كلنا خلق الله ولا فرق بين البشر بسبب اللون أو العرق أو الدين، لذا لم أفهم مغزى تهديد عائلة أحد علماء الدين الأفاضل للشركة المنتجة لمسلسل «إخوان مريم» كونهم صوروه بأنه أسود اللون ولم أفهم في المقابل اعتذار الشركة اللاحق عن ذلك الفعل فللمعلومة لا توجد أسرة كويتية إلا وتتعدد ألوان أبنائها وكنت سأتفهم لو طلبت العائلة الكريمة تصحيح تلك الواقعة حفاظا على الدقة التاريخية دون الحاجة لادعاء الضرر أو التهديد بالمقاضاة.
وقد قرأت تاريخ الكويت بتمعن شديد وعلمت من خلال ما قرأت حقيقة ان بلدنا قام على جهود أبنائه العاملين في التجارة والغوص حيث لم نكن نملك أي موارد أخرى، وكان التاجر الكويتي يحرص رغم قلة موارده على حسن سمعته، لذا لا يمكن تصور صحة وجود تجار كحال التاجر «أبوشاهين» في ذلك المسلسل الذي يحرص على الاستيلاء على بيوت من يقترض منه المال في وضع أقرب لتاجر البندقية الشهير.
ودلالات خطأ ذلك الفهم عديدة منها انه لم يأت ضمن الموروث التاريخي الكويتي من كلام متواتر أو مكتوب أو شعر محفوظ، كما لم يعلم في الكويت قط عن ظاهرة «Homeless» أو من يبيت في الشوارع بسبب الاستيلاء على منزله من قبل الدائنين رغم فقر الكويت الشديد مقارنة بالدول الثرية والمتقدمة المبتلاة بمثل تلك الظاهرة غير الإنسانية هذه الأيام وهو أمر يجب أن يسلط الضوء عليه كويتيا بالإيجاب لا السلب خاصة أمام المشاهد العربي أو الخليجي.
ولم أفهم رفض البعض زيادة 25 دقيقة في «الأسبوع» لدعم الأنشطة المدرسية في المدارس مع العلم ان أغلب مبدعي العالم في الآداب والفنون والإعلام والرياضة وعباقرته ليسوا نتاجا لمخرجات المناهج الدراسية المعتادة بل هم من مخرجات حصص الأنشطة المدرسية التي تكشف الإبداع وتدعم المواهب.. و25 دقيقة في الأسبوع مو قادرين عليها وين وصلنا؟!
كما لم أفهم معنى ومغزى دراسة لأحد الاخوة الأعزاء تظهر «مظلمة الموظف الكويتي» كونه تحول من عطلة اليوم الواحد الى عطلة وإجازة اليومين كحال جميع دول العالم الأخرى (كتبت شخصيا مقالا عام 80 دعوت فيه الى عطلة الجمعة والسبت) وكأن الإنصاف يقتضي منا ان نعود به لعطلة اليوم الواحد، كما لم أستوعب أرقام دراسة الزميل حول هذا الموضوع التي تظهر ان معدل راتب الموظف الحكومي الكويتي وغير الكويتي تقارب 1200 دينار في الشهر.
آخر محطة: لتسليط الضوء على مكارم تجار الأمس وهم جزء من تاريخ الكويت الناصع حاله حال أفعال أبنائه الآخرين، أخبرني العم المرحوم عبداللطيف الطبطبائي ان التاجر الكويتي كان كريما رغم انه لم يكن يملك الكثير لدرجة انه كان يتصدق الخميس وقد لا يجد في بيته ما يأكله الخميس الذي يليه.