محمد الوشيحي

البائخون الما حلوون… يغورون

الحكومة، أخيراً، حلّت المشكلة الإسكانية، ووزعت 12030 وحدة سكنية على الورق، ولا أدري لماذا لم توزع بقية البيوت على الورق وتنهي المشكلة؟ لم يبقَ إلا نحو مئة ألف طلب إسكاني، فالموضوع لا يحتاج إلى أكثر من أوراق وأقلام، وكلام، والكلام ببلاش، وطاولة للمؤتمر الصحافي، ومايكروفون وكاميرا، وعصير برتقال فريش، بالتأكيد.

ويبدأ المؤتمر تحت عنوان «هوبااا»… وبسم الله الرحمن الرحيم، نفتتح المؤتمر الصحافي الذي سنعلن من خلاله حل الأزمة الإسكانية، هوبااا عشرون ألف وحدة سكنية في المطلاع، وهوبااا خمسة عشر ألف وحدة سكنية في الصبية، وهوبااا ثلاثون ألف وحدة سكنية في الوفرة، وسبعون ألف وحدة سكنية في المزهدة (لا تبحث عن موقع المزهدة في الخريطة، اسأل عنها جارك البدوي)، وثمانون ألف وحدة سكنية في المناقيش، و…، كم وصلنا؟ هل قضينا على الأزمة الإسكانية أم نواصل مؤتمرنا الصحافي؟

الحكومة فرحانة، والبرلمان فرحان، والشبان أصحاب حملة «ناطر بيت» «فرحانين»، ودموعهم، التي أغرقت خدودهم، دموع فرح، والإعلام فرحان، وليلتنا سعيدة. أما الحاقدون الكارهون البائخون (عدّيها)، فهؤلاء غاضبون بالتأكيد. ليش؟ لأنهم «بائخون ما حلوون».

وأحد أبرز البائخين، الزميل محمد البغلي، رئيس قسم الاقتصاد في هذه الجريدة، الذي عكنن فرحتنا بالإنجاز التاريخي، وكتب موضوعاً كئيباً بائخاً مثل كاتبه، بعنوان «12 ألف وحدة سكنية سنوياً… العبرة بالتنفيذ لا بالتخصيص»، يمكنكم قراءته، لتعرفوا كيف نكّد علينا فرحتنا، وراح يتحدث عن أمور لا علاقة لها بالمشكلة… تحدث عن الكهرباء. تخيلوا! وما دخل الكهرباء في البيوت؟ وتحدث عن أرقام وتنمية وبنية تحتية وكلام نكد في نكد. ليش؟ لأنه بائخ يكره الحكومة والبرلمان، ويكره مشاهدة الفرحة في أجواء الكويت السعيدة.

بائخ آخر، يقول: «لمثل هذه الإنجازات الهوائية حُل برلمان الأغلبية المعارضة، وجيء ببرلمان من ورق، يمكن تلوينه».
نحن لن تثنينا بياخات هؤلاء عن الفرحة، ونتمنى أن يستمر التعاون بين الحكومة والبرلمان على هذا المنوال، فيعقدا مؤتمراً صحافياً آخر بعنوان «أولللا»، وبسم الله الرحمن الرحيم، قررنا حل أزمة البنية التحتية، سنبني هنا ثلاثة مستشفيات عالمية، يمكنكم العلاج فيها على الورق المصقول، وتسع مدارس بنظام الطوابق الحلزونية، يمكنكم تدريس أبنائكم فيها بالخيال. وأربع جامعات، ستقضي على أزمة التعليم العالي بالتمني، أولللا. وهنا، كما هو واضح على الخريطة، سنشيد جسراً يُبكي محافظ ناغازاكي وعمدة سان فرانسيسكو معاً، ويمكنكم استخدام الجسر على الورق سبعةً وثلاثين عاماً. وهنا وهنا وهنا… أولللا. انتهت أزمة البنية التحتية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أوف نسينا المطار. طيب سنبني ستة مطارات، كل مطار بلون مختلف، يمكنكم الطيران من خلالها في أحلامكم.

خلاص… انتهت مشاكلنا المزمنة… والبائخون الما حلوون يغورون.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *