اجساد الافراد يختلف بنيانها، لذا لا يعطي الطبيب جرعة الدواء نفسها لكل الناس، هذا الامر ينطبق على الشعوب، فجرعة دواء الديموقراطية يجب ان تختلف من شعب الى شعب، فهناك من اعتاد الديموقراطية في حياته وعبر تاريخه، لذا فلديه القدرة على تحمل جرعة اكبر من شعب آخر لم يعتدها، نذكر هذا الامر والمنطقة قادمة على «روشتة» ديموقراطية واحدة للجميع، ومن ثم فقد تنقذ بعض الشعوب من امراضها وقد تقتل بالمقابل بعض الشعوب الاخرى وتدمر اوطانها.
اسعار برميل النفط ومعها مداخيل الدولة قاربت على ان تفقد نصفها، وقد يستمر الانحدار مع وصول الديموقراطيين للسلطة في الولايات المتحدة، وهو امر يحوجنا الى اعادة النظر في مقترحات الصرف غير المنطقية وغير العقلانية والتي تعتمد على نظريات غير دقيقة، كالقول ان الاسعار ستظل مرتفعة بسبب النمو الاقتصادي في الهند والصين، وللتذكير فقط ففي منتصف الثمانينيات خرجت ايران والعراق من السوق النفطي، وكان مجموع صادراتهما اليومية يقارب 10 ملايين برميل، وبدلا من ان ترتفع الاسعار من 40 دولارا الى 80 دولارا انخفضت الى 8 دولارات فقط، لذا نرجو عدم التعويل كثيرا على منطقية اسعار سوق النفط غير المنطقية.
لقاء اعلامي جميل وصريح مع وزير الطاقة، ونقترح وهو في طريقه لاصلاح قطاع الكهرباء والماء وترشيد استخدامهما لمنع انقطاعهما عن الناس ان تبدأ الوزارة على الفور عملية وضع عدادات ماء وكهرباء جديدة للبيوت، كما يجب ان يوضع لكل شقة سكنية عداد خاص بها، فأحد اوجه الاسراف والهدر الشديدين قادم من ظاهرة التأجير الشامل، للكهرباء والماء في الفلل والعمارات.
اغلب القضايا الخلافية في العادة نجد فيها ما يقارب 10% متخندقين على الطرفين، ويبقى 80% في الوسط مستعدين لتبني احد المواقف حال اقناعهم بذلك، في قضية القروض الامر هو العكس تماما، فالاغلبية المطلقة قد تبنت موقفا ما لن تحيد عنه، فمن يرفض الاسقاط سيبقى على موقفه مهما قيل لعدم قناعته بعدالة وعقلانية الطلب، ومن يروم الاسقاط سيبقى كذلك على موقفه لشعوره بأحقية طلبه ويتبقى القليل القليل ممن سيتأثر بعمليات التأجيج القائمة، ومع ذلك يبقى مبدأ الحوار والرأي والرأي الآخر جميلا في كل الاحوال.
ردا على سؤال للزميل الاعلامي ناجح بلال حول ما اذا غيرت رأيي في الـ 25 دائرة وكانت الاجابة ان علينا جميعا انتظار الانتخابات القادمة على معطى 5 دوائر، فاذا ما قضى ذلك التغيير على مظاهر الرشوة وشراء الاصوات وأنهى عمليات التخندق الطائفي والقبلي والعائلي وابقى لنا ما نراه من تمثيل رائع لكل الوان الطيف السياسي والاجتماعي والديني، فسأكون اول المعتذرين عن خطأ موقفي السابق، اما اذا لحظنا بقاء جميع الظواهر السالبة واضيف لها ما نخشاه من سيطرة الكتل الكبيرة على الحياة السياسية واختفاء التنوع الجميل القائم، عندها سأطلب من كل من له موقف مضاد لتوجهي ان يقوم باعتذار مقابل.