غنيم الزعبي

سر اختفاء كلمتي إسرائيل وإيران في أدبيات «داعش»

أشهر مسابقات منظمة المصارعة الأميركية المشهورة المعروفة بـ WWE هي تلك التي يدخل في الحلبة 10 مصارعين والفائز هو من يبقي صامدا وحده في النهاية في الحلبة بعد أن يتم قذف باقي المصارعين خارج الحلبة سواء بواسطته أو عن طريق المصارعين الآخرين.
وأحد سبل الفوز في هذه المسابقة العنيفة هو الاتفاق بين 3 مصارعين على أنهم لا يتعرضون لبعض بل ويتعاونون أيضا على الآخرين حتى لا يبقى في الحلبة إلا هم. عندها يبدأون في قتال بعض والبقاء للأقوى.
داعش وإيران وإسرائيل لا يوجد أي تفسير لعدم تقاطع خطوط عدائهم مع بعض إلى يومنا هذا رغم تناقض نهجهم وادعاء كل منهم بأنه سيعمل على فناء الآخر إلا أن لديهم مثل الاتفاق الثلاثي الذي يقوم به مصارعو الـ WWE.
اتفاق ضمني بعدم التعرض لبعض حتى يتم القضاء على باقي اللاعبين الإقليميين عندها نبدأ بالقتال.
والتفسير الآخر ان تلك المنظمة التي وصلت سيطرتها الى ثلثي الشام والعراق مجتمعين هي صنيعة إيران وإسرائيل في أعظم عمل مخابراتي مشترك عرفه التاريخ. خلق منظمة إرهابية شرسة عنيفة تهاجم وتقتل القريب قبل البعيد ولا تقترب من إيران وإسرائيل حتى لو بذكر اسميهما في كل أدبياتها التي تملأ وسائل التواصل الاجتماعي أو تصريحات قادتها والتي تأتي مذيلة ومختومة بأسمائهم.
فقط اكتب في «غوغل» داعش إيران أو داعش إسرائيل ستكون محظوظا إن وجدت موضوعا أو موضوعين وغالبا لن تجد شيئا. وفي الوقت نفسه اكتب داعش واسم أي بلد عربي آخر.. ستغرق في النتائج.
وآخر الأمثلة الصارخة على التناغم الإيراني- الداعشي هو ظهور نفس لغة الخطاب بل وتقريبا بنفس المفردات بين حيدر العبادي المدعوم قلبا وقالبا من إيران وخليفة «داعش» البغدادي في تهديدهم لتركيا في حال تدخلها في الموصل.
منظمة قتلت من السنة أضعاف أضعاف ما قتلت من الطوائف والملل الأخرى بل حتى انها لم تصب يهوديا واحدا حتى بخدش أو جرح بسيط.
منظمة قامت بعشرات العمليات الانتحارية في بلد الحرمين الشريفين بل وبعض تلك العمليات كانت على بعد أمتار من قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعلى الرغم من الحدود الطويلة جدا والمفتوحة لجمهورية إيران الإسلامية وسهولة الدخول والخروج لها إلا أننا لم نسمع عن محاولة فقط محاولة لتلك المنظمة لإدخال احد عناصرها هناك للقيام بأي نوع من العمليات هناك.
أمر غريب وغامض لن ينكشف إلا بعد رفع الحظر عن الملفات الاستخبارية للدول العظمي بعد 25 سنة عندها سيعلم بعض الشباب الذين غسلت أدمغتهم تلك المنظمة كم أجرموا بحق أوطانهم!

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

غنيم الزعبي

مهندس وكاتب
twitter: @ghunaimalzu3by

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *