سعيد محمد سعيد

حقوق الوطن… حقوق المواطن،

 

بالأمس واليوم والغد. .. تستمر احتفالاتنا بالعيد الوطني المجيد، ولعل هذه المناسبة من أكبر المناسبات التي تسنح فيها الفرصة للحديث عن الحقوق والواجبات في آن واحد… حقوق الوطن وحقوق المواطن، واجبات الدولة وواجبات المواطن لتكتمل المعادلة… الشراكة الحقيقية بين الدولة والشعب. من أكبر الصور التي تحتاج إلى توضيح من جانب الدولة ومن جانب مؤسسات المجتمع المدني والرموز الدينية والسياسية والأفراد كافة، هي مفهوم المواطنة… وليس المفهوم فحسب، بل الممارسة أيضاً، فهذه الصورة لاتزال مهملة كثيراً، لكن ما يهمنا أيضاً هو أن تكون الصورة من جانب الدولة أكثر وضوحاً في تطبيق المساواة بين جميع المواطنين كما جاء في دستور المملكة، فالحقوق هنا مصانة والواجبات يجب أن تراعى من جانب الطرفين… الدولة والمواطن. المواطنة بمعناها الأساسي هي علاقة الفرد بالوطن الذي ينتسب إليه، والتي تفرض حقوقاً دستورية وواجبات منصوصاً عليها، بهدف تحقيق مقاصد مشتركة ومتبادلة. والمواطنة الإيجابية لا تقتصر على مجرد دراية المواطن بحقوقه وواجباته فقط، ولكن حرصه على ممارستها من خلال شخصية مستقلة قادرة على حسم الأمور لصالح الوطن. ويؤدي التطبيق المجتمعي لمفهوم المواطنة في جميع المؤسسات إلى تنمية مجموعة من القيم والمبادئ والممارسات التي تؤثر في تكوين شخصية الفرد، والتي تنعكس في سلوكه تجاه أقرانه وتجاه مؤسسات الدولة وكذلك تجاه وطنه. أما مفهوم الانتماء للوطن فيمكن القول إنه الارتباط الفكري والوجداني بالوطن والذي يمتد ليشمل الارتباط بالأرض والتاريخ والبشر وحاضر الوطن ومستقبله، وهو بمثابة شحنة تدفع المرء إلى العمل الجاد والمشاركة البناءة في سبيل تقدم الوطن ورفعته. والانتماء للوطن لا يعتمد على مفاهيم مجردة، وإنما على خبرة معاشة بين المواطن والوطن. فعندما يستشعر المواطن من خلال معايشته أن وطنه يحميه، ويمده باحتياجاته الأساسية، ويحقق له فرص النمو والمشاركة مع التقدير والعدل، تترسخ لديه قيم الانتماء للوطن ويعبّر عنها بالعمل البناء لرفعته. وتهدف التربية من أجل المواطنة إلى تنمية روح الانتماء عند الطالب في التعليم العام والعالي، وتزويده بالمعارف والمهارات والقيم والاتجاهات الإيجابية التي تعده مواطناً للاندماج في نسيج مجتمعه، والمشاركة في جميع المسئوليات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، بما يحقق صالح الوطن والمواطن ويؤدي إلى التقدم والازدهار