عادل عبدالله المطيري

المعارضة بين الحراك والحوار

عندما كانت المعارضة الكويتية في أوج قوتها وكانت جماهيرها متواجدة في الساحات والشوارع، أطلق بعض السياسيين دعوات للحوار ما بين المعارضة والحكومة للتوصل إلى حلول مناسبة قوبلت بالرفض الفوري والقاطع من رموز المعارضة آنذاك.

كانت المعارضة ندا شرسا للحكومة وكان من الممكن ان تتحصل على تسوية ترضيها وترضي جماهيرها الكبيرة التي تساندها وتدعمها في قضيتها، ولكن المعارضة ضاعت فرصتها التاريخية، فلا هي قبلت بفكرة الحوار والتفاوض، ولا هي التي نجحت في فرض إرادتها وتحقيق مطالبها.

منذ البداية اختصرت المعارضة نفسها في عدة اشخاص وفي تجمعات سياسية محدودة، ولم تحاول قيادات المعارضة تسويق أفكارها لدى بعض الساسة المستقلين أو إلى التيارات السياسية الأخرى إلا متأخرا وبعد فوات الآن.

لقد حرصت قيادة المعارضة على احتكار ادارة الصراع لنفسها واستبعدت المخالفين، لأنها توهمت إمكانية النجاح دون مساعدة القوى السياسة الأخرى، ودون الاضطرار أحيانا إلى تقديم بعض التنازلات للسلطة ولو كانت تنازلات شكلية وبسيطة.

بعد اكثر من عامين بدأت بعض أطراف المعارضة في التفكير في الحوار والحديث عن امكانية خوض الانتخابات القادمة بقانون الصوت الواحد او بقانون جديد يمنحهم صوتين انتخابيين، هذه الأطراف يصفها بعض المراقبين بأنها «معارضة مزيفة» لا تبحث الا عن مصلحتها فقط، ويبدو ان المعارضة لم تعد مجدية لها، والا لماذا رفضت فكرة الحوار سابقا وتقبلتها الآن؟

٭ ختاما.. ربما كان سينجح الحوار عندما طرحه د. عبيد الوسمي في بداية الازمة السياسية وفي زخم الحراك ولكن رفضته المعارضة.

اما في الوقت الحالي فربما أصاب مسلم البراك في تغريداته بأن الحوار ليس في صالح المعارضة بعد أن ضعف الحراك، وأن الصمود وانتظار الظروف السياسية المواتية افضل بكثير من تقديم التنازلات.

٭ ملاحظة: الحوار والتفاوض لا ينجح إلا بين الأنداد، والمعارضة الكويتية تعيش أسوأ حالاتها وخياراتها محدودة جدا.

الا انها تؤمن بأنها اذا لم تستطع المحافظة على المكتسبات الشعبية من وجهة نظرها ـ فعلى الاقل ـ لن تعطي الحكومة مشروعية العمل منفردة بعيدا عن ارادة البرلمان كما في تعديل قانون الانتخاب.

 

 

 

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

عادل عبدالله المطيري

twitter: @almutairiadel
email: [email protected]

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *