شملان العيسى

الجدل حول تصريحات الرئيس

التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما لجريدة «نيويورك تايمز» الأمريكية وذكر فيها ان اكبر خطر يهدد الحلفاء السنة العرب ليس التعرض لهجوم من ايران انما السخط داخل بلادهم بما في ذلك سخط الشباب العاطلين والاحساس بعدم وجود مخرج سياسي لمظالمهم، واكد الرئيس الامريكي استعداد بلاده للدفاع عن حلفائها في الخليج ضد أي عدوان خارجي عليهم، واعلن عن استعداد بلاده لمساعدة حلفائها في بناء قدراتهم بحيث يشعرون بمزيد من الثقة ازاء قدرتهم على حماية انفسهم من أي عدوان خارجي.

هذه التصريحات الواضحة والجريئة والصادقة اثارت زوبعة من الرفض من القوى المعارضة اصلا للسياسة الامريكية في المنطقة، ففي الكويت مثلا اعتبر الوزير السابق عبدالوهاب الوزان بأن توقيت التصريح سيئ واعتبر خطاب الرئيس تدخلا في السياسة الداخلية الخليجية، اما عضو الحركة الدستورية الاسلامية «الاخوان المسلمين» في الكويت المحامي محمد الدلال فقد اكد ان خطاب أوباما الاخير مثير للجدل بشكل كبير، فمن ناحيته هو يتعهد بحماية دول الخليج من الاخطار وفي المقابل هي امريكا نفسها التي تحالفت مع ايران لحكم العراق وما نتج عنه من طائفية واستبداد وتمكين من قوى التطرف، اما الوزير السلفي السابق أحمد باقر فقد قال: كيف يخوفنا من الوضع الداخلي ولا يخاف من سيطرة ايران (راجع القبس الكويتية 8 ابريل 2015).

واضح جدا ان بعض القوى السياسية في الخليج خصوصا قوى الاسلام السياسي ليس لديها الاستعداد لسماع وجهة النظر العقلانية الرشيدة التي تصب في مصلحة الولايات المتحدة ودول الخليج وشعوبها.

ما ذكره الرئيس اوباما يصب في مصلحتنا على المدى البعيد، فقد أكد بشكل واضح وصريح ان الولايات المتحدة كحليف لدول الخليج ستقف معهم ضد أي عدوان خارجي، أما ما يخص القضايا والمشاكل الداخلية فهي شأن داخلي تعالجه الحكومات وشعوبها..

وكل ما طلبه من الشباب العربي ودولهم هو معالجة قضاياهم ومشاكلهم الداخلية وهي كثيرة ومتعددة ومن اهمها تنامي قضايا التطرف والمغالاة في الدين والارهاب..

وهذه قضية تتطلب معالجة جذرية من دول الخليج وهي تغيير مناهج التعليم ووضع حد لمغالاة رجال الدين في المساجد، والاهم من كل ذلك تبني ثقافة الانفتاح الثقافي لابعاد شعوب المنطقة عن التطرف الديني.

ما اثاره الرئيس عن قضية البطالة ومعالجة سخط الشباب العربي وشعورهم بالعزلة والاغتراب بسبب عدم اشراكهم في قضايا بلدانهم وتهميشهم وعدم الاهتمام بهم أمر صحيح..

تحاول الانظمة الخليجية معالجته لكن خطواتها للاصلاح بطيئة ومترددة.

الولايات المتحدة كدولة عظمى ديموقراطية تتعرض قيادتها السياسية لضغط من الكونغرس والنواب لتبني سياسة الانفتاح الديموقراطي والاهتمام بحقوق الانسان في كل المعمورة وليس العرب في الخليج..

تقارير الخارجية الامريكية السنوية الخاصة بأوضاع حقوق الانسان في بلداننا علينا احترامها وتحسين اوضاع المواطنين والمقيمين..

ولو اهتمت دول الخليج وجماعات الاسلام السياسي من احزاب متطرفة بقضايا المواطنة والاهتمام بأوضاع الاقليات من الشيعة وغيرهم لما برزت المشكلة الطائفية في بلداننا، وعلينا ان نعالج قضايانا بتعزيز الوحدة الوطنية وحقوق المواطن حتى لا نسمح لايران أو غيرها بالتدخل في شؤوننا الداخلية.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

شملان العيسى

دكتور بالعلوم السياسية في جامعة الكويت

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *