باسل الجاسر

أعان الله الأكراد وسحق الدواعش..

الأكراد في سورية صنفتهم أميركا والغرب بأنهم قوة معتدلة، وتم اعتبارهم ضمن فصائل المعارضة التي تدعمها ضد النظام السوري.. بيد أنهم وبمجرد تصديهم لداعش في كوباني وتحرير معظم أراضيهم ووصلوا لحدود الرقة عاصمة دولة الداعش في سورية بعد سلسلة هزائم متتالية في أكثر من منطقة ومجاورتهم للجمهورية التركية رأينا الانقلاب العظيم في مواقف أميركا والغرب، فما كان محظورا على تركيا منذ اكثر من سنتين تم السماح لها بفعله بشكل مفاجئ..
فتركيا ومنذ اكثر من سنتين تطالب بإنشاء منطقة عازلة في الأراضي السورية بحجة إنشاء مناطق آمنة للاجئين السوريين وحكومة المعارضة السورية.. إلا أن طلبها كان يرفض بقوة وحزم.. ولكن وبسرعة البرق تم السماح لها بضرب الأكراد وبإنشاء المنطقة العازلة، وهذا ما سيمكن الجيش التركي من التواجد على الأرضي السورية وسيتيح له القيام بعمليات عسكرية ضد من تريد تركيا ولدعم من تريد، وغني عن البيان ان هذا تم بالتنسيق مع أميركا، التي بعد أن قالت إن الحرب على داعش لن تنتهي قبل ثلاث سنوات وعادت ومدتها لما لا يقل عن عشر سنين.. بينما أكراد سورية (وهم جيش محدود الإمكانيات والقدرات العسكرية) وخلال بضعة شهور دحروهم ووصلوا لحدود عاصمتهم التي كانت على مرمى حجر من بنادقهم، وعندما بدأوا بالحشد والتجمع لاقتحام رقة الدواعش، تم اختلاق مسرحية العملية الانتحارية على الجانب التركي من الحدود السورية، فأعلنت تركيا اردوغان الحرب على داعش وحزب بي كي كي التركي ولكنها غضبت على داعش بالكلام والخطابات النارية، وصبت جام غضبها الفعلي بالحديد والنار على الأكراد في سورية والعراق وتركيا بحجة محاربة الإرهاب..؟ وضربت بالهدنة التي عقدتها مع حزب بي كي كي التركي منذ اكثر من سنتين عرض الحائط.. كل هذا جاء من تركيا رغم أن من قام بالعملية الإرهابية في تركيا وراح ضحيتها أكراد هو تنظيم داعش واعلن مسؤوليته عنها رسميا..؟

ونتيجة لعمليات تركيا العسكرية العنيفة تنفس تنظيم داعش الصعداء في سورية، بعدما كادت تسقط عاصمته «الرقة» بيد أكراد سورية.. الأمر الذي يشي بأن التدخل التركي العنيف ما كان إلا لإنقاذ داعش من السقوط.. ويتوثق هذا عند الربط بين ما جاء من تركيا بموافقة أميركا، وبين منع أكراد العراق من قطع الطريق الدولي الرابط بين سورية والعراق في سهل سنجار العراقي، الذي هو بيد أكراد العراق إلا ان هذا الطريق جعل منه الأميركان منطقة آمنة لداعش فهو الطريق الذي يستخدمونه لنقل الإمدادات العسكرية والتموينية ونقل النفط الذي تسرقه داعش من العراق.. وهذا طريق قطعه الأكراد بسهولة لليلة واحدة إلا أنهم أجبروا على مغادرته ليس تحت وطأة النيران الداعشية وإنما بعد ان جاءت التهديدات من قيادة التحالف الدولي لمحاربة داعش الذي تقوده أميركا بأن هذا طريق مدني ولن يسمح للأكراد بقطعه.. بالرغم من أن الأكراد لم يريدوا قطعه على الكافة وإنما قطعه فقط على داعش..؟

ومن هذه الوقائع يتأكد يوما بعد يوم أن داعش طفل أميركا والغرب وتركيا المدلل الذي لن يتركوه الا بعد أن يتحقق حلم المحفل الماسوني في إشاعة الفوضى والقتل وإهدار الدماء في سورية وجوارها.. أو ما سمته كوندوليزا رايس الشرق الأوسط الجديد او الفوضى الخلاقة أو هكذا دواليك.. فهل من مدكر..؟

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *