اشتهر عن الاخوة ماركس تمثيلهم في الثلاثينيات سلسلة أفلام كوميدية فاقعة اللون سميت بسلسلة (يوم في …) أي يوم في الأوبرا ويوم في السيرك ويوم في حلبة السباق ويوم في كازابلانكا.. إلخ، ظننت أن تلك السلسلة الفكاهية قد انتهت، حتى أمضيت قبل أيام أياما في مجمع الوزارات ظننت خلالها أن روح الاخوة ماركس قد عادت لتنشر الكوميديا السوداء في أروقة ذلك المجمع الذي هو كالقدر المحتوم لابد أن يزوره ذات يوم كل مواطن ومقيم.
اقترحنا قبل سنوات ونقترح مرة أخرى البدء في إنشاء إما مجمعات وزارات مصغرة في كل محافظة (توسعة وتعميم فكرة الحكومة مول) أو خلق مجمع وزارات جديد أكبر وأضخم من القائم يبنى في منطقة جنوب السرة أو جنوب الدائري السادس، ولهذا المقترح فوائد عدة منها تخفيف الازدحام المروري، حيث ستنقسم الحركة المرورية في الصباح ليتجه العاملون في القطاع العام الى خارج العاصمة والقطاع الخاص الى داخلها والعكس صحيح عند الظهيرة.
ويجب أن يبنى بالقرب من المجمع المقترح مجمع صغير للتأهيل والتدريب على الكمبيوتر وعلوم الإدارة الحديثة يرسل إليه الموظفون الجدد وحتى القدامى بين حين وآخر لتطوير العمل الاداري الحكومي فلا يمكن تصور قدوم مستثمرين ومطورين الى كويت المركز المالي في ضوء الترهل الشديد بالعمل الإداري الحكومي وسيادة مقولة «راجعنا بعد شهر» في حين تنتهي مثل تلك المعاملات لدى الجيران في دقائق قليلة.
ومن الضرورة بمكان إنشاء عدة مواقف سيارات متعددة الأدوار في المناطق المحيطة بالمجمع الجديد، فقلة المواقف القائمة تجعل من زيارة مجمع الوزارات الحالي ـ أو حتى العمل فيه ـ مشكلة ضخمة، وقد يقترح البعض في هذا السياق بناء فندق ملاصق للمجمع ينام فيه المراجعون لأيام وأسابيع حتى انتهاء مراجعتهم أو حتى الموظفون عندما يغلبهم النعاس.
إن المنبع الرئيسي للتشاؤم والتذمر الدائم والشعور المعادي للحكومة أحيانا هو ما يجري في الوزارات والمؤسسات الحكومية، فإن أردنا تصحيح وتقويم ذلك الشعور التشاؤمي العام الذي تتهم به عادة الصحافة رغم أنها لا تخلق واقعا بل تعكس ما هو موجود، فعلينا أن نرتقي بالأداء العام للدولة كي ندعم ونعزز روح التفاؤل. والحديث ذو شجون.
آخر محطة:
1 ـ نرجو أن يقوم الوزراء والوكلاء بتخصيص نصف ساعة لا أكثر لزيارة الطوابق السفلى من وزاراتهم لتكوين رؤية حقيقية وواقعية لما يحدث يوميا لعشرات آلاف المراجعين ممن يتعرضون للخطأ والكسل والإهمال ولا نقول الإذلال دون وجود إدارات حقيقية تتعامل مع شكاواهم.
2 ـ يمكن كذلك بناء تمثال رمزي ضخم يعكس حقيقة المرحلة ويمثل نائبا يلبس البشت ويجر خلفه عشرين مواطنا لتخليص معاملاتهم، ويتم التعهد بهدم ذلك التمثال عند البدء الحقيقي بمشروع الحكومة الإلكترونية الذي أصبح كبيض الصعو الذي يسمع به الجميع.. ولا يراه أحد.