عبدالرضا قمبر

رجـاءً لا تقـرأ

رجاءً لا تقرأ هذه المقالة ، إن كنت ممن نراهم ونسمعهم في كل ديوان ومحفل ، بكل بساطة سأقول ، وبعد تجربة مريرة سمعتها ورأيتها بين أبناء وطني .
نعرف التركيبة السكانية للكويت جيداً ولسنا بحاجة لمن يرشدنا عليه ، هناك من القبائل الذين رحلوا من الجزيرة العربية بحثاً عن العيش الكريم ولجأوا إلى هذه الأرض ، وهناك من العجم والشيعة الذين أتوا من الشرق للبحث أيضاً عن الأمن والأمان والعيشة الكريمة ، والبعض من الشمال ، الجارة العراق أتوا لنفس الغرض ، وبعد ما أعطت الحرية لهم والديمقراطية ، بالإضافة للخير والأمان والعيش الكريم ، تغيرت الأحوال ، وبدأ الحنين للأصل ، عند البعض !

عاشت الكويت حقبة من الزمن الجميل دون معرفة نوايا بعضنا البعض ودون الإجهار في ما نكنه من حب أو بغض لمن يشاركونا هذه النعمة ، وبعد ظهور التكنولوجية السيئة والتي تنقل كل ما نريد أن نقوله إتجاه من يشاركنا المواطنة ، لكي نخونهم ونشتمهم وندعي الوطنية الخالصة لنا فقط .. دون الغير!
هذه الظاهرة ليست منطوية على فئة معينة ، لكي نقول إنها حالة فردية ، ولا تعمم على الجميع ، ولكن بعد البحث والمراقبة من خلال التواصل الإجتماعي ، وجدت الأغلبية المطلقة تشتم الآخر وتخونه وتجرده من وطنيته !
لا أريد أن أدلي بتفاصيل هذه الآفة السيئة ، ولكن بإختصار لكي لا أطيل على القاريء ، بعضنا يدافع وبإستماتة عن المملكة العربية السعودية الشقيقة والبعض الآخر يدافع حتى الموت عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، والسؤال الذي لم أجد له الإجابة ، أين تعيشون ومن أين تحصلون على كل هذا الأمان والخير والنعمة أليست هي .. الكويت ، التي إحتضنتكم من الفقر وأوتكم من الهجرة والهروب من الجوع إلى العزة والكرامة .. !!؟
لم هذه الخصومة والكره ، ولو أني شخصياً لا أراها خصومة ، وأراها حرية رأي ، وللأسف رأي سيء ، ولكنها سببت لهذا الوطن الجرح العميق ، أعمق من الحروب العسكرية ، فنحن والحمدلله تجاوزنا المآسي في حروب عسكرية سابقة لعقد من الزمن ، ولملمنا جراحنا ، وقدمنا شهدائنا ، وضحينا بالكثير أمام هذه الوطن ، لكي نرد جميل هذا الوطن علينا.
القانون الجديد حاول أن يردع هذا الجدل العقيم في التواصل الإجتماعي الذي تسبب في الكثير من الفتنة بين طوائف الشعب الكويتي ، والحمدلله ما أن بدء السلطة تطبيقة ، فوجئنا بحسابات وهمية ليس لها كيان فعلي على هذه الأرض ، والآخر ينشر من الخارج !
وهناك أيضاً من تغيرت إهتماماته من السياسة إلى الرياضة والطبخ والإعتكاف بالدين والنصح وتفسير الأحاديث !
مليون شخص وتغريداتنا اليومية تعدت (11) مليون تغريدة ، أي بمعدل (11) تغريدة لكل مواطن !
لم يعد لدينا وطنية وإخلاص حقيقي وتضحية فعلية لهذا الوطن ، ولا يردعنا سوى القانون والجلد بساحة الصفاة ، لكي نعي معنى ، وطن ، وسلطة ، وشعب ، وكيان ، وأرض لا نعيش عليه بل نعيش فيه !
والله المستعان …

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *