احمد الصراف

تطورهم وجمودنا العقائدي

تعاني المجتمعات المسيحية، وخصوصا في أوروبا وأميركا، منذ فترة من عزوف الرجال عن العمل فيها كقساوسة وكهنة، أو في الأعمال المساعدة. كما تتعرض الكنيسة لضغوط المنظمات النسائية والجهات المؤيدة لها، لإعطاء المرأة دورا كهنوتيا مماثلا للرجل، وهو ما يخالف النص الديني. وقد قامت الكثير من الكنائس، بمبادرة منها، بالسماح للمرأة بتولي كل الوظائف الكنسية من دون انتظار موافقة الجهات الأعلى، ومنها كنائس أنجليكانية، التي قامت في سبعينات القرن الماضي بالسماح للنساء بأن يصبحن كهنة وشمامسة وحتى أساقفة. وقد أدى ذلك في حينه لاعتراض بقية الكنائس المحافظة على ذلك، وهذا ما دفع «سينود» كنيسة إنكلترا، وهي الجهة المختصة بالأمور القانونية لكنيسة مؤثرة، لأخذ موقف من الاختلاف، والموافقة رسميا، واعتبارا من العام المقبل، على أحقية تولي المرأة العمل الكنسي. وقد بيّن قرار السنودس قدرة الكنيسة المسيحية، ولأي جهة انتمت، على التأقلم مع الزمن والأحداث، علما بان كنائس أخرى قامت بما يماثل ذلك، والتخلي عن أمور من صميم العقيدة، وذلك من أجل الاستمرار في البقاء، والاستمرار في جلب الاتباع.
ما نود قوله هنا ان التغيير اصبح مستحقا وحتميا، والجمود قاتلا، والأفكار والمعتقدات ليست استثناء، فإن لم نتأقلم ولم نتغير فستطحننا آلة الحضارة وتجعلنا كعصف مأكول مذموم، ونستمر في الزحف في ذيل قائمة الأمم. فكل من قاوم التغيير وأصر على رأيه وسابق مواقفه كان الفشل رفيقه، فهناك شركات كبرى، تلفظ آخر أنفاسها، بعد أن رفضت التغيير، فما كان صالحا بالأمس قد لا يكون مقبولا اليوم. وحتى الذين يقاومون التغيير بحجة أو بأخرى، لو نظروا الى حياتهم وطريقة معيشتهم وتصرفاتهم لوجدوا أنهم تغيروا بشكل جذري حتى في آرائهم ومواقفهم من كل شيء تقريبا.
وبالتالي من الضروري مراجعة قضايا معطلة، كضرورة إعادة النظر في الحق الذي «يتمتع» به الرجل في غالبية الدول الإسلامية في الزواج والطلاق من أي عدد شاء واشتهى من النساء! فهذا «الحق» يحتاج لأن يكون مقيدا، كما سبق ان فعلت تونس وقبلها تركيا! وبالتالي لم يكن غريبا تصدي مصلحين كبار، من أمثال مصطفى كمال والحبيب بورقيبة وغيرهما، للموضوع ومنع تعدد الزوجات. كما قامت دول أخرى بتقييد حق الزواج بثانية باشتراط موافقة الأولى. وتحاول اليوم جهات من أمثال «أنصار الشريعة» السلفية، في تونس، الدفع بإباحة تعدد الزوجات فيها، والقضاء على المكتسبات التاريخية للمرأة. كما أثار مشروع، طرح قبل سنوات قليلة، لتعديل قانون الأحوال الشخصية في مصر، يتضمن تقييد تعدد الزوجات، جدلا ساخنا بين الفقهاء والقانونيين، كما أيد مشروع القانون حينها عدد لا بأس به من رجال الأزهر الكبار، بحجة أن ليس هناك ما يسمى بتعدد الزوجات في الشريعة الإسلامية أصلا، إنما التعدد الذي أباحته الشريعة هو تعدد في أمهات اليتامى فقط. ويذكر أن قانون الأحوال الشخصية المصري الحالي يعود لعام 1920 ولم تطرأ عليه، على مدى مئة عام تقريبا، غير تعديلات طفيفة جدا.
هذا ليس مقالا لنقد وضع معين والمطالبة بتغييره، بقدر ما هو نداء لتشغيل العقل والحث على التساؤل.

أحمد الصراف

مبارك بن شافي الهاجري

الدنيا ودوراتها

الناس فيهم وفي الأيام شرٍ وخير

يا الله دخيلك من الدنيا ودوراتها

دورات الايام ما خلّت صغير وكبير

ما احدٍ سلم من بلاويها وصكاتها

كم ذلّ فيها عزيز وعزّ فيها حقير

يا ما اخلفت ظن راعي الظن دولاتها

راشد الردعان

لمن يهمه الأمر

– الملاحظ ان العديد من المواطنين يشتكون من الفواتير الخاصة بهواتفهم النقالة ويرون ان شركات الاتصالات على اختلافها تبالغ في تحصيل المبالغ فهل هناك رقابة على هذه الشركات من قبل وزارة المواصلات ام ان الامور تسير عالبركة كالعادة؟ ثم هل يحق للمشتركين اللجوء الى الوزارة في حالة وقوع خلاف بينهم وبين هذه الشركة أو تلك؟ متابعة قراءة لمن يهمه الأمر

سعد المعطش

دعوة عرس لوزير الداخلية

حين يخطئ أي شخص عن غير قصد بسبب عدم معرفته بتجريم الفعل الذي قام به ويطالب بأن يسامحه رجال الأمن فإنه سيسمع جملة «الجهل بالقانون لا يعفي من العقوبة»، تلك الجملة تجعلك تشعر بأن من قالها لك هو مستشار في محكمة التمييز وأنه لا يخطئ أبدا.

وبما أننا مطالبون بتطبيق القانون من قبل وزارة الداخلية الذين يعتبرون حماة القانون فإنني أطالب وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد بأن يطبق القانون لحماية المواطنين والمقيمين ضد من يتلاعبون بهم رغم وجود قانون يحميهم من أولئك المتلاعبين الذين تعرف وزارة الداخلية كل بياناتهم وعناوينهم. متابعة قراءة دعوة عرس لوزير الداخلية

مبارك الدويلة

شماعة الظاهرة الدينية

لا يزال البعض يهذر بما كان يهذر به منذ ثلاثين سنة.. ان الدين أفيون الشعوب! حيث لايزال هذا البعض من كتابنا يعلق كل مشاكل الأمة وتخلفها على الظاهرة الدينية، ويحاول ان يقنع القارئ ان التدين واحترام المشاعر الدينية هما سبب ما آلت اليه أوضاع الأمة من انحدار مخيف في كل الميادين! وهو بهذا الطرح المكرر مع كل شاردة وواردة يستخف بعقول القراء الذين أصبحوا يدركون من الامور ما لايدركه هو في منفاه الارادي! ويغفل او يتغافل عن معلومة ان معظم الأنظمة التي سلّطت على الامة طوال سبعين عاما مضت، هي أنظمة علمانية تحارب الدين والظاهرة الدينية أكثر من كتاباته التي يكتبها منذ أيام حرب ظفار الى اليوم! وما هذه الظواهر الدينية التي تتبناها هذه الأنظمة الا ذر للرماد في العيون، أما الواقع فيؤكد انها حرب شعواء على كل ماهو اسلامي أو يمت للدين بصلة، واختصارا للجهد قامت اليوم أنظمة كثيرة وتدخلت في توجيه الخطاب الديني بما يخدم توجهاتها العلمانية، بعد ان صبغت بالارهاب كل ما يمت للفكر الاسلامي الصحيح بصلة، مستغلة أفعالا شاذة من دخلاء على الظاهرة الدينية واستنكرها الاسلاميون قبل غيرهم! فأصبحت خطبة الجمعة بما يأمر به الحاكم ومن يخالف يوقف عن الخطابة، وأصبح العمل الخيري موجهاً بارادة الحكومة، وأصبح اللباس الشرعي في بعض الدول مدعاةً للسخرية والاستهزاء! وفي المقابل يسمح للتيار الليبرالي بأن يقول مايشاء ويفعل مايشاء مادام انه بعيد عن دائرة الدين!
متابعة قراءة شماعة الظاهرة الدينية

سامي النصف

سؤال.. لماذا دبي؟

كتب قبل أيام الكاتب الأميركي الأشهر توماس فريدمان مقالا عن دبي بعد زيارته لها ذكر فيه انها تشبه مانهاتن الأميركية، واضاف أنه يعتقد ان دبي هي سبب الربيع العربي، حيث ان انجازاتها المبهرة أحرجت واخجلت شعوب البلدان العربية التي حدث بها ربيع الاحباط والغضب.
متابعة قراءة سؤال.. لماذا دبي؟

حسن العيسى

حتى لا نتوه

في مثل ظرف الدولة المالي الصعب، من المفروض أن نرتفع  ونسمو قليلاً في طرح القضايا العامة، أو ما نعتقد أنه القضية الأولى الآن، وهي تهاوي أسعار النفط، والنتائج الخطيرة المترتبة على سقوط سعر البرميل، غير الآثار الاقتصادية لهذا السقوط التي سنشعر بها، وسنكوى بلهيبها بالتأكيد، ستكون هناك آثار اجتماعية مدمرة على صعيد الأفراد والأسر، وسلوك المواطنين والوافدين، فنقص الأموال لن يترك أحداً إلا القلة التي أخذت المعلوم في زمن مضى، وخبأته في مكان آمن بعقارات وبنوك في الخارج.
ما نلاحظه حتى الآن، وليس الأمر قاصراً على الخطاب العام المتردد بين شعار "وصل السكين للعظم" للوزير العبدالله، ولافتات "لا داعي للقلق" من مجلس الوزراء، بل يمتد إلى الخطاب الخاص وتصفيات حروب داحس والغبراء الخليجية، أول مرة كتبت خطأ  "داعش" بل "داحس"، ولا فرق بين الثقافتين الداعشية والداحسية غير ألف وخمسمئة سنة تقريباً، فليس هذا وقت جلد الذات وجلد الغير، ورمي كل الأخطاء والانحرافات التي نعانيها اليوم على الآخر الذي نختلف معه، فمع كل تقديري، مثلاً للصديق الكاتب عبداللطيف الدعيج في طرحه الفكري، إلا أنني لا أعرف الجدوى من رمي كل وزر واحمال همومنا على "المجاميع القبلية- الدينية"، وتحميل المعارضة الحالية أو ما تبقى منها، (وهي بالتأكيد لها أخطاء كبيرة) آثار الفشل الذي نتجرعه اليوم، وكأنها التي كانت تحكم الكويت، وشيوخنا كانوا هم المعارضة! رغم أن عبارة "اللي يبونه الشيوخ يصير" كانت تتردد في مقالات عبداللطيف في الماضي على ما أذكر! فما الذي تغيّر بين الأمس واليوم، ومتى كانت الكلمة النهائية للمعارضة (القبلية- الدينية) مهما كانت قوتها، ومهما كانت تحدياتها بالأسئلة والاستجوابات وغير ذلك ماضياً وحاضراً!
     النقاش حول "جنس الملائكة" من ناحية، وإسباغ ثوب الحصافة والتقدم الحضاري على جسد الإدارة السياسية، ورمي معارضتها بالتخلف والانتهازية، وحشر وعي الناس بمثل هذا الطرح، من ناحية أخرى، ليس ما نريده اليوم، وهذا لا يعني نقد وتهميش الرأي الآخر بقضايا الضمير، لكن لنهمس بأذن الزميل عبداللطيف، بأنه إذا كان  رصيد المعارضة في مجلس 2012 أو المجالس التي قبله ضئيلاً،  بمسألة حريات الضمير، فإن ما تفعله السلطة هذه الأيام بمشروعاتها القانونية مباشرة (الاتفاقية الأمنية ومشروع الرقابة الإلكترونية على سبيل المثال لا الحصر)، أو عبر وكلائها النواب، أو بممارسات القمع بالحبس لأصحاب الرأي وسحب الجناسي عنهم وعن أهلهم وأبنائهم ضاربة عرض الحائط بحقوق الإنسان ومعيار شخصية العقوبة، ومع غياب هذه المعارضة "الدينية- القبلية" قاتل لحريات الضمير، بل هو مجزرة لها.
    التسامي والارتفاع لتحديات المرحلة هو ما نحلم به الآن، والكلام هنا موجه إلى البعض من أصحاب الرأي الذين غرقوا، وربما من غير قصد، أغرقوا وعي البشر في وطنهم بالمسائل الجانبية، وفي معارك وغزوات أصحاب النفوذ والسلطة على كعكة الأمس الكويتية، أو كانوا يقومون بدور مخلب القط لهم، نتمنى عليهم أن يقفوا مع أنفسهم قليلاً، ويراجعوا أولوياتهم… يكفينا ضياع الدولة لعقود ممتدة مع ضياع الأولويات… الوقت الآن لا يحتمل المزيد من التيه.

احمد الصراف

«داعش» صغير وصدام أصغر

في لقاء مع رئيس وزراء أردني سابق، قال إن في عقل كل مسلم هناك «داعش» صغير، وهو هنا يتكلم بالطبع عن نفسه ومن يعرف، ولكنه لم يفتر، فكلامه صحيح، والدليل على ذلك أن كل ما اقترفه تنظيم «الدولة الإسلامية» في قرى ومدن سوريا والعراق من جرائم رهيبة وافعال وحشية لم يعرف التاريخ الحديث مثيلا لها، لم نجد لها ما يقابلها من استنكار قوي واشمئزاز، او حتى إدانة من غالبية مسلمي العالم، بل سيزيد تأييد هؤلاء لهم مع الوقت ومع كل نصر يحققه التنظيم. كما نجد في الوقت نفسه أن الشريحة الأكثر تأثيرا في هذا المجال، وهم رجال الدين في الشرق والغرب، ولأي مذهب انتموا، كانوا الأكثر صمتا تجاه افعال داعش، وليس أدل على ذلك الموقف المائع لحكومة رجال الدين في إيران ودول «دينية تقليدية» أخرى من داعش وافعاله.
ومن جانب آخر، يقول الزميل العراقي قاسم صالح إن شعوب المجتمعات التي يحكمها دكتاتور عادة ما تنقسم لثلاث فئات فيما يتعلق بتعاملهم مع النظام: أولئك الذين يعتبرون السلطة شريرة، ويفضلون الابتعاد عنها. وهناك من يعارضها ويسعى للإطاحة بها، وهناك أخيرا فئة المنافقين الذين يظهرون للسلطة عكس ما يخفون، يتوددون لها طمعا في سلطة أو مال أو جاه، أو دفعا لشرّ يتوقعونه. ومن هذا الفريق ظهر اشخاص طمعوا في المناصب والثروات، واتقنوا لعبة النفاق بجعل الدكتاتور شخصية كارزمية استثنائية، وأخطر هؤلاء يعتبرون المنافقين الصحافيين وأصحاب القنوات الفضائية والاذاعية والممثلين. كما كان الشعراء وكتاب الروايات الأكثر نفاقا وتأثيرا في مجتمعاتهم. ولكن جميع هؤلاء عادة ما تتغير مواقفهم مع موت الدكتاتور، وهذا ما نجده في العالم أجمع، ولكن لسبب يتعلق بالتربية والتنشئة في مجتمعاتنا، فإن السواد الأعظم من المسلمين، والعرب بالذات، يستمر هيامهم بالدكتاتور حتى بعد موته. وليس غريبا بالتالي ما نراه من توق الكثيرين لإعادة إحياء نظام الخلافة، والاعتقاد بأن خلاص المسلمين يكمن في بعثها، غير مدركين ما سيشكله وجودها من كارثة سياسية ما بعدها كارثة إن تحققت!
وبالتالي ليس الامرغريبا ان نجد، وبخاصة ممن يدعون علو كعبهم في الفن والشعر والثقافة والسياسة، انهم في غالبيتهم لا يزالون على ولههم بجذام صدام، وان عفن «دكتاتوريته» لا يزال يعشش في فجوات عقولهم، وبالتالي هناك صدام صغير، يزاحم الداعشي الصغير في عقل كل عربي تقريبا.

أحمد الصراف

حسن الهداد

«بدون» ما قبل الاستقلال

من هم «البدون»؟ أليس هؤلاء هم من أخفوا جنسياتهم الأصلية للحصول على الجنسية الكويتية ذات الامتيازات الذهبية المؤدية إلى طريق الرفاه؟
جاءت هذه الأسئلة من قبل البعض أثناء نقاش دار في ديوانية تضمن مجاميع طيبة من أهل الكويت.. على عهدة الراوي. متابعة قراءة «بدون» ما قبل الاستقلال

فؤاد الهاشم

جنرالات المقاهي والبورصات!!

ابتدع الكاتب المصري الشهير ـ والراحل ـ «إحسان عبدالقدوس» مصطلح.. «جنرالات المقاهي» وذلك عقب نكسة 1967 وهزيمة مصر خلال ستة أيام، فكان المقصود منها هم هؤلاء الناس الذين يجلسون على المقاهي ويحللون ـ عسكرياً ـ أسباب الهزيمة ويقولون لبعضهم بعضًا.. «لو أن الهجوم للجيش المصري جاء من هذه النقطة، ولو أن الدبابات تحركت من هذا الاتجاه، ولو أن المشاة عبروا من هذا الممر، ولو..، ولو..، ولو.. لما حدثت الهزيمة»!! «جنرالات المقاهي» الذين قصدهم «عبدالقدوس» في تعبيره، هذا كانوا يتشكلون من .. ! «موظف متقاعد في أرشيف إحدى الوزارات، سائق أتوبيس، صاحب فرن بلدي، جزار وتاجر مواشي، عمدة قرية وصل إلى القاهرة من أجل بيع محصول القطن، عسكري مرور متقاعد بإعفاء طبي، خريج دبلوم صنايع لدرجة مقبول».. متابعة قراءة جنرالات المقاهي والبورصات!!