شملان العيسى

التعليم بين الإصلاح والتشدد

الخطوات الجريئة التي يتخذها د.بدر العيسى في مجال التعليم خطوات إصلاحية تستحق الالتفاف حولها من الدولة والمجتمع حتى تحقق الإصلاحات المطلوبة، فالوزير يؤكد ان وزارة التعليم العالي تسعى الى تحصيل المديونيات من الطلبة المتعثرين دراسيا لعدم استكمال دراستهم من خلال البحث القانوني مشيرا الى ان الوزارة حريصة على متابعة هذا الامر واكد ان هنالك لجاناً خاصة تعمل بجهد على اعداد خطة متكاملة لآليات القبول في مؤسسات التعليم العالي المختلفة وأن الوزارة حريصة على ان يحصل ابناء الكويت على مقاعدهم الدراسية وفق الشروط ومن ثم استكمال الدراسة الجامعية.

نبارك اي خطوات جادة يتخذها الوزير في مجال إصلاح التعليم، لا ينكر احد ان طلبتنا في كل مراحل التعليم من الابتدائي الى الثانوي يعانون معاناة حقيقية بسبب عقم النظام التعليمي الذي يعود الطلب على الحفظ والتلقين بدلا من الخلق والابداع، فالتعليم قبل الجامعي هو اخطر فترة في تشكيل وجدان ومفاهيم وقدرات ابنائنا من سن 18-4 سنة لذلك يجب ان يحصلوا على تعليم جيد في عالم متغير لا يعترف الا بالتفوق.

نحن نعي أن الوزير الجديد لا يمكن ان يعالج كل قضايا التعليم المتشعبة والمعقدة التي تشمل تحديث وتطوير الطلاب والمدرسين والادارة والمنهج والمحتوى الدراسي ولكي يتحقق النجاح في كل المراحل التعليمية، مطلوب حركة مجتمعية واعية لاهمية التعليم ولا تتساهل في التأكيد على التعليم المبكر والتدريب لابنائهم.

السؤال: كيف يمكن اعداد الطلبة المتفوقين الباحثين عن العلم بدلا من الشهادة للحصول على الوظيفة والواجهة الاجتماعية؟ الخطوات التي تتخذها وزارة التعليم العالي في التشدد في سياسة القبول في الجامعة والمعاهد التطبيقية مهمة جدا..واقولها بكل صراحة ووضوح من تجربتي المتواضعة في التعليم الجامعي التي امتدت الى اكثر من ثلاثين عاما ان التعليم الجامعي في خطر وان المستوى الاكاديمي والعلمي للطلبة الجدد القادمين من الثانوية العامة ضعيف جدا ولا يرقى للمستوى المطلوب..هل يعقل ان يتم قبول طلبة في كلية العلوم الاجتماعية معدلهم يفوق 75 – %80 لا يعرفون كتابة عدة سطور في مواضيع المادة العلمية ولا يستطيعون التعبير عن انفسهم بطلاقة؟ من يصدق ان طالبات جامعيات لا يعرفن أين يقع جون الكويت وهن يدرسن في كلية في جامعة الشويخ؟ وحتى لا يتم التعميم لدينا طلبة متفوقون جدا في كلية الطب والطب المساعد والهندسة والعلوم والرياضيات وغيرها لكن معظم طلبة التخصصات الادبية والاجتماعية دون المستوى المطلوب.

التشدد في قبول الطلبة في التعليم الجامعي والبعثات أمر مطلوب وحتى لا يتم ظلم كل المتقدمين للجامعة سواء خريجو الثانوية في التعليم العام والخاص مطلوب عمل امتحان مستوى لدخول الجامعة فالطالب المتفوق حتماً سوف يجتاز الاختبار اما الطلبة الذين يحصلون على درجات عالية في الثانوية من السعودية او غيرها فمطلوب منهم اجتياز الاختبارات.
هذا التشدد مطلوب لأن درجات الثانوية العامة غير صحيحة وغير سليمة فطلبة المدارس الخاصة خصوصا ثنائية اللغة اختباراتهم صعبة ومناهجهم اجنبية لذلك تأتي درجات النجاح اقل من خريجي الثانوية الحكومية، وحتى لا يظلم احد في البعثات على الجميع اجتياز اختبار التوفل بمعدل لا يقل عن 500 نقطة حتى يدخلوا الجامعات الاجنبية من دون تعثر. لقد تعرضت للأذى والهجوم وتم تحويلي للنيابة لأني قلت الحقيقة عن بعض طلبتنا بأنهم دنابك، وقد اكون قاسيا في تقييمي لكن هل هناك طريقة مثلى لتغيير واقع التعليم المريض غير التشدد وزيادة الاهتمام بأبنائنا قبل ضياعهم وضياع البلد؟

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

شملان العيسى

دكتور بالعلوم السياسية في جامعة الكويت

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *