يا حادي العير تعال أخبرك عن وطني

كثيرة هي القنوات التي تعنى بالتراث البدوي وكنت أشاهد إحداها وهي تعرض قطيعا من الإبل الجميلة ويقودها راعي إبل من السودان وتراففها شيلات جميلة تتغنى بالوطن وحب الوطن حركت مشاعري تجاه وطني الذي أعشقه وأموت حبا فيه وتذكرت مئات إن لم تكن آلاف القصائد التي مبدأها «يا حادي العير» فقررت أن أجاريها لكن على شكل مقال:
يا حادي العير تعال أخبرك عن شيخ الشيوخ وأمير الأمراء صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر أمير البلاد- حفظه الله ورعاه. شيخ جليل تعالى على حمل السنين وعلى عوارض الصحة واستمر يقود دفة سفينة وطننا الصغير عابرا به بحار الفتنة وأمواجها المتلاطمة التي «تحوف» بلدنا شمالا ويمينا. من حظ هذا البلد ومن كرم الله عليه أن سموه يقوده في هذه الأوقات العصيبة والتي عصفت بدول أكبر من الكويت عشرات المرات ولكن بقدرة الله سبحانه وتعالى ثم بحكمة سموه ونظرته الثاقبة البعيدة المكتسبة من عقود كثيرة من العمل السياسي فقد حافظ هذا البلد الصغير على استقراره ونأى بنفسه عن تلك الاضطرابات وبقي وطنا آمنا مستقرا يعيش فيه أكثر من أربعة ملايين ونصف المليون من البشر في أمن وأمان.

يا حادي العير تعال أخبرك عن رجل دخل قلوب الكويت وسكن أفئدتها بدون جهد أو عناء انه سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد- حفظه الله. له في ضمائر أهل الكويت قدر كبير ومعزة عظيمة وهو «عضيد» صاحب السمو الأمير- حفظه الله ورعاه.

يا حادي العير تعال أخبرك عن وطن صغير جميل يعيش فيه أهله بكل امن واستقرار ويشاركهم فيه وافدون كرماء عددهم ثلاثة أضعاف أهل هذا البلد وهي صورة ناصعة وأكبر دليل على أن هذا الوطن الصغير مضياف كريم اتسع لكل هؤلاء البشر يعيشون فيه بكل عزة وكرامة ويكسبون لقمة عيشهم بالحلال ويرسلون منها لأهلهم في كل أنحاء المعمورة.

يا حادي العير تعال أخبرك عن شعب أصيل تعرض لأشرس وأحقر أنواع الاحتلال في تاريخ العالم ولم يجد فيه المحتل شخصا واحدا يخون وطنه. وقبل عدة أشهر قامت فئة شريرة بأعمال قصدت منها إثارة الفتنة بين أبناء هذا الوطن، فكان رد الشعب الكويتي هو الوحدة ولا شيء غير الوحدة وزيادة التلاحم والاقتراب من بعضنا أكثر وأكثر.

يا حادي العير تنتهي الكلمات ولا ينتهي حبنا لهذا الوطن الجميل.. قضيت جزءا كبيرا من عمري في السفر وزرت بلدان كثيرة وقابلت شعوبها لا يوجد اجمل من هذا الشعب ولا يوجد أغلى من هذا الوطن.