طارق العلوي

للحين يا الدويلة وجماعتك عند رايكم؟

تابعنا مقتطفات من مقابلة النائب السابق مبارك الدويلة، فكانت حصيلة ما خرجنا به مما شاهدنا، ان الدويلة اتهم سمو الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، بأنه ضد «الاسلام السني»، وهو اتهام غامض لم يصحبه دليل واضح، ولو قال الدويلة بأن بن زايد ضد «الاخوان المسلمين» بشكل خاص، لما اعترض على كلامه أحد.
كما نزه الدويلة سمو رئيس مجلس الوزراء الكويتي بقوله: «ان ما يميز جابر المبارك عن الحكومة السابقة (حكومة ناصر المحمد) أنه ما باع ولا اشترى في الأعضاء»! ونستذكر هنا كلام النائب عبدالله التميمي الذي أكد أنه «استلم» من سمو رئيس مجلس الوزراء «المقسوم» ليوزعه في أوجه «البر والتقوى»، والذي كشف ان كثيرا من الأعضاء، استلموا من مكتب ديوان سموه، كما استلم التميمي.. وربما أكثر. ولعل من محاسن الصدف، ان يتم اختيار التميمي عضوا في لجنة «حماية المال العام»، يرافقه في اللجنة النائب جمال العمر، ويرأسهم عبدالله الطريجي.. ولا ينقصهم الا عبدالحميد دشتي.

عموما يظل مبارك الدويلة شخصاً يستمع سمو الشيخ جابر المبارك الى استشارته، ولذا لا نجد غضاضة عندما يمتدح الدويلة سموه وينفي عنه الشائعات.
لكن الدويلة ناله جزاء «سنمار» بعد ان قال يوما في جلسة صفا، مادحا رئيس مجلس الأمة: «مرزوق الغانم يملك شخصية تستحق رئاسة مجلس الامة.. وهو قدها وقدود»! وتمر الأيام، فيتصل الرئيس مرزوق الغانم، بقناة اماراتية، ويعتذر ويتأسف ويتوعد باتخاذ كافة الاجراءات القانونية بحق المسيئين للشيخ محمد بن زايد في تلك المقابلة.
نعم نعم.. هو مرزوق ذات نفسه الذي بلغه يوما ان عبدالحميد دشتي قذف حكام وحكومة البحرين وشتم وزير خارجيتها الشيخ خالد الخليفة، فقال الغانم قولته الشهيرة: «رأيه الشخصي»!
وحسب ما بلغنا من مصادرنا داخل قناة «المجلس»، فان السيد مرزوق الغانم لم يتخذ أي اجراءات بحق طاقم القناة سيئة الذكر! وهذا يقودنا لأحد احتمالين، فاما ان التصريح كان لامتصاص غضب الاماراتيين، بمعنى أنه «كذبة بيضاء».. واما ان مرزوق كان يقصد ما اتخذته وزارة الخارجية بحق الدويلة. وبما ان الغانم قد أكد بأن مكتب المجلس هو من حرك الاجراءات القانونية، فهذا يعني ان مكتب المجلس هو من «وزّ» الحكومة لاتخاذ اجراءاتها بالضبط والاحضار للدويلة.
.. وهنا نتوجه الى مبارك الدويلة والى «حدس» من ورائه متسائلين.. «للحين عند رايكم في بوعلي؟».
٭٭٭
نشرت الصحف بأن محكمة أمن الدولة الاماراتية وافقت على النظر في الشكوى المقدمة بشأن ما قاله مبارك الدويلة في المقابلة. وأوضحت مصادر قانونية رفيعة المستوى ان الامارات «ستعمل على التنسيق مع السلطات الكويتية لتنفيذ العقوبة التي تصل الى المؤبد، استنادا الى الاتفاقيات الأمنية الموقعة بين البلدين، مؤكدة وجود ثلاثة خيارات لتنفيذ العقوبة: الأول في بلاده.. أو في الامارات بعد تسليمه لها.. أو من خلال الشرطة الدولية (انتربول) في حال هرب خارج الكويت».
ولا نملك إزاء هذا التصريح الا ان نقول لرئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم: «قواك الله.. سيذكرك التاريخ ومن معك، حين تقرون «الاتفاقية الأمنية» في القريب العاجل، والتي سيتم من خلالها تبادل جميع المتهمين والارهابيين من السنة.. والشيعة».
٭٭٭
نحن مع حق الدويلة في قول ما يشاء في المقابلة، ما لم يخالف قانون «المرئي والمسموع» في دولة الكويت.. وليس في دولة أخرى. فكما ان من حق أهلنا في الامارات الاستياء من أي كلمة تمس شخص سمو الشيخ محمد بن زايد، فان مبارك الدويلة له حقوق دستورية لا ينبغي لأحد التعدي عليها. الا ان خلافنا هو في استخدام قناة «رسمية» تمثل رأي مجلس الأمة الكويتي (مهما حاول الرئيس مرزوق الغانم ان «يتملص» من ذلك أمام الاماراتيين)، وتستخدم أجهزة.. واستديو.. وترددات.. وموظفي الحكومة الكويتية، في الاساءة لعلاقاتنا مع قادة دول الخليج!
ولعل أجمل ما قيل في هذا الشأن تصريح لناصر الدويلة: «أنا مع تطبيق القانون واذا يطيب خاطر أهل الامارات، فأنا مع ان يذهب أخي للنيابة.. هاتوه وحطوه في القفص.. لكن هاتوا مرزوق الغانم صاحب القناة وحطوه معاه.. وخل يصورونهم.. وانا مستعد أدافع عنهم».
٭٭٭
سمردحة: الزلزلة آخر أيامه لحيته خفيفة.. لذا نوجه حديثنا للسيد عدنان ولاري وعاشور وأبل، ونذكرهم فإن الذكرى تنفع المؤمنين.. «اذا حُلقت لحية جارك.. فبلل لحيتك»!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *