غنيم الزعبي

طرق وجسور قيمتها مليارات الدنانير.. حرام استخدامها من دون رسوم

في البداية، هدئ من روعك عزيزي المواطن ولا «تعصب» وتقول الحكومة لا تحتاج توصية لزيادة الرسوم علينا، صدقني هذا يصب في مصلحتك، كيف؟ سأقول لك: هناك أكثر من مليوني سيارة في شوارع الكويت حاليا، حسب إحصائية لقطاع المرور في وزارة الداخلية، تصور رسوم قيمتها دينار واحد على كل سيارة و3 على كل شاحنة، لن يقل المردود لهذه الرسوم سنويا عن 3 مليارات دينار ستذهب لخزينة الدولة التي تدفع رواتبك، تلك الرواتب التي تشتكي الحكومة كل سنة من إنهاكها لميزانية الدولة.
وهذه الرسوم كذلك ستساهم في التخفيف من مشكلة يعاني منها كل الكويتيين وهو الزحام، ذلك الزحام الذي جعلنا نمضي في سياراتنا أوقاتا طويلة حتى اصبح لدى بعضنا إحساس بأنه يعيش في سيارته، والطريقة التي ستخفف بها تلك الرسوم الزحمة في الشوارع هي انه ـ برأيي الشخصي ـ سبب الزحمة في الكويت هي البنزين الرخيص والطرق المجانية، لدرجة أننا وصلنا الى مرحلة ان الكثير من الوافدين وبعض الكويتيين يشتري سيارة قيمتها بضع مئات من الدنانير و«يفولها» بـ ٣ دنانير ويبدأ بالتجوال في كل أرجاء الكويت شمالا وجنوبا، غربا وشرقا، بحثا عن ركاب يوصلهم من الشارع، أو مطعم يبحث عن سيارات توصيل وفي نهاية اليوم يطلع له 20 أو 30 دينارا.

هؤلاء الناس الطيبون سيترددون قليلا في «القز» ليلا نهارا عندما تكون هناك رسوم على كل طريق سريع سيستخدمونه او جسر سيعبرونه، واغلبهم راح «يقضب ارضه» ولن يخرج إلا للضرورة.

وطبعا لا ننسى تلك الشاحنات التي تزن عدة أطنان تدك الطرق دكا بحمولتها الثقيلة مما ينهك هذا الطريق أو الجسر ويقصر من عمر استخدامه، هذه الشاحنة تحمل حمولة قيمتها تصل في بعض الأحيان لمئات الدنانير أو عشرات الألوف، لماذا نشفق عليها من رسم قيمته 3 دنانير لاستخدام جسور كلفت الدولة مئات الملايين.

نقطة أخيرة:

في الكثير من دول العالم لا تصرف الدولة قرشا واحدا في بناء الجسور والطرقات بل على العكس تتسابق الشركات لإعطاء تلك الدول أموالا لتسمح لها ببناء الطرق، وفوق ذلك تعطيها نسبة كبيرة من الرسوم المفروضة على تلك الطرق.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

غنيم الزعبي

مهندس وكاتب
twitter: @ghunaimalzu3by

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *