باسل الجاسر

«حماس» شرطي إسرائيل في غزة

تصدت حركة حماس في الأيام القليلة الماضية لبعض القوى السلفية المتشددة وهي التي تمسك بزمام حكم قطاع غزة.. التي أرادت إثبات وجودها من خلال إطلاق بضعة صواريخ على المستوطنات الإسرائيلية القريبة من القطاع وهو إن مر مرور الكرام فإنه سيضعف من سلطة حماس (فرع حركة الإخوان المسلمين في فلسطين)، لذلك قامت حماس بعقابهم ووقفهم عند حدهم، فعاد الأمن والأمان الى حدود الدولة الغاصبة للأرض الفلسطينية ومستوطناتها.
فصارت حماس شرطي إسرائيل الأمين على الحدود، وهي التهمة التي طالما اتهمت بها حماس طوال العقدين الماضيين السلطة الفلسطينية، التي جاءت لفلسطين وقامت كسلطة حاكمة بموجب اتفاقات أوسلو بشكل مؤقت لحين قيام دولة فلسطين كاملة السيادة على حدود 1967، ومنذ مطلع التسعينيات من القرن الماضي وحماس لم تهدأ عن ممارسة العنف ضد إسرائيل، وكلما اقتربت السلطة الفلسطينية من الوصول لحل نهائي استعرت عمليات حماس ضد إسرائيل، الأمر الذي حدا بالسيد القرضاوي على إصدار فتاوى تبيح استهداف النساء والأطفال الإسرائيليين، وإفتاء بجواز العمليات الانتحارية وسماها استشهادية، وهي من ضمن الفتاوى التي تعتمد عليها الآن الجماعات الإرهابية مثل داعش والنصرة وغيرهما من الحركات الإرهابية التي تحولت جميعها عن جهاد الصهاينة الغاصبين لبيت المقدس والأراضي الفلسطينية والسورية، وحولوا جهادهم لإخوانهم في الدين والعروبة، ولاحول ولا قوة إلا بالله..

المهم اليوم ان حماس تمنع أي فصيل فلسطيني بل أي شخص فلسطيني من القيام بأي عملية تعكر صفو الأمن الإسرائيلي وتضرب بيد من حديد لتحقيق أمن إسرائيل، والغريب انهم لحسوا اتهاماتهم للسلطة الفلسطينية فيما مضى بالرغم من ان السلطة كان لديها اتفاقات والتزامات دولية تفرض عليها القيام بما قامت به، بينما حماس ليس لديها أي التزامات دولية ولا اتفاقات وحتى اتفاقات أوسلو لم يعترفوا بها، فلماذا يقومون بحماية امن اسرئيل وهي العدو..؟ بل لماذا قامت حماس بإطلاق الصواريخ وتسببت في ثلاث هجمات إسرائيلية راح ضحيتها عشرات الآلاف من الغزاويين بين قتيل ومعاق وجريح، ولم تترك حجرا على حجر..؟

والأكثر غرابة هي الأخبار التي تأتي هذه الأيام من غزة، والتي تفيد باستذباح حماس لعقد اتفاق طويل الأمد مع الكيان الصهيوني تتنازل حماس بموجبه عن كل مكتسبات اتفاق أوسلو، في مقابل رفع الحظر عن منافذ قطاع غزة.. بالرغم من ان الحظر مرفوع بموجب اتفاق أوسلو ولكن تحت رقابة السلطة الفلسطينية وهذا ما رفضته وترفضه حماس، بمعنى حماس تثق بالكيان الصهيوني ولكنها لا تثق بإخوانها الفلسطينيين في السلطة الفلسطينية..!

وهذا ما يجب أن يعيه أولا الشعب الفلسطيني ومن ثم الشعب العربي فحماس حريصة على إذكاء روح الفرقة بين الفلسطينيين، لان توحدهم سيقويهم لمواجهة إسرائيل ويضعف موقفها، فحماس من قدمت المبررات للكيان الصهيوني لتدمير اتفاقات أوسلو، وبناء الجدار الصهيوني، وأخيرا تجويع شعب غزة وتدمير كل ما تم بناؤه في غزة عبر ثلاث حروب عبثية، والآن يريدون تدمير القضية الفلسطينية ولأمد بعيد. فهل من مدكر؟

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *