سامي النصف

انطباعات من عند العتبات

أمضينا عطلة الاسبوع الماضي في زيارة استغرقت يوما واحد للعتبات المقدسة في كربلاء والنجف، وقد ضم الوفد كلا من سفير الكويت لدى العراق الفريق علي المؤمن والنائب الفاضل عدنان المطوع وزميلنا صاحب وصفة النجاح لكل تحرك اعلامي وسياسي عدنان الراشد ومدير التحرير الزميل محمد الحسيني، والزملاء د.عايد المناع وحسين عبدالرحمن ود.بدرالخضري ود.عبدالواحد الخلفان والزميلات منى ششتر ومحمود الموسوي وحصة الملا ونادية صقر وشقيقتها ايمان وغيرهم من اكاديميين واعلاميين.

 

بدأت الرحلة بالتوجه بالطائرة للبحرين ثم الانتظار لساعتين وبعدها رحلة استغرقت الساعة ونصف الساعة لمطار النجف، وواضح ان ذلك الجهد يمكن اختصاره واختزاله لو بدأنا برحلات مباشرة من الكويت للنجف ومثل ذلك تسهيل عمليات النقل البري بين البلدين حتى تصبح الكويت بوابة لمثل تلك الزيارات ويمكن العودة لفتح البلاد لمواسم الحج للسعودية كذلك عبر اعادة انشاء مدينة الحجاج التي كانت تنشط الحركة التجارية في الكويت للحجاج العراقيين والايرانيين إبان الستينيات والسبعينيات.

 

إن استراتيجية كويت المركز المالي تفرض علينا فتح الحدود وتغليب الثوابت الاقتصادية على الهواجس الامنية المبالغ فيها، والتي سادت تفكيرنا أمدا طويلا، ولم تمنع شيئا، ان جيران الكويت في المنطقة كالسعودية والبحرين وقطر وابوظبي ودبي لا يملكون تلك الهواجس بل يزورهم الملايين كل عام دون مشاكل وعلاج الصداع لا يتم عبر.. قطع الرأس!

 

بدأت الزيارة بالتوجه لكربلاء التي تبعد ما يقارب 80 كيلومترا والتي يمتلئ طريقها الموصل للنجف بالاستراحات المجانية للزائرين اضافة الى المقاهي والمطاعم والاسواق التي تبقى مفتوحة اغلب الليل مما يزيل اوهام فقدان الامن المرتبط بالعراق، تلك العتبات ومثلها عتبات النجف هي تحف اثرية اسلامية على اعلى طراز، والتنظيم داخلها يقارب الكمال، وهي مفتوحة للشيعة والسنة وغيرهم من الطوائف.

 

ان على من لا يؤمن بزيارة الاضرحة والمقامات الا يزورها، وهذا حق مطلق له، على ان يعطي الحق بالكامل لمن يرى غير ذلك حتى لا يصطدم ليس بالشيعة فقط بل بكثير من منضوي المذهب السني كالصوفية وغيرهم ممن ينتشرون في المنطقة الاسلامية الممتدة من المغرب حتى اندونيسيا مرورا بمصر، ان في الانتقادات المتبادلة إضعافا كبيرا للدين الاسلامي حيث سينشغل المسلمون بعضهم ببعض، فالحكمة الحكمة، والعقل العقل.

 

آخر محطة: (1) ما كان لتلك الزيارة الشعبية التي غطتها وسائل الاعلام في البلدين والتي عززت العلاقات الكويتية ـ العراقية ان تتم لولا الدعم اللامحدود من نائب جهاز الامن الوطني الشيخ ثامر علي السالم ومن وزارة الخارجية ممثلة بالسفير خالد مغامس والنائب د.يوسف الزلزلة والقنصل سالم الشنفا والجندي المجهول الزميل احمد يوسف بهبهاني، والزميل يوسف خالد المرزوق، ومن وزارة الاعلام الكويتية ممثلة في الاخوة خالد العنزي وعبدالحكيم السبتي ومن الجانب العراقي الاستضافة الرائعة، والحفاوة البالغة من قبل السادة عمار واحمد وحسين الحكيم والسيد محمد حسين بحر العلوم والسفير العراقي في الكويت السيد محمد بحر العلوم فلهم الشكر جميعا.

(2) ملأ الزميل حسين عبدالرحمن الطائرة بالقيمر العراقي الممتاز حتى ثقلت وكادت ان تتزحلق بدلا من الاقلاع، وقد وعد بو علي ان يرسل كمية مجانية من القيمر لكل من يتصل به.. والدعوة عامة!

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *