سامي النصف

على هامش ندوة العمل التطوعي

ندوة العمل التطوعي التي جمعت عدة فعاليات كويتية وفرنسية والتي كان دينمو فعالياتها الشيخة أمثال الأحمد، هي نتاج لفكر كويتي خلاق إذا ما أهملناه فستتخاطفه الدول الأخرى وتنسبه لنفسها – كالعادة – فنحن دائما من يفكر ويبدع والآخر من يستفيد.

خطاب سمو رئيس مجلس الوزراء الذي ألقاه في حفل العشاء الختامي وتحدث فيه بلغة فرنسية راقية وهو باللباس الوطني الكويتي، كان بالفعل إضافة للفعاليات وأظهر أمام رؤساء الجمعيات التطوعية والأكاديميين والإعلاميين أن الكويت ليست نفطا فقط.

لم يوفق أحد الديبلوماسيين العرب في مداخلته حيث أظهر إما أنه يجهل وقائع التاريخ ومثله أصول العمل البروتوكولي، أو أنه يعلم بتلك الأمور إلا أنه أراد إيصال رسالة لبعض مسؤوليه يقصد منها حصد المكاسب الشخصية.. و«ما هكذا تورد الإبل»!

رؤوس الشباب والشابات لا يمكن ان تبقى فارغة لذا إما أن تملأ بالأمور السالبة والمضرة كقضايا التشدد واللامبالاة وإدمان المخدرات واللف بالسيارات، وإما أن تملأ بأشياء موجبة كأعمال التطوع وحب الخير ومساعدة الآخرين والحفاظ على البيئة، والعمل التطوعي في الكويت لا يدعم – للعلم – من الدولة بدينار واحد في وقت يطلب منه أن يلحق بركب الدول المتقدمة التي تهتم بشغل أوقات شبابها بمثل تلك الأعمال الخيرة.

من الأمور التي ذكرتها الأخت الفاضلة أم ماجد حقيقة أن العمل التطوعي مغروس منذ الأزل في وجدان الكويتيين، فمن كان يهدم بيته في الماضي بسبب الأمطار والكوارث الطبيعية يقوم المقتدرون بالتبرع له بالمال وغير المقتدرين بالجهد لذا لم ينم أحد قط في الكويت الفقيرة في الشوارع كما يحدث في كثير من الدول الغنية، كما لم يمت أحد من الجوع في بلدنا حتى في أشد سنوات القحط والنقص في الغذاء في وقت تموت به الملايين في الدول الأخرى بسبب المجاعات، حيث فتح الأثرياء في الكويت مخازنهم للفقراء وفي ذلك رد على من يحاول بث البغضاء والكراهية بين أجيال الحاضر عبر الادعاء الزائف بأن الدائنين كانوا يستولون على بيوت المدينين في الماضي، فمن يتم الاستيلاء على بيته ينام في الشارع فهل نام أحد قط في شوارعنا؟! أوقفوا دعاوى الكراهية الكريهة قبل أن تزيد من فرقتنا.

آخر محطة: لقاء مؤثر عقد مع الطلبة تم خلاله حثهم على ألا يتقوقعوا على أنفسهم بل عليهم خلق صداقات مع زملائهم في الدراسة من الفرنسيين وأبناء الشعوب الأخرى، وتم ضرب عدة أمثلة لهم في كيفية استعانة الكويت ابان محنتها بالعلاقات الشخصية التي أقامها الكويتيون مع الآخرين.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *