فؤاد الهاشم

«مين رايح على… فين»؟!

ذكر تقرير أصدره البنك المركزي الألماني – قبل عدة سنوات – إن أكثر من ستمائة مليار دولار من أموال محافظ مالية في البنوك الألمانية قد تبخرت نتيجة الأزمة العالمية في عام 2008!! أحد الأصدقاء «البورصوية» ويدعى «بومساعد» وهو على أبواب السبعين ومتقاعد منذ عهد سيدنا «نوح» علق على هذا الخبر الذي أبلغته إياه قائلا .. «الكل يصيح بالفقر.. في هذا العالم، فأين ذهبت كل تلك الأموال إذن..» ؟! تساؤل مشروع -وذكي- لـ»بو مساعد» مع أن ذلك ليس من عادته بدليل أنه «يطقطق» في السوق منذ ثلاثين سنة في كافة الأنشطة التجارية التي قد تخطر -ولا تخطر- على بال أحد، و مع ذلك، مازال عاجزًا عن تسديد أقساط سيارته التي اشتراها في عام «2012»!! ‏إذا كانت ألمانيا -لوحدها- قد خسرت « 600 مليار دولار» خلال عام الأزمة هذا، فكم خسرت فرنسا وإيطاليا وبلجيكا و.. بقية الأقطار الأوروبية؟! وبالطبع، كم خسرت الهند وباكستان والصين وروسيا و.. و..؟! أما خسارة الولايات المتحدة الأميركية فهي مرعبة ومهولة بعد أن أشارت التقارير إلى أنها قد وصلت إلى أكثر من.. تريليون دولار، أي «ألف مليار دولار».. والعياذ بالله؟! ما معنى كلمة «تبخرت» التي وردت في تقرير البنك المركزي الألماني؟ ‏فهل هي « بطل ويسكي أو براندي» نسي صاحبه أن يغلق السدادة جيدا بعد أن احتسى كأسا منها؟! أم أنها عبارة عن… «خباري مياه أمطار سقطت في مساء ربيعي ثم أشرقت عليه شمس في اليوم التالي وجففتها خلال..ساعات»؟! هل تلك الأموال هي.. « أوراق نقد حقيقية طارت مع الهواء أم إنها « اكتوارية» كما سمعنا بهذه الكلمة لأول مرة من وزير المالية الكويتي الاسبق « بدر الحميضي» وأشك إن واحدا فقط في الكويت قد فهم معناها؟! قال لي ‏خبير اقتصادي كويتي قضى عمره بين العمل في المصارف والبورصات وشركات الاستثمار بأن « العالم سيحتاج إلى ثلاثين أو أربعين سنة قادمة حتى يفهم حقيقة ما جرى في عام 2008»، فإن كان رجلا – بحجب صديقي هذا وخبرته – لم يفهمها، فمن المؤكد أنني – وأمثالي – من الناس العاديين سيحتاجون إلى ثلاثمائة سنة حتى نعرف .. « مين رايح على فين» أو « إيه جاي.. منين» ؟!

***

آخر العمود:
‏ولى أحد الأمراء أعرابيًا على عمل من أعمال الرعية فأصاب عليه خيانة فعزله واستدعاه، فلما قدم عليه قال له: يا عدو الله أكلت مال الله، فقال الأعرابي: ومال من آكل إذا لم آكل مال الله . إني والله راودت إبليس ألف مرة أن يعطيني فلسًا واحدًا فما فعل!!

***

آخر .. كلمة:
إذا جَارَيْتَ في خُلُقٍ دَنِيئاً
فأنتَ ومنْ تجارِيه سواءُ
رأيتُ الحرَّ يجتنبُ المخازي
ويَحْمِيهِ عنِ الغَدْرِ الوَفاءُ
وما مِنْ شِدَّة ٍ إلاَّ سَيأْتي
لَها مِنْ بعدِ شِدَّتها رَخاءُ
لقد جَرَّبْتُ هذا الدَّهْرَ حتَّى
أفَادَتْني التَّجَارِبُ والعَناءُ
إذا ما رأسُ أهلِ البيتِ ولى
بَدا لهمُ مِنَ الناسِ الجَفاءُ
يَعِيش المَرْءُ ما استحيَى بِخَيرٍ
ويبقى العودُ ما بقيَ اللحاءُ
فلا واللهِ ما في العيشِ خيرٌ
ولا الدُّنيا إذا ذَهبَ الحَياءُ
إذا لم تخشَ عاقبة َ الليالي
ولمْ تستَحْيِ فافعَلْ ما تَشاءُ

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *