عادل عبدالله القناعي

هرمنا.. وما زال التحالف الإسلامي بين الواقع والخيال

من منا لم يحلم بتحالف عسكري إسلامي يضم العديد من الدول العربية والإسلامية يقوم بالتنسيق العسكري لمحاربة الجماعات المتطرفة والإرهابية التي ولدت وترعرعت في عالمنا العربي والإسلامي بشكل لا يبشر بخير ، حيث أعلنت المملكة العربية السعودية تشكيل هذا الحلف الذي يضم 34 دولة قابلة للزيادة ، وقال وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان إن التحالف الجديد سينسق الجهود ضد المتطرفين في العراق وسوريا وليبيا ومصر وأفغانستان ، وإن هذا التحالف ينطلق من يقظة العالم الإسلامي في محاربة هذا المرض ” التطرف الإسلامي ” ، الذي أضر بالعالم الإسلامي ، بحيث إن كل بلد إسلامي حاليا يحارب الإرهاب بمفرده ، لذلك فإن تنسيق الجهود أمر مهم جدا ، ولن يركز التحالف في محاربة تنظيم داعش الإرهابي فقط ، بل سيتجه لمحاربة جميع التنظيمات الإرهابية الأخرى .
ومن جانب آخر قالت وكالة الأنباء السعودية في إعلانها عن التحالف ” أن الإسلام يحرم الفساد والتدمير في العالم ، وإن الإرهاب يمثل إنتهاكا خطيرا للكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان ، خاصة الحق في الحياة ، والحق في الأمن ” .
يسعدنا ونفتخر كعرب أن نرى هذا التحالف على أرض الواقع ، ولكن السؤال ماذا سيفعل هذا التحالف حيال إرهاب الكيان الصهيوني المجرم ضد أشقائنا في فلسطين المحتلة ؟ وهل يعقل أن يضم هذا التحالف دولة كمصر التي انقلبت على شرعية الرئيس الشرعي المنتخب لجمهورية مصر العربية الدكتور محمد مرسي ! ، وبما إن دولا أفريقية دخلت في هذا التحالف الإسلامي ، فهل سيقف هذا التحالف في وجه الإرهاب الدموي الذي يحدث يوميا في أفريقيا الوسطى ضد المسلمين ! ، وهل سيقف هذا التحالف في وجه الإرهاب الوحشي الذي يحدث ضد المسلمين في بورما ؟ أو هل سيقف هذا التحالف في وجه الإرهاب الأمريكي والإسرائيلي والغربي الذي يضطهد المسلمين من دون رحمة أو إنسانية ؟ أم سيكون هذا التحالف كغيره من التحالفات العربية الكومبارسية التي أزعجت شعوبنا العربية والإسلامية بتجمعاتها الغير مرغوبة ، فقط لإرضاء أمريكا وحليفتها إسرائيل والغرب .
وقد يتسائل البعض ماذا فعلت الجامعة العربية ومجلس دول التعاون الخليجي والإتحاد العالمي لعلماء المسلمين وغيرهم من التحالفات والمنظمات العربية والإسلامية من نصرة قضايا المسلمين في العالم ، أليسوا هم من تركوا الفلسطينيين يعانون من الإرهاب الإسرائيلي منذ عقود ، وتركوا مسلمي البوسنة يعانون من الإرهاب الصربي ، وتركوا مسلمي أفريقيا وبورما وأفغانستان يعانون من إرهاب الجماعات المتطرفة ، وتركوا شعب سوريا والعراق يعانون من إرهاب الجماعات الإرهابية المتطرفة .
وبالمقابل آما حان الوقت لهذا التحالف الإسلامي أن يجمع صفوف المسلمين التي تفرقت وتشتت ويضعها في قالب واحد لمواجهة أعداء الدين ، وما حان الوقت لهذا التحالف الإسلامي أن يلم الشتات العربي ويوحد الدول العربية والإسلامية على صف واحد مستقيم ثابت على مبدأ ” لا إله إلا الله محمد رسول الله ” ، وما حان الوقت لهذا التحالف الإسلامي أن يردع كل من تسول له نفسه بالاعتداء ولو بشبر واحد على أرض من أراضي الدول العربية والإسلامية ، فكفى لهذه الأمة أن تركع لغيرها من الأمم ، فحان الوقت لكي يتم القضاء عن من يذبحون أطفالنا ويستحيون نسائنا ويقتلون شبابنا ، فشعوبنا العربية والإسلامية متعطشة لهذا التحالف الإسلامي وتبارك وحدته تحت راية واحدة ، بحيث تكون تلك الراية لنصرة الله ورسوله صل الله عليه وسلم ، وأن لا يستسلم هذا التحالف إلى ضغوطات أمريكا وإسرائيل والغرب ، وذلك حتى لا ينطبق علينا قول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ” ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير ” صدق الله العظيم .

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *