كي لا تضيع دماء شهدائنا هباء منثورا، وحتى لا نحكّم القلب والعاطفة فيما يجب أن نحكّم فيه العقل والحكمة، وحتى لا نترك أحداث ماضينا تدمر حاضرنا ومستقبل أبنائنا، هناك قائمة من الأمور التي يجب أن نعيها ونتعلمها استفادة من دروس العشرين عاما على كارثة الغزو ومنها:
1 ـ رغم قسوة العدوان وبشاعته إلا أن علينا أن نعي أن هذا ما يحدث دائما في الحروب والغزوات، فالنظرة المتأنية لتاريخنا الحديث وما قام به النازيون في أوروبا، أو الجيش الياباني في شرق آسيا، ستعلمنا أننا لسنا أول أو آخر دولة غزيت على الأرض وعليه فعلينا أن نعمل ما عملوه من إصلاح شأنهم مع جيرانهم ومع من غزاهم وتبادل المنافع بين بلدانهم كوسيلة لمنع تكرار الحروب وقد نجحوا في مسعاهم الذي يستحق أن نكرره.
2 ـ التوقف عن تكرار المقولة الضارة الخاطئة التي تدعي أن هناك مطالبة عراقية دائمة بالكويت كونها تبرر ما قام به المجرم صدام وتعطيه صك الغفران التاريخي كونه لم يعمل إلا ما ندعي أنها مطالبة دائمة لشعبه، لقد طالب الملك غازي بوحدة عربية تضم 6 دول بينها الكويت، كما طالب نوري السعيد بوحدة ثلاثية للأردن والعراق والكويت، أما المعتوه قاسم والمجرم صدام فهناك آلاف القرائن الدالة على اعترافهما الكامل بالكويت ولم يزد ما قاما به عن محاولة إشغال الداخل بافتعال إشكال مع دولة الكويت.
3 ـ العمل على الانفتاح الكامل على العراق ـ والسعودية وإيران ـ وإلا فكيف سنفعّل مشروع المركز المالي الواعد الذي سيجعل الخدمات وإعادة التصدير بديلا عن النفط، وكيف سنستفيد من مشروعي أكبر ميناء وأكبر مطار شحن إذا لم تكن حدودنا مفتوحة على مصراعيها مع الجيران عبر العلاقات الحسنة والودية معهم؟.. إن علينا أن نكرر ما حدث بين ألمانيا وفرنسا وأميركا واليابان حيث استبدلوا الصراع السياسي بالتعاون الاقتصادي.
4 ـ التوقف عن اعتبار أي مقولة شاذة لنائب أو كاتب صدامي وكأنها تمثل شعب العراق كافة ثم ترك الباب واسعا لمن يستغل تلك المقولة المدسوسة لادعاء البطولات الفارغة ومحاولة إساءة العلاقة مع العراق وكأننا تحولنا مرة أخرى لدولة كبرى قادرة على حشد الملايين على الحدود مع الجيران.
5 ـ العمل ببراغماتية شديدة ومنهاجية الغرف المغلقة لمعالجة الملف العراقي وتفريغه من الشحنات المتفجرة ضمنه عبر مبدأ «الأخذ والعطاء» المعروف فلدينا ما نريده من العراق (الأمن المستقبلي الدائم وفرص التصدير والاستثمار) ولدى العراق ما يريده منا (الديون والتعويضات وإشكال شركة طيرانه) والمفروض أن نجند ونستخدم أفضل العقول الكويتية والعربية والأجنبية للعمل مع الجانب الكويتي المفاوض لإنهاء جميع الملفات العالقة بأكبر قدر ممكن من الاحتراف والسرية.
6 ـ العمل المفتوح ضمن الداخل العراقي عبر الاستثمار الجيد والمدروس في البنى الأساسية، واستقطاب الساسة والمفكرين والإعلاميين العراقيين المؤثرين دون النظر لماضيهم ماداموا امنوا ببناء مستقبل أفضل للكويت وللعراق فلا مصلحة لنا قط في عداء أي من الأطياف السياسية والاجتماعية والدينية العراقية مع رفع شعار «عفا الله عما سلف».. و«اللي فات مات».
آخر محطة:
1 ـ نشرت جريدة «بوسطن غلوب» في عدد امس مقالا للدكتور جون تيرمان مدير الدراسات الدولية في جامعة «ام اي تي» الشهيرة ذكر فيه ان حرب 2/8/90 لم تنته حتى اليوم.
2 ـ لا يستحق خالد المريخي لا الجنسية الكويتية ولا السعودية، فآخر ما يريده البلدان الشقيقان هو من يحاول إساءة العلاقات الأخوية بينهما عبر الفرقعات الصحافية المغرضة، وللمعلومة الكويت والسعودية وبقية دول الخليج لا تسمح بازدواجية الجنسية والقضية ليست محصورة في الكويت، وقد تناقلت الأنباء أن القاتل المقتول في مصر الذي تعدى على شقيقتيه كان سعوديا وأسقطت الجنسية عنه بعد حصوله على الجنسية القطرية.