إبراهيم المليفي

بيضة نعام على جبهة ساركوزي

قاتل الله الحسد والإعلام الفرنسي الحر، فكم من وسيلة إعلامية فرنسية لا تكتفي برصد أنفاس رئيسي الجمهورية والوزراء وهما في مواقع المسؤولية، ولكنها تواصل “الزنّ والنق” على مصاريفهم في حياة الظل وخمول الذكر.
الخبر المنشور في “القبس” يوم الثلاثاء الماضي يكشف أن الدولة الفرنسية تتكفل بمصاريف رؤسائها السابقين ورؤساء حكوماتها السابقة أيضاً، بما فيها دفع فواتير بنزين سياراتهم، أحد المواقع الإلكترونية الحقودة والعادية لقيم الوفاء والعرفان لمن خدموا بلدهم بمحبة وإخلاص وحازوا ثقة الملايين من الفرنسيين، أخذت تحسب على هؤلاء كم غالون بنزين استهلكوا، وكم صحيفة اشتركوا فيها، وأشياء أخرى تافهة مثل فواتير التلفون والإيجار في أرقى الأحياء الباريسية!!
متابعة قراءة بيضة نعام على جبهة ساركوزي

إبراهيم المليفي

مناورات «شد الأحزمة»

الدفاتر الجديدة والصفراء تقول كلاماً واحداً على ألسنة ووجوه مختلفة، كلما كنا تحت الخطر سرنا أو بشكل أدق ساروا بنا نحو كلام العقل، وما إن يزول ذلك الخطر والناس مشغولة بمناورات “شد الأحزمة” استعداداً للأيام الصعبة، حتى تلفّ الحكومة مقود الدولة دورة كاملة لتأخذ الطريق العكسي وتسير نحو كلام “الحال السايب”. الدفاتر الجديدة والصفراء تقول ذلك.
كم مرّة انخفضت فيها أسعار النفط! وكم مرة سمعنا عن شعارات الترشيد وتنويع الدخل وضرورة إيجاد المصادر البديلة! وكم مرة انسحبت الحكومة من ساحة المواجهة مع المورد الوحيد الناضب، وتركت الخبراء والمطبلين ضحية “قباقيب” من صدقوا سياسة الإنفاق الموءودة! لا داعي للعد لكثرتها. متابعة قراءة مناورات «شد الأحزمة»

إبراهيم المليفي

قصة قصيرة: هل أوقظه الآن؟

ذهب إلى الساحة التي ظن أنها خلت له ولأوهامه، جلب معه مايكرفون النضال لزوم الخطاب الناري الذي سيلقيه على الجماهير الغفيرة، دسّ أوراقا صغيرة في جيبه العلوي من بينها وصل استلام لسانه من صندوق الأمانات، كان قد تبرع فيه في معركة تخريس الأصوات وتكسير الرؤوس الحارة.
المناضل الهمام وهو في الطريق لاحظ أن الطرق المؤدية للساحة خالية من المركبات، في حين تؤكد حركة خفيفة أنه ليس الوحيد على كوكب الأرض، أخذ يسأل رفيقه الجالس على يمينه، الرفيق منشغل بلسانه يحاول تركيبه بصعوبة في مكانه، أين الناس؟ أين الجماهير التي تبحث عن النضال الحقيقي المعقم من الشوائب؟ رفيقه نجح بتركيب لسانه، بلعه ليرطبه ثم عمل اختبارا سريعا (تست، واحد، فقط واحد، لا شي غير رقم واحد)، أجاب سريعا يريد التخلص من الحقيقة الماثلة أمامه، ربما هم خلفنا لننتظر قليلا. متابعة قراءة قصة قصيرة: هل أوقظه الآن؟

إبراهيم المليفي

ضحية بلا دية

مهما تعالت الصيحات، ومهما ارتفعت حدة النقاشات بخصوص الأشياء التي يمكن الاستغناء عنها، يعبر الجميع متعجلا فوق بند الثقافة لأن مفهوم الضرورة لا يشملها بعطفه.
لقد تقاطعت مواقف الجهات المعنية بالثقافة سواء في القطاع الخاص أو العام على أن مصروف الثقافة يمكن توفيره أو توجيهه إلى مكان آخر؛ لأنه بنظر “العقل المحاسبي” تبذير وإسراف، هل تريدون أمثلة؟ في الصحف اليومية، وهي مؤسسات ربحية لا جدال عليها، تلغى صفحة الثقافة بــ”التخاطر” بين عقل “الحاكم بفاتورته” وعقل المخرج الفني الذي يهدّ بناء توزيع الصفحات ويعيد بناءها كلما جدّ “شيك”، هذا الوضع مفهوم أكثر من أنه مقبول لأن المال عماد المؤسسة الربحية وبدونه تسقط وتنقطع أرزاق المئات من الموظفين. متابعة قراءة ضحية بلا دية

إبراهيم المليفي

الشريك

أعتقد أن “الجماعة” تجاوزوا مرحلة بالونات الاختبار في المسائل الكبرى، مثل “رفع الدعوم” وإشراك المواطنين في تحمل أعباء سياسات خاطئة لم يكن لهم دور فيها، لأن رهانهم قائم على سببين: الأول هو “الصمت الشعبي المضمون”، والثاني هو عالمية أزمة انخفاض أسعار النفط.
في الرهان الأول اختبروا صمت الناس المنشغلين بحروبهم الطائفية وتصفية حساباتهم العنصرية، ووجدوا التأييد والالتفاف والدعم والسمع والطاعة، وفي الرهان الثاني استعملوا مسطرة خاطئة لقياس الإجراءات التقشفية في بلدان تفتقر إلى خصوصية “الرأي الآخر”، وتجاهلوا حالة اليونان وما جرى فيها من تصدع كاد يودي بوحدة الاتحاد الأوروبي. متابعة قراءة الشريك

إبراهيم المليفي

ليس هذا زمن الوطنيين

بعد كل نهاية “ظاهرية” لأي من الصراعات المتناسخة أقوم بقياس حجم الأضرار التي ستمكث في الأرض وتقدير المسافة المتبقية لما نحن فيه من تشاحن لا ينتهي، وغالبا ما تكون النتيجة سلبية وتشير إلى أنه ما زال للبغض متسع.
الصراعات على مختلف أشكالها مزعجة، ولكن يبقى الصراع السياسي أهون الشرور؛ لأنه قابل للتصفية على طاولة المفاوضات، ولكن كيف نصفي الصراع الاجتماعي الفئوي البغيض عندما يتأجج في النفوس؟ وأي طاولة مفاوضات سحرية يمكنها أن تمنعه من الانتقال إلى الزمن اللاحق الذي يليه؟ متابعة قراءة ليس هذا زمن الوطنيين

إبراهيم المليفي

جيل يسبح في الفراغ

حمل لنا التاريخ الحديث الكثير، وهو الأفضل لعملية المقارنة بين أوضاع كانت موجودة قبل قرن على الأقل، وبين حالات تكررت يمكن الرجوع إلى مثيلها المدون بالقلم والصورة.
الشعوب الحية التي تعرضت كرامتها الوطنية للإذلال والقهر على يد قوات محتلة لم تلغ أيامها السوداء من الذاكرة ولم تجامل، مهما طال الزمن أو تشابكت مصالحها مع أعداء الأمس، في تفويت أي مناسبة تذكر الأجيال الجديدة بما حصل لوجودهم وجدودهم، وأي محاولة من الداخل أو الخارج للتقليل من أهمية أحداث مفكرة الآلام الوطنية تقابل بردة فعل عنيفة لا هوادة فيها. متابعة قراءة جيل يسبح في الفراغ

إبراهيم المليفي

أين المفر؟

لم يسبق لمنطقتنا العربية أن مرت بمثل هذه الظروف في وقت واحد، النيران مشتعلة في أكثر من مكان والأحداث متلاحقة، وزاد النقل المباشر للخبر والصورة الثابتة والمتحركة من اتساع دائرة التفاعل أو التطاحن بمعنى أصح بين مؤيد ومعارض ولكل منهما أسبابه وتناقضاته الجلية.
الكويت حاولت بصعوبة شديدة الابتعاد عن وسط الصورة، وتركت المشهد بالكامل لدول خليجية سعت إلى سد الفراغ الكبير الذي تركه الغياب الأميركي عن المنطقة والغياب المصري عن الساحة العربية.
الكويت غرقت أول الأمر في الأحداث البحرينية، ولم تعرف كيف توازن بين تلبية نداء الواجب تجاه أحد أعضاء مجلس التعاون، وبين مأزق الانقسام الداخلي بين طرفين: الأول يطلب دعم حكومة البحرين بإلحاح، والثاني يسير بالاتجاه المعاكس، ووجدت المخرج بإعلان المشاركة ضمن قوات درع الجزيرة. متابعة قراءة أين المفر؟

إبراهيم المليفي

صراع طبقي مختلف

آخر مجلس أمة أكمل مدته الاعتيادية هو مجلس (1999م– 2003م)، وقبله مجلس 1992م، وما أتى بعد 2003م إما حُل أو أُبطل من المحكمة الدستورية، وما لم يعاصره الكثيرون هو الطابع الخاص لأسلوب عمل النواب في السنة الرابعة والأخيرة من عمر مجلسهم، قاعة عبدالله السالم تنقلب إلى خيمة انتخابية كبيرة لكل نائب يطمح إلى حجز مقعده في المجلس القادم.
في السنة الرابعة يحاكي النواب الصامتون تشرشل في خطاباته الجماهيرية، والحكومة تفقد زمام الأمور داخل المجلس لأن القضية لدى نوابها “التشرشليين” وصلت إلى مرحلة “أعود أو لا أعود”، فإما تلبية جميع طلباتهم أو لبس الخوذ استعداداً لغارات الجبهات النيابية التي تتكثف تحت راية المصالح المشتركة، ولا بأس من “تطيير” وزير أو أكثر كي تفهم الحكومة أن الوضع مختلف. متابعة قراءة صراع طبقي مختلف

إبراهيم المليفي

أريد النسيان

تأبى الذاكرة أن تستريح من مهمتها في بعث الحياة في مشاهد انتهت وحوارات تلاشت، قيل إن النسيان نعمة وكنت أقول لا بد من الذاكرة على الأقل لأجل إنصاف من اجتهد ولرد الجميل لمن بذلوا لأجلنا دون مقابل، ولكن هيهات الذاكرة تأتي بوجه واحد، إما النسيان الكامل وإما التذكر الكامل، وذلك ما أعرفه ولم أختبر غيره طوال حياتي مع الناس حتى الآن.
حتى وقت قريب ألقيت بكل ما لدي من جبال الصحف التي وضعتها على خط “الأرشفة”، وأفسحت المجال للفراغ كي يأكل ما شاء من أطراف ذاكرتي حتى يصل إلى المتن إن شاء، لم يكن همي إيجاد مساحات خالية في المكان أو الانتقال إلى مرحلة الاعتماد الكلي على محركات البحث الإلكترونية، كان هدفي واضحا ومحددا، أريد النسيان. متابعة قراءة أريد النسيان