سعد المعطش

الغاية التي لا تترك

أيقنت يقينا تاما بأن مقولة «إرضاء الناس غاية لا تدرك» واقعية بنسبة 100% فلو حاولت أن ترضي أحدا ما ونجحت في ذلك فإن هناك من سيغضبه أنك أرضيت هذا الشخص، وهذا الأمر يشمل حتى المقربين منك حتى لو كانوا أشقاءك أو أولادك.

محاولة الإرضاء ستكون أكبر وأصعب على السياسيين والكتاب، لكن المهمة ستكون بالغة الصعوبة على الوزراء بحكم أن مناصبهم تكليف وليست تشريفا وأنهم دائما تحت المجهر ونعتبرهم مسؤولين عن خطأ أي موظف، لكن هذا الأمر لن يعفيهم ولن يكون مبررا لهم لأخطائهم بحجة تلك المقولة.

أما بالنسبة الى الكتّاب فبعضهم يبحث عن إرضاء أكبر شريحة من الناس حتى لو كان ما سيكتبه ضد قناعته من مبدأ «الجمهور عاوز كده» لأنه يتأثر بالجمهور الوهمي الذي يخلقه له من يريدون له أن يخدم توجههم، فتراهم يعلقون على ما كتب بالتسخيف مما كتب.

أما بالنسبة إلي شخصيا فإنني لن أغير توجهي للبحث عن جمهور أو إعجاب مجموعة أو حزب أو فئة أو طائفة وسأستمر في الكتابة وفق ما أقتنع به وأراه مناسبا لبلدي حتى لو لم يقرأ لي سوى أم صالح فقط، فإرضاؤكم لم ولن يكون هدفا لي، ومن يعجبه ما أكتبه حاليا قد يفاجأ بأنه سيغضب مما يقرأه في أحد الأيام.

أدام الله من بحث عن إرضاء ربه لأنها غاية لا تترك، ولا دام من بحث عن إرضاء البشر لينفذ أجنداتهم الخاصة.

 

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *