بيض صنائعنا سود وقائعنا
خضر مرابعنا حمر مواضينا
لربما هذا هو اشهر بيت شعر عربي على الاطلاق وقد اختلف كثيرون على قائله فمنهم من نسبه للشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم وهناك من ادعى ان القائل هو شاعر عراقي بسيط استخدمه لاقناع الملك فيصل الاول بوضع تلك الالوان ضمن علمه حيث ان الابيض هو شعار الدولة الاموية والاسود الدولة العباسية والاخضر الفاطمية والاحمر العثمانية وللدلالة على الدم الذي سيسفك لاجل القضية الفلسطينية.
والحقيقة ان قائل ذلك البيت هو الشاعر عبدالعزيز بن سرايا السنبسي الملقب بصفي الدين الحلي «1277 ـ 1349م» ولا اعلم لماذا يكره العرب منذ ذاك الحين حتى اليوم تسميتهم بأسمائهم فيخفونها بالقاب مثل ابوفلان وعلان، القصيدة بدأها الشاعر بالقول:
سلي الرماح العوالي عن معالينا
واستشهدي البيض هل خاب الرجا فينا
لا يمتطي المجد من لم يركب الخطرا
ولا ينال العلا من قدم الخدرا
تعمد الدول عند حدوث تغييرات او احداث جسام في تاريخها لتغيير علمها ليعكس الحالة الجديدة، كما حدث في مصر ابان حكم ناصر وبعده حكم السادات، والعراق بعد 58 و63، وسورية وغيرها من الدول، ولا شك ان ألوان العلم الحالي تمثل الحالة الوحدوية والمرحلة السياسية لحقبة بداية الستينيات ولا تعكس خصوصية كويتية كحال ما تعكسه خصوصية اعلام دول مثل السعودية وقطر والبحرين فهل من المناسب ان نعيد النظر في دلالة علمنا بحيث يعكس خصوصية بلدنا ومرحلة ما بعد عدوان عام 90 عبر العودة لعلمنا الاحمر او خلق علم ازرق.. الخ.
في موضوع ومقترح آخر هناك فائض في الموظفين الحكوميين تقابله تعقيدات ادارية وبيروقراطية تحتاج من كل موظف ان يترك مقر عمله لتخليص معاملاته في الدوائر الاخرى وهو ما يتسبب في ظاهرة ازدحام الساعة 11 صباحا الفريدة، لماذا لا يوزع الدوام الحكومي على مرحلتين صباحية لمن يعشق الاستيقاظ المبكر «8 صباحا ـ 2 ظهرا» ومسائية «2 ـ 8 مساء» لمحبي الاستيقاظ المتأخر وبذا نحد من التكدس والبطالة المقنعة ونقلل الازدحام المروري ونزيد من الانتاجية ونمنع عمليات التزويغ من الدوام للنوم او تخليص المعاملات حيث سيتمكن من يداوم صباحا من تخليص معاملاته مساء والعكس صحيح، وفي هذا السياق يمكن كذلك احالة الفائض من الموظفين للعمل في القطاع الخاص لفترة معينة مع تحمل الحكومة لرواتبهم ثم اما ان يبقوا عند انتهاء المدة لدى ذلك القطاع على ان يتحمل رواتبهم او يعودوا لعملهم الحكومي.
آخر محطة:
عودة للقصيدة التي بدأنا بها المقال حيث من الابيات التي قالها الشاعر:
ان العصـافيـــر لما قام قائمـها
توهمت انها صارت شواهينا
انا لقوم ابت اخلاقنـــا شرفا
ان نبتدي بالاذى من ليس يؤذينا
وانتظروا سلسلة مقالاتنا المقبلة ودمتم.