سعد المعطش

النابر

هناك أمور ممتعة وهناك أشياء أكثر متعة ولنأخذ «الفقع» على سبيل المثال لا الحصر، فأكل هذا النبات الرباني ممتع بسبب ندرته، ولكن الأمتع هو جمعه من الأرض أو كما يقال شعبيا «الفقع مو بأكله ولكن بلقطه».
هناك أمر آخر ينطبق عليه ما ينطبق على «الفقع» في المتعة مثل الصيد البري والبحري، فبمقدور الجميع أكل الصيد، ولكن المتعة الحقيقية هي في الصيد، إلا أن الصيد البحري أمتع بكثير من الصيد البري وخصوصا الصيد بواسطة الصنارة أو الخيط.

الصيد بالخيط يعتمد على أهم أمر يطلق عليه الحداقة اسم «النابر»، فأنت حين ترمي بخيطك في البحر لا تعلم ما الذي ستصطاده، ولا متى ستصطاد، ولكنك ستحس بالنابر الذي يعتمد على قضم السمك للطعم، وكأن شيئا يحرك خيطك أو سنارتك.

وللتوضيح لمن لم يجرب صيد السمك، النابر هو يشبه تماما قضم الدود لأوراق الشجر، أو تحرك شيء مجهول في بعض الأجساد، ويشعرك بالرغبة في حك ذلك المكان كما يحدث أحيانا كثيرة مع رغبة حك الجروح التي ترتاح لحكها.

عندما ترمي خيطك في البحر فأنت لا تعلم ما السمكة التي ستصطادها ولا نوعها ولا حجمها، ولكن النابر هو أمر ينبئك بأن صنارتك قد حركت شيئا يبحث عما يقتات عليه فتلك الحركة هي عمل يجب عليك أن تقوم به للصيد.

فكل عمل تقوم به، مهما كان نوع العمل كمشروع نافع لبلدك، فإنك ستجد من سيحارب ما عزمت على فعله، ويحاول إفشاله، فلا تلتفت للنابر الذي سيقتات على صنارتك التي رميتها لتنفع قومك، فربما لم يكن اهتزاز صنارتك بسبب سمكة، ولكن بسبب دود يريد أن يتحرك ويقتات على الحك الذي يرتاح له، وحينها لا تهتم بالنابر إذا كان في البحر أو في أي مكان آخر.

أدام الله من يحاول أن يصطاد لوطنه ما ينفعهم، ولا دام الدود الذي يحب «الحكحكة».

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *