إبراهيم المليفي

منع أشعار فهد العسكر

وصلني من الأديب الدكتور سليمان الشطي رد على مقالي المنشور يوم الخميس الماضي أتشرف بنشره كاملا:

الأستاذ العزيز/ إبراهيم المليفي:
قرأت مقالتكم المحكمة التي علقت فيها على مسلسلات منع الكتب وآخرها روايتي: “الورد لك.. الشوك لي”. وأثني على الدعوة إلى التحرك لوقف هذا التدهور بدرجة الوعي الذي انحدر إلى مطاردة الكتب، وأصبح الموقف عند لجنة الرقابة أنها ليست جهة إجازة النصوص ولكن منعها، وكأننا في عصور الظلام، وفي هذا إهانة لوجه الحرية المشرق الذي تتمتع به الكويت، وهذا الفهم المنحرف مرده إلى طبيعة تشكيل اللجنة ذاتها، فليس من المعقول أن يُحكَّم رجل دين أو تربوي في نصوص الشعر، فمقاييسه مختلفة طبيعة، وقس على هذا بقية التشكيل.
وأقول أيضا إنه إذا كان هناك من ضرورة لمثل هذه اللجنة، وأنا غير متحمس لوجودها أصلا، أن تشكل من أهل التخصص ومن ذوي الأفق المتفتح، الأصل عندها الإجازة لا المنع.
أبارك دعوتك للتحرك ضد هذا السلوك الرقابي، وأشكرك على التفاتتك الكريمة، ولكن لي لمسة عتاب أرجو أن تتقبلها برحابة صدرك، فقد وردت عبارة تشير إلى أننا اتخذنا موقف المتفرج حتى وصلت إلينا الرقابة فتبرمنا، وهذه (غمزة) ما كنت أتمنى أن تجري على لسان قلمك لأنها تخالف الحقيقة لأسباب منها:
1- ليست هذه المرة الوحيدة التي اكتويت بهذه النار، فقبل ثلاث سنوات حولتني هذه الجهة الى المحكمة بسبب فقرات وردت في كتابي “الشعر في الكويت”، وقضيت شهورا في شدّ وجذب حتى برأتني المحكمة.
2- لم أتردد مرة واحدة في إبداء الرأي ضد الرقابة في عدد كبير من التحقيقات التي كانت تجرى في صحف الكويت ووسائل الإعلام الأخرى.
3- أشرت إلى الاعتصامات التي أقيمت أمام معرض الكتاب ضد الرقابة، وقلت إن الحاضرين قلة، وأستغرب جدا أنك لم ترني من بين هذه القلة، وقد حضرت اعتصامين قبل أن يتوقف أو يقل الحماس.
4- وأقــول لك أيضا إنني كتبت مقالة أثناء تلك المظاهرة الاحتجاجية ونشرتها في زاويتي في مجلة الكويت وعنوانها “كسروا الأقلام! ديسمبر 2010″، اقرأها لتعرف أنني وجيلي لم نقف متفرجين.
5- كنت وسأظل ضد كل فكر ظلامي، واسمح لي أن أغمزك بدوري، فأنا لي زاوية شهرية في مجلة الكويت تحت عنوان “إضاءة .. وتنوير” نشرت فيها أكثر من ستين مقالة كلها تصب في الدعوة للحرية والانفتاح ومسخرة للثقافة المواجهة لهذا الفكر الظلامي. ألم تقرأ شيئا منها؟ أليس من حقي يا إبراهيم أن أغمزك، مثلما غمزتني.. حفظك الله.
سليمان الشطي.
***

بداية أود أن أشكر الأديب الدكتور سليمان الشطي على تفهمه وتفاعله الإيجابي الذي يعكس رقيه ورفعة قلمه، ولست في هذه الأسطر بصدد الرد على الرد بقدر رغبتي في أن يشهد جميع المهتمين بأضرار التعسف الرقابي الآثار السريعة التي أحدثها جيل الرواد عندما تحدثوا واعترضوا على الرقابة بشكلها الحالي، وكيف تشكل مجددا رأي عام تلمس بكل بساطة مدى تشدد الرقيب المحلي، وتسامح الرقيب الخليجي مع الأقلام الكويتية.
إن هذه الأيام بالنسبة إلي هي الأهم إذا واصل الكتّاب والمهتمون نقد الأوضاع المزرية التي وصلنا إليها بسبب مزاجية الرقابة وحساباتها الشخصية، ومثل هذه الفرص قد لا تتكرر مجدداً إلا مع ارتفاع موجة جديدة من موجات الرقابة تبتلع ما كتبه الدكتور خليفة الوقيان وعبدالله زكريا الأنصاري وأشعار فهد العسكر.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

إبراهيم المليفي

كاتب ومحرر في مجلة العربي الثقافية منذ 1999 وصاحب زاوية الأغلبية الصامتة بجريدة الجريدة منذ 2010

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *