مبارك الدويلة

ليكن الإخوان المسلمون قدوتكم

عندما غزا المقبور صدام حسين الكويت عام 1990، كان للاخوان المسلمين في الكويت – حينها – موقف بطولي من رفض هذا العدوان والعمل بجانب اخوانهم الكويتيين في مواجهة تداعياته، بل وقيادة العمل الميداني الشعبي متمثلاً بلجان التكافل الشعبية، وعندما اتخذ أحد الأفرع التابعة لتنظيم الاخوان المسلمين في الاردن موقفاً سلبياً من العدوان، استنكروا عليهم وأعلنوا خروجهم من عباءة هذا التنظيم والاستقلال بتشكيل الحركة الدستورية الاسلامية، كل ذلك من أجل الوطن وحب الكويت.
اليوم تشارك الكويت في حرب من نوع آخر، فبعد ان شاهدنا الخطر (دار ما دارنا)، ويحيط بنا من الشرق والغرب والشمال، وبعد الاستفزازات والتهديد المباشر وغير المباشر لوجودنا، أدركنا أنه لا مناص من الالتحام الوحدوي بالأشقاء العرب في الخليج، فمصيرنا واحد، رضينا أم أبينا، ولذلك لم نتردد في المشاركة في الحملة العسكرية على اليمن، حفاظاً على أمن الكويت واستقرارها، وتحجيماً للدور الايراني في المنطقة، وأيضاً كانت جمعية الاصلاح الاجتماعي أول جمعية نفع عام تصدر بياناً داعما لموقف الحكومة الكويتية، كما ان الحركة الدستورية الاسلامية كانت كذلك من أوائل التيارات السياسية التي أصدرت بياناً مشابهاً.
ان دعم الكويت في قرار المشاركة بالحرب لم يكن بدوافع طائفية، فالحرب على علي عبدالله صالح واعوانه، كما هي على الحوثي وأتباعه! ونحن نعلم باجتماع المتناقضات في هذه الحملة، فتجد من بين المشاركين فيها من يدعم الطرف الآخر على الضفة المقابلة! وتجد من يعترض على الانقلاب على الشرعية في اليمن مُؤيداً للانقلاب على الشرعية في غيرها، وهكذا، لكن بالنسبة لنا في الكويت نحن ندافع عن أنفسنا في هذه الحملة العسكرية، ونحد من نبرة التهديد التي أصبح الايرانيون يصبحوننا فيها كل يوم! وكم تمنيت أن أسمع من بعض الزملاء تأييدا لموقف الكويت، بدلاً من التباكي على الحوثيين وأمجادهم الورقية التي بنوها من انقلاب دموي على رئيس شرعي منتخب من شعبه!
ان ما ذكره الزميل وليد عبدالله الغانم في زاويته بالامس في القبس حريّ بالتوقف عنده، حيث ذكر ان بعض الكويتيين تبرعوا للدفاع عن ايران وسياساتها، بدلا من السفارة الايرانية في الكويت، وكم تمنيت ان يقتدي هذا البعض بموقف الاخوان المسلمين الكويتيين قبل الغزو، عندما تجردوا من انتمائهم الحزبي من أجل الانتماء للوطن!
***
الشيخ احمد الفهد اعتذر عما بدر منه في موضوع الشريط، اعتذار «مرغم أخوك لا بطل»! وهذا الأمر لا يعنينا بشيء ما دام انه قبل بالوصول لهذا الوضع! لكن ما تمت اثارته في الموضوع منذ اكثر من سنة، وهز أركان الدولة أمر لابد من التوقف عنده ومتابعته، لكن بعد الانتهاء من هذا الظرف الطارئ الذي تمر به دول الخليج!
***
جهاد الخازن تبرأ من انتمائه للأمة العربية، بسبب المآسي التي فيها من انقلابات وحروب وخراب ودمار، وتناسى أنه يُعتبر من أكبر الداعمين لأبشع انقلاب دموي في العصر الحديث، راح ضحيته آلاف المتظاهرين السلميين في يوم واحد! وأنه قبل بأن يعود العسكر ليحلوا محل حاكم مدني جاء وفق انتخابات حرة شهد لها العالم بأنها نزيهة! سقطاتك يا استاذ جهاد وسقطات كثير من كتاب هذا العصر، لن تنساها لكم الاجيال القادمة!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *