي وتعالت الأصوت لمنعه فهل كان محمد بن راشد سيرضخ لتلك المطالبات أم سيقيم الفعالية؟ أعتقد أن الإجابة معروفة بأنه لن يخاف من الصراخ طالما كل الإجراءات قانونية، وهنا يكمن الفرق، فالدول التي تحترم قوانينها وتلتزم بما تصدره من لوائح هي الدول التي تحظى بالاحترام، وتستقطب العالم كله، أما الدول التي تتراجع بمجرد الصراخ فلا قيمة لقوانينها ولا احترام لنصوصها.
نحن فعلا بحاجة إلى رجال دولة قادرين على المواجهة عندما يطبقون القانون، فلا نشاط يمنع بدون سبب قانوني صريح، ولا زائر يهان بسبب صراخ هنا وامتعاض هناك، ومع كل أسف لا يوجد هذا النموذج من رجال الدولة على الأقل في العقدين الأخيرين.
ختاما يا وزير الداخلية، صوّر كما تشاء وقم بمفاجآتك المعدّة مسبقاً كما تريد، ولكن طبّق القانون والتزم به دون خوف أو مزاج.