عبداللطيف الدعيج

استرحام أم استبسال؟

بغضّ النظر عن دعاوي التجديد او التنظير التي اطلقها قادة الحراك. فان تجمع يوم امس الاول كان من اجل «التضامن» مع امين عام حشد المسجون مسلم البراك. وليس من اجل الاهداف الستة التي اعلنها السيد احمد السعدون. هذا على الاقل ما جهر به اغلب المغردين المحرضين على الحضور، وهو الانطباع التلقائي والعفوي لكل من تابع نشاط اتباع الحراك، وفحوى تغريداتهم المحرضة على حضور تجمع الاثنين.

الغريب والعجيب هنا، ان كل هذا يجري ومحامي امين تجمع حشد المسجون، او كما يبدو امين عام حشد نفسه، يجتهد لاستعطاف النيابة والقضاء للافراج عنه تحت حجة كبر السن والمرض! متابعة قراءة استرحام أم استبسال؟

أ.د. غانم النجار

مفهوم السيادة يتساقط بالتقادم

طحنت حرب الثلاثين سنة أوروبا لسنوات طويلة حتى منتصف القرن السابع عشر دون نتيجة تلوح في الأفق، وبعد أن شعر المتحاربون بالإنهاك واللاجدوى قرروا الجلوس للتفاوض، كان المتحاربون يمثلون القوة الضاربة حينذاك، وهم الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وإسبانيا، وفرنسا، والسويد، وهولندا. ويبدو أنهم أدركوا أن الحرب هي أسوأ ما اخترعه البشر. أطلق على تلك المفاوضات المتناثرة اسم معاهدات أو سلام ويستفاليا، وتم إبرام ذلك الاتفاق سنة 1648. تلك المفاوضات أنجبت ما نعرفه اليوم باسم “الدولة القومية”، أو “الوطنية” لا فرق، وبالتالي فإن مفهوم الدولة التي نعيش في كنفها اليوم هو مفهوم مستورد بالكامل، وصارت شيئاً فشيئاً أساس القانون الدولي الذي نعرفه اليوم، وهي التي حددت معالم ومواصفات الدولة الحديثة التي ننتمي إليها اليوم، دولة ذات “سيادة” لا يسمح بالتدخل في شؤونها من جيرانها أو غير جيرانها، تحتكر القوة المادية وتبسط هيمتها على مفاصل الأمن، لديها شعب ولها حدود جغرافية. ذاك كان زمن واليوم نحن في زمن التحولات، فالسيادة المطلقة بمفهومها القديم أصبحت في حكم المنتهية، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول أصبح مقبولاً ومطبقاً على أوسع نطاق. بل إن التدخلات العسكرية وما سمي لاحقاً بالتدخل الإنساني صارت جزءاً من العلاقات الدولية. وصارت الدول وبحكم المتغيرات الدولية تسعى بذاتها إلى التوقيع والمصادقة على اتفاقيات دولية تنتقص من سيادتها وتسمح بالتدخل في شؤونها الداخلية، لكنها ولأسباب سياسية مختلفة، تعلن شيئاً مخالفاً، ولا بأس في ذلك، حيث إن الواقع شيء آخر. متابعة قراءة مفهوم السيادة يتساقط بالتقادم

شملان العيسى

التعليم بين الإصلاح والتشدد

الخطوات الجريئة التي يتخذها د.بدر العيسى في مجال التعليم خطوات إصلاحية تستحق الالتفاف حولها من الدولة والمجتمع حتى تحقق الإصلاحات المطلوبة، فالوزير يؤكد ان وزارة التعليم العالي تسعى الى تحصيل المديونيات من الطلبة المتعثرين دراسيا لعدم استكمال دراستهم من خلال البحث القانوني مشيرا الى ان الوزارة حريصة على متابعة هذا الامر واكد ان هنالك لجاناً خاصة تعمل بجهد على اعداد خطة متكاملة لآليات القبول في مؤسسات التعليم العالي المختلفة وأن الوزارة حريصة على ان يحصل ابناء الكويت على مقاعدهم الدراسية وفق الشروط ومن ثم استكمال الدراسة الجامعية.

نبارك اي خطوات جادة يتخذها الوزير في مجال إصلاح التعليم، لا ينكر احد ان طلبتنا في كل مراحل التعليم من الابتدائي الى الثانوي يعانون معاناة حقيقية بسبب عقم النظام التعليمي الذي يعود الطلب على الحفظ والتلقين بدلا من الخلق والابداع، فالتعليم قبل الجامعي هو اخطر فترة في تشكيل وجدان ومفاهيم وقدرات ابنائنا من سن 18-4 سنة لذلك يجب ان يحصلوا على تعليم جيد في عالم متغير لا يعترف الا بالتفوق. متابعة قراءة التعليم بين الإصلاح والتشدد

عبدالله النيباري

اقتراح تعديل المديونيات الصعبة والفساد في مجلس الأمة

مطروح الآن في مجلس الأمة اقتراح بقانون، بشأن تعديل قانون تسوية المديونيات الصعبة، الصادر سنة 1993… ويقضي الاقتراح، بجواز لمَن صدر حُكم بإشهار إفلاسه، بسبب تخلفه عن السداد، وفقاً لأحكام ذلك القانون وزادت قيمة موجوداته على قيمة ما يُعادل السداد الفوري والأعباء والغرامات المنصوص عليها في القانون، أن يُعامَل بنفس المعايير التي طُبقت قبل 22 سنة.
والمعايير وفقاً لذلك القانون تعالج المدينين للبنوك بطريقتين؛ الأولى هي السداد الفوري، بأن يدفع المدين 45 في المئة من مديونيته لدى البنوك، وبعضاً من بقية الدين إلى 55 في المئة، والطريقة الثانية تقسيط كل المديونية على مدى 15 سنة.
والاقتراح المقدَّم لا يتبنى طريقة التزام المدين بدفع كل الدين، مقسطاً، ومدة الأقساط انتهت قبل خمس سنوات، وقد نص القانون على التزام المدين بدفع كل الدين، إذا تخلف عن دفع أي قسط من الأقساط، مع تحمُّل الفوائد المستحقة والغرامات. والاقتراح المقدَّم حالياً لا يأخذ بهذه الطريقة، بل بطريقة دفع 45.6 في المئة من قيمة المديونية.
وكان تبرير هذا التخفيض، آنذاك، هو أن استثمار المدفوع فورياً يمكن استثماره لتسديد ما تم تخفيضه.
الاقتراح الحالي مقدَّم من الأعضاء؛ عبدالحميد دشتي، ويوسف الزلزلة، ونبيل الفضل ومبارك الحريص وفيصل الكندري.
الاقتراح نفسه سبق أن قدّم في مجلس 2013 من قِبل يوسف الزلزلة وعلي الراشد وفيصل الدويسان وصفاء الهاشم وحسين القويعان وروضان الروضان، وقد وافقت عليه اللجنة التشريعية، بالإجماع، آنذاك، كانت رئيستها معصومة المبارك، ومقررها يعقوب الصانع، لكن حل المجلس حال دون النظر في إقراره.

اقتراح جائر

وقد تصدَّت جريدة «الجريدة» بحملة لهذا المقترح، باعتباره اقتراحاً جائراً ومجحفاً بحق الدولة، فهل يُعقل تسديد أقل من نصف الدين بعد 22 سنة من دون فوائد أو غرامات، في حين أن مَن اختار طريقة التسديد المقسط على مدى 15 سنة التزم بدفع كل الدين؟!
هيئة الاستثمار تقدَّمت بمذكرة اعترضت على الاقتراح، جاء فيها «أن التعديل لم يراعِ حالات العملاء الذين خضعوا لأحكام القانون رقم 41 لسنة 1993، والتزموا بأحكامه وقت بدء تطبيق القانون والعمل به، فقاموا ببيع أصولهم، وفاءً للدين المستحق للدولة، واضطروا إلى تسييلها، وصولاً للسداد… لاشك أن قيمتها قد صارت في الوقت الحاضر أعلى بكثير عما كانت عليه وقت بيعهم لها، في حين أن المفلس الذي تقاعس عن السداد، ولو كان متعمداً، ودامت تفليسته حتى الآن، مع وقف سريان الفوائد المقررة على مديونيته منذ صدور حكم إشهار إفلاسه سيستفيد حتماً من زيادة قيمة أصوله التي حال بين الهيئة وبين تسييلها وبيعها رغم الثبات النسبي لقيمة مديونيته، فهو لن يضطر إلى بيع سوى عناصر أقل من أصول تفليسته».
يعني، هل من المعقول أن المدين الذي تخلف عن السداد وأشهر إفلاسه يأتي الآن بعد 22 سنة ارتفعت فيها الأصول، من عقار وأسهم وأي ممتلكات، تضاعف سعرها عشرات المرات ليدفع 45 في المئة؟!
أليس في ذلك غبن لمن التزم بالقانون، ودفع حتى لو اضطر إلى تسييل موجوداته؟ وقالت الهيئة إن هذا التعديل إن طبق فسيفتح باب التقاضي لكمّ هائل من المنازعات، بدعوى التمييز في المراكز القانونية، وهو أمر يصطدم مع الدستور.

شبهات «تمصلح»

وتصدَّت جريدة «الجريدة» بحملة معارضة للتعديل المقترح، والتي على أساسها أعلن عدد من أعضاء مجلس الأمة اعتراضهم على اقتراح التعديل، ولكن تركيبة المجلس وإفرازها قانوناً مثل هذا يثير المخاوف.
فالانتفاع بهذا التعديل بيّن، لا يخفى حتى على السذج، لذلك فهو يثير شبهات خدمة المصالح أو التمصلح أو الانتفاع، ولا يصلح التذرع بحسن النية، فمذكرة هيئة الاستثمار مقدَّمة بتاريخ 13/4/2013، أي في المجلس المبطل السابق، فكيف يعود نفس الأعضاء لتقديم المقترح ذاته، بعد أن بينت الهيئة مثالبه ومخاطره؟

مخاوف

المخاوف هي أن بعض النواب يتصرَّف، كأنه مندوب لأصحاب المصالح، يدافع عنهم على حساب المصلحة العامة، أو يتلبس دور المحامي الذي يتولى قضية أمام المحاكم، فإن نجحت حظي بالمقسوم، كنسبة من المصلحة، لكن المحامي هذه هي مهنته… أما عضو مجلس الأمة، فذلك يعتبر جريمة.
وهذه ليست أول قضية يتقمص فيها بعض الأعضاء دور المندوب أو المحامي، فقد حدث ذلك في قضايا كثيرة، منها قضية خصخصة الخطوط الجوية الكويتية، فبعض الأعضاء اعترض على شراء الطائرات أو تأجيرها، لأنها ستزيد قيمة أصول «الكويتية»، ويرتفع السعر للطامحين في شرائها بثمن بخس، ومعركة الخطوط الكويتية لم تنتهِ بعد.
يُضاف إلى ذلك، قيام بعض الأعضاء بالاتصال بالجهات الحكومية وديوان المحاسبة، للسؤال عن تأخير مقاولة فلان، وفلان هو الذي فاز بالمناقصة.
ليس من حق النواب متابعة قضايا أصحاب المصالح في دواوين الحكومة، بل واجبهم التصدي لمثل هذه المخالفات علناً في قاعة المجلس، حتى لو كان الخطأ من قِبل الأعضاء أنفسهم… يكفي قضية إيداعات النواب المصرفية التي حُفظت، وعاد إلى المجلس معظم أبطالها.

علي محمود خاجه

«شوية واقع»

نختلف في وضع حلول الإصلاح بل نختلف في الأولويات أيضا، ولكن يزعجني فعلا أن أجد شبابا مخلصين يحلمون فعلا بتحسين الأوضاع دون مصلحة خاصة أو مجد شخصي، أقول بأنه يزعجني فعلا أن أجدهم يتخبطون في تحركات لا صلة لها لا بالسياسة ولا بالواقع أبدا.
فمنذ التحرك من أجل إبعاد رئيس الوزراء السابق عن سدة الرئاسة إلى اليوم والمطالبات مبهمة غير واضحة، ولا توضح كيف ستسهم في تحقيق الإصلاح، وهو ما أعتقد أنه سبب ما يحدث اليوم من ضبابية في مشهد التحركات المعارضة.
وإن الحراك الذي طالب بإقرار حق المرأة السياسي، على سبيل المثال لا الحصر، كان هدفه المعلن توسيع المشاركة الشعبية ومنح أكثر من 50% من المجتمع حقهم في صنع القرار، هكذا كان الهدف واضحا ومحددا ومباشرا.
والأمر نفسه في الحراك الذي طالب بتقليص عدد الدوائر الانتخابية والذي كان هدفه المعلن والواضح أيضاً توسيع الدائرة الانتخابية، وبالتالي تمثيل أكثر واقعية للناخبين.
هذا الهدف الواضح المعلن هو ما لا نراه اليوم، بل حتى إن وجد الهدف في بعض الشعارات المرفوعة فإن شكله غير محدد، ومثال على ذلك الحكومة المنتخبة التي يطالب بها البعض دون تحديد كيف سيكون شكلها وطريقة اختيارها.
أما العلة الثانية فتكمن في آلية الوصول إلى الهدف وهي أيضا مجهولة، فالمطالبون بالتغيير من المقاطعين، أيا كانت مطالبهم، لا يريدون خوض الانتخابات البرلمانية إلا بعد العودة إلى نظام الأربعة أصوات، وهو أمر مستبعد جدا إن لم يكن مستحيلا أصلا، ولا يريدون أيضا أن يكونوا جماعات ضغط تتواصل مع المشرعين الحاليين بحكم أن مقاطعتهم لا تمتد إلى الانتخابات فقط بل إلى من فاز بالانتخابات أيضا، بمعنى أنهم يريدون أن يطالبوا وهم مقاطعون، بل معادون أيضا للوسائل التي تمكنهم من تحقيق مطالبهم، ولا أفهم كيف سيتحقق هذا الأمر.
المجموعة نفسها لا تسعى إلى قلب نظام الحكم، وفي الوقت نفسه لا ترغب في استخدام الأدوات الدستورية المتاحة لها سواء عبر المشاركة في الانتخابات البرلمانية أو على الأقل في تكوين جماعات الضغط السياسي، ومع هذا يريدون أن تتحقق مطالبهم غير واضحة المحتوى أساسا!!
وكل من يرفض هذا الأسلوب الأعمى يعتبر خائناً وجباناً بالنسبة إلى كثير منهم، وكل من يظل يطبق هذا الأسلوب سيواجه بالفشل الحتمي، ويحاول أن يلقي باللائمة على أي كيان أو شخص، فتزداد النزاعات فيما بينهم إلى أن ينتهي حلمهم الذي لم يحاولوا تحقيقه فعليا.
لن تتحقق أهدافكم وأنتم في عزلة ولا تريدون التواصل مع أحد، ولن تتحقق أهدافكم وأنتم تكابرون وتصرون على أسلوب لم يثمر ولن يثمر، ولن يتمكن أي فريق كرة مهما ضم من نجوم من أن ينتصر دونما خطة سليمة ورؤية واقعية للتعاطي مع المباريات.

خارج نطاق التغطية:

المشكلة ليست في تسليم الأسلحة، بل في أن العديد من المشرعين والقياديين في المؤسسات التنفيذية في الدولة يملكون أسلحة غير مرخصة أصلاً!!