مبارك الدويلة

مصداقية مرشح الثالثة

كثيرون هم المرشحون الذين يستحقون التعليق على أفكارهم وما يطرحونه في حملاتهم الانتخابية، لكن هذا المرشح يختلف عن كل هؤلاء، فمن حيث إنه كان وزيراً في هذه الحكومة قبل ان يستقيل للترشيح، الى كونه مرشحاً بالدائرة الثالثة المثيرة للجدل!
وقف هذا المرشح امام العشرات من الناخبين الذين جاؤوا ليستمعوا عن قرب الى أفكاره وانجازاته في الحكومة طوال ثلاث سنوات، وبكل جرأة بدأ يسرد معلومات وارقاماً من مخيلته أمام هذا الحشد دون أي اعتبار لعقلية الذين يخاطبهم ورسم لنفسه لوحة الفارس النبيل الذي لا يُشق له غبار، والوزير الذي سعى الى المحافظة على المال العام ومصلحة الوطن والمواطن! وطعن بخصومه وشكك بوطنيتهم وبتآمرهم على الكويت وصور نفسه النبيل النزيه ومنتقديه بالمتضررين من اصلاحاته! ثم عرج على الجمعيات الخيرية واتهمها باستغلال أموال الوقف والوزارة وتجييرها لمصالحها وتسجيل المشاريع باسم قيادات فيها!
لا أريد ان أرد على كل افتراءاته التي خدع بها ناخبيه الذين جاؤوا ليستمعوا الى ساعة كاملة من البطولات الهلامية والافلام الهوليوودية، لانني أتوقع ان يتم الرد عليه من الجهات التي تعرض لها غمزاً ولمزاً في خطابه، لكنني أريد التركيز على بعض النقاط التي تهدم مصداقيته وتثبت أنه لا يستحق ان يمثل أهل دائرته!
تكلمت عن وجود صفقة بين العائدين من المقاطعة والحكومة، لكنك لم تبين لنا طبيعة هذه الصفقة، وهل كل المقاطعين مشتركون في هذه الصفقة؟ بمعنى هل مقاطع مثل محمد المطير ومرزوق الحبيني والشريعان وعمار وشعيب وغيرهم مشتركون بهذه الصفقة ام تقصد صفقة فقط مع نواب الأغلبية؟ وهل من بنود الصفقة ان يعلن بعض هؤلاء ترشحهم لمنصب رئيس مجلس الامة، بينما يعلن البعض الآخر رفضهم لرئاسة مرزوق الغانم كما حدث بالامس؟!
وأما تشويهك للعمل الخيري فيكفيني رد الدكتور مطلق القراوي المسؤول الاول السابق عن هذا الجانب في وزارة الاوقاف الذي كذّب ما ذكرت بالادلة والارقام في عدة تغريدات له!
عزيزي المرشح المذكور.. اذا اردت ان تظهر بطولاتك فليس عن طريق ذكر مؤامرات من نسج خيالك لتخفي خلفها قصورك وسوء ادارتك في وزارتك، يكفي انك وزير في حكومة ونائب في مجلس أجمع أهل الكويت على تصنيفهما أسوأ مجلس وحكومة مرا على البلاد منذ عهد الاستقلال الى اليوم! وانت وكل من شارك معك تتحملون كل مآسي السنوات الثلاث العجاف التي شهدت سحب الجناسي ونفي الكويتيين وسجن الاصلاحيين وتقييد الحريات العامة، وقمع التحرك السلمي للمعارضة وتسكير ملف التحويلات والايداعات وعقد الصفقات المليارية، ثم بالاخير تمرير وثيقة الاصلاح الاقتصادي التي رفعتم بها الدعم عن الخدمات الاساسية التي تقدمها الدولة للمواطن! وتأتي لتقول لماذا لم ينتقد المعارضون الحكومة؟! اه أيتها «الثالثة»..!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *