شملان العيسى

عاصفة الحزم ما العمل؟

دخلت عملية عاصفة الحزم العسكرية ضد اليمن اسبوعها الثاني ولا توجد في الافق حتى الان اي بوادر سلمية لوقف الحرب وعودة الشرعية في اليمن حسب الرؤية الخليجية المدعومة من الولايات المتحدة والغرب التي تتلخص بعودة الشرعية ووقف زحف الحوثيين على مدينة عدن الجنوبية.

السؤال الذي يطرحه المراقبون السياسيون اليوم.. هل هناك خطة لحملة برية ضد قوات علي صالح والحوثيين؟.. البيانات الرسمية الخليجية تنفي أي تدخل بري لكن ربطوا موقفهم بتطور الأحداث الميدانية على الساحة العسكرية.


المشكلة اليوم وبعد مرور أكثر من أسبوع تعقدت فالمعالجة السياسية لم تعد ذات جدوى خصوصا ان الحلول السياسية تتطلب تفاهمات وتنازلات من جميع الاطراف في اليمن لا نعرف ما اذا كانت قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح مستعدة وكذلك الحوثيون الذين لعبوا دورا رئيسا في جر اليمن الى ويلات الحرب.. هل يتنازل علي عبدالله صالح والحوثيون عن كبريائهم ويدخلون في مفاوضات جادة للوصول الى تسوية ترضي جميع الاطراف.

هذا الوضع المعقد في اليمن يتطلب وجود استراتيجية خليجية جديدة في اليمن تتخطى شراء الولاءات التقليدية للقبائل والطوائف او شن حملات عسكرية.

مطلوب من دول التعاون عدم زج قواتها البرية في متاهات اليمن.. وعليهم حث جماعة الرئيس وانصاره التحرك لاخذ المبادرة والحوار مع الحركات والاحزاب السياسية في اليمن ودورنا في مجلس التعاون هو حث الفرقاء على التفاهم والحوار ولو ان لغة الحوار ستكون صعبة اذا لم تكن النوايا صادقة ولا يطمع فريق بالهيمنة والتوسعة على حساب الاخرين.

حملة عاصفة الحزم العسكرية ركزت على تدمير مخازن الاسلحة والتأكد من استمرار الحظر الجوي والبحري على اليمن والعمل على وضع حد للتدخل الايراني في شؤون اليمن الداخلية لا نعرف متى ستتوقف الحملة العسكرية، لكن المطلوب بعد انتهاء الحملة العسكرية التنسيق مع الدول العربية والمجتمع الدولي لوضع خطة استراتيجية جديدة تصب في مصلحة الشعب اليمني وابعاد اي تدخلات خارجية في شؤونه الداخلية.

علينا ان نبعث رسالة واضحة للقادة في ايران وانصارهم في اليمن نؤكد فيها ان من يريد الحوار والتفاهم ويدعو اليه لا يستقوي بقوة السلاح وان تباهي القادة الايرانيون بالهيمنة على 4 عواصم عربية (بغداد – دمشق – بيروت وصنعاء) وتنقل قاسم سليمان بين العراق وسورية بشكل واضح وعلني وكأنه يتفقد قواته الخاصة.. واعلان مستشار الرئيس روحاني على تونس ان بغداد عادت عاصمة للامبراطورية الايرانية، هو استفزاز لكل مشاعر العرب والمسلمين لا يمكن قبوله او السكوت عنه.

عملية عاصفة الحزم اعادت بعض الاعتبار للعرب والشرعية في اليمن مطلوب اليوم من السياسيين العرب واحزابهم وتنظيماتهم الطائفية اعلان موقفهم الصريح والواضح في كل من العراق وسورية ولبنان واليمن من التمدد الايراني في بلدانهم.. فلا يمكن للشعوب العربية والخليجية وبلدانهم الاستمرار في السكوت وغض النظر عن السياسيين في هذه البلدان الذين لديهم اجندات طائفية لوم العرب ودول الخليج على ما يحدث في اليمن.. كفانا تمديرا لبلداننا باسم الدين والطائفة.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

شملان العيسى

دكتور بالعلوم السياسية في جامعة الكويت

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *