سعد المعطش

«لايكوني»

انتشرت ظاهرة غريبة في وسائل التواصل الاجتماعي، وهي تصوير بعض اللقطات لبرّ واحد من الأشخاص بأحد والديه ويطلب منهم تصويره وهو يقبل قدميه وأجزم بأنه لا يوجد شخص لم يشاهد تلك الصور التي يلتقطها البعض لنفسه وهو يقبل قدم أحد والديه أو يتصدق على مسكين، ولا أعلم ما قصد من ينشر تلك الصور عن نفسه.
بر الوالدين واجب أمرنا به الله عز وجل وسيؤجر عليه كل من فعله وقد يكون هناك من يفعلون أكثر مما يفعله الذين ينشرون صورهم بل ان بعضهم بار بوالديه بطريقة يعجز عنها الكثير من الناس لكنه لا يعلنها للناس لأنه يبحث عن الأجر من الله وحده.

من يضع تلك الصور لديه هدف واحد هو البحث عن «اللايك» على تلك الصورة او البحث عن الاستحسان وان يقول عنه الناس انه إنسان رائع وأجزم بأن احترامه لوالديه ما هو إلا فبركة رخيصة وسيحصل على الاستحسان المنشود ممن هم بنفس تفكيره تحت مسمى «لايكوني».

من يقتاتون على صورهم الإنسانية ذكروني بمقولة حقيقية تقول «إن أكثر المتحدثين عن الشرف هم أشخاص لم يجدوا الوقت الكافي لممارسته»، وقد أثبتت مواقف أغلب المتحدثين عن محاربة الفساد أنهم أكثر الناس الذين يعيشون عليه، فاحذروهم فإنهم يتطابقون مع من يعيش على صور احترامه لوالديه.

أدام الله لكم أمهاتكم وآباءكم بعيدا عن كاميرات هواتفكم، ولا دام من يدعي أنه يحارب الفساد وهو يعيش في كنفه!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *