حسن الهداد

الشايع.. نموذج للمسؤولية

دائما ما نطالب بوضع الكفاءات في المناصب القيادية والإشرافية في كل إدارات ومؤسسات الدولة، لإيماننا المطلق بأن القيادي الكفء والمتميز هو القادر على الاصلاح وتطوير العمل في مقر عمله، وهذا ما نراه في جميع البلدان المتطورة التي تنتهج مبدأ الكفاءة من أولوياتها، عكس ما نحن فيه من تخبط مادامت المناصب القيادية تتوافر حسب العلاقات الاجتماعية والمصالح المشتركة.
ومن هنا أعلنها.. مثلما يحق لنا أن ننتقد بعض القياديين لسوء أدائهم، علينا أيضا مسؤولية الثناء على المتميزين في أعمالهم، وهذا الأمر من مبادئ الإنصاف والتقدير لكل من يعمل وكذلك يعتبر تشجيعا لإبراز الكفاءات وتكريمهم معنويا على أقل تقدير ولو على مستوى وسائل الإعلام، كي يستطيع الرأي العام تمييز الكفاءات عن غيرهم ممن أتوا إلى مناصبهم تحت ظل «البشت» الاجتماعي.

قد يتساءل البعض: كيف نثق بثناء وسائل الإعلام على بعض القياديين والموظفين.. قد يكون مدحا فرض لوجود مصالح مشتركة؟

نعم هذا صحيح.. ولكن هناك قاعدة رئيسية تكمن في سيرة العمل والسمعة الطيبة التي يتمتع بها هذا القيادي أو ذاك الموظف قادرة على معرفة إن كان هذا الثناء مستحقا لهذا القيادي أو ذاك الموظف أو غير مستحق وكل ما بالأمر مصالح مشتركة، فمن خلال تعامل الجمهور مع هذا القيادي سيدركون أن هذا الثناء جاء مستحقا أو غير مستحق ولكن على من يريد أن يقيم أن يبتعد عن الأمور الشخصانية وينظر بعين المسؤولية الوطنية ليستطيع رؤية الحقيقة بكل وضوح.

أقولها للأمانة والإنصاف.. هناك مسؤولون كثر يستحقون الثناء لجهودهم وإخلاصهم في أعمالهم، وسأتطرق لأحدهم كونه مسؤولا يستحق الثناء والاحترام والتقدير لإخلاصه وتفانيه بعمله، رغم لا تربطني أي علاقة ولا أي معرفة شخصية به، ولكن الكفء يفرض نفسه على أقلامنا وهذا من واجبنا الإعلامي أن نمنح الحق بأقلامنا لمن يستحقه وهو الملحق الثقافي في القاهرة د.شايع الشايع.. هذا الرجل من الكفاءات النادرة التي يجب تقديمها للمجتمع بصورته الناصعة التي رسمها إخلاصه وجهوده المتميزة تجاه الطلبة وتعامله الراقي مع كل الطلبة دون تمييز بينهم، دائما ما ينتهج سياسة الباب المفتوح والاستماع لمشاكل الطلبة، ويهتم ويتابع عن كثب قضايا الطلبة مع جامعاتهم، فضلا عن أنه يتواصل مع الطلبة في «تويتر» ويرد على كل الاستفسارات، ويضع للطلبة جداول اختباراتهم كتذكير وحرصا منه على تسهيل أمورهم، وهذا ما يميزه عن الآخرين، وحتى أكون مقنعا سيدرك معنى كلامي كل من يتعامل معه عن قرب أو يسأل عنه، فمن إنصافه علينا أن نذكر محاسنه، وإن رأينا عكس ذلك بالتأكيد فسننتقد أداءه، فما يربطنا به هو ليس شخصه الكريم بقدر ما هو أداء ننتقده أو نثني عليه.

هناك مجاميع طيبة من المسؤولين والموظفين الذين يستحقون الثناء وإبرازهم للمجتمع ولن نبخل بأقلامنا في التطرق لكل كفاءة مستحقة، وهذا من باب التشجيع على وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، حتى نرى الارتقاء والتطوير في كل ادارات ومؤسسات الدولة، ولكن للاسف نرى المناصب توزع حسب المصالح الشخصية والعلاقات الاجتماعية والترضيات، الأمر الذي ساهم في انتشار الفساد في معظم زوايا ادارات ومؤسسات الدولة.

فمن هذا المنطلق علينا أن نبرز كل كفاءة كي لا يتم تجاهلها ويحل مكانها فاشل ما يملك إلا واسطة دعم قبيلة أو دعم طائفة أو «بشت» نافذ، كفى استهتارا بوطننا.

٭ محطة شكر وباقة ورد: نهديها إلى كل قيادي وموظف حريص على خدمة بلده بما يرضي الله والعباد.

٭ محطة عتب وباقة شوك: نقدمها إلى كل قيادي وموظف باع مبادئه وظلم بلده من أجل مصالحه الشخصية غير المشروعة.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

حسن الهداد

كاتب صحفي حاصل على درجة الماجستير بالاعلام والعلاقات العامة
twitter: @kuw_sky

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *