جاء الخطاب السامي لأمير البلاد المفدى ونوخذة سفينتها واضحاً في كلماته ومعانيه، وما تحتاجه البلاد هو ترجمة سريعة لما جاء في الخطاب السامي من تعزيز لمبدأ فصل السلطات وعدم تعدي بعضها على صلاحيات البعض الآخرش، ثم حاجة أعضاء السلطتين للجلوس معاً والاتفاق على سلم أولويات وطنية محددة، حتى لا تضيع الجهود وتتسارع الأيام في أفعال حكومية وردود أفعال مضادة نيابية تبقي الوطن في حالة سكون وهو ما لا يوده الناس.
ونود ان نشهد ـ كترجمة للخطاب السامي ـ البدء في التحضير لاجتماع وطني ينظر في مستوى التعليم المحلي الذي لم يعد يواكب العصر وان نبدأ في الأخذ بالمناهج التعليمية والتربوية المتقدمة التي تحيل شبابنا الى نهج الاحتراف في العمل الذي تتكالب عليه انظار الشركات المحلية والأجنبية لا ان يضحوا عالة على أنفسهم ومجتمعهم ومقار عملهم.
وقد التفت سموه الى واقع الصحافة والإعلام المحلي مُطالباً إياها بالبعد عن التجريح والإثارة والتأجيج، مع وضع مصلحة الوطن طوال الوقت فوق كل اعتبار، والترجمة العملية لتلك الكلمات الحانية والهادفة لاستقرار المجتمع الكويتي تعني، ونحن على أبواب الإصدارات الإعلامية والصحافية الجديدة، ان يشعر القائمون على شؤون المؤسسات الإعلامية ومعهم كل محرر وكل صاحب قلم بمسؤولية تجاه وطنه فيبتعد عن التأجيج والتجريح وما يخدش وحدتنا الوطنية.
وعرج الخطاب السامي الى المتغيرات الدولية المحيطة بنا وضرورة ان نكون أمامها من الثبات، بحيث لا تجرفنا، ومن المرونة كي لا تتجاوزنا، داعياً الى تعزيز أواصر الصداقة والتعاون الفاعل مع الدول الشقيقة والصديقة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وقد أتى خطابا رئيس مجلس الأمة وسمو رئيس مجلس الوزراء مكملين ومترجمين لخطاب سمو الأمير ـ حفظه الله ـ مما يعني ان مسار رحلة سفينة الوطن واضح وشفاف أمام الجميع، ولا يبقى إلا ان تترجم تلك الكلمات الحكيمة إلى برامج عمل متســـارعة، يشعر ويحـس بها المواطن الذي يجب علـــيه بالمقابل ان يعرف دوره المسـاهم في حركة سفينة الوطن المبحرة بعون الله وحفظه الى مستقبل مشرق، لقد وضعت بالأمس خارطة طريق ومسار عمل، فلتفرد الأشرعة، ولتتهادى السفينة فوق الماء، فالرياح مواتية والفرصة ذهبية يجب ألا نضيعها بالخلاف والتباين.