سامي النصف

لقاء معرفي في دار آل معرفي الكرام

حضرنا بالأمس لقاء وحفل غداء في دار آل معرفي العامرة في منطقة الدسمة على شرف وزير الدولة العراقي لشؤون مجلس النواب السيد صفاء الدين الصافي والذي كان ضمن مكرمي خريجي جامعة الكويت والذي تربطه ببلدنا علاقات وثقى حيث كان جده احد المساهمين الكبار في بناء سور الكويت، كما انه متزوج من كويتية وقد سبق له العمل في مكتب المحامي مصطفى الصراف ومستشارا قانونيا للمرحوم مبارك الحساوي.

 

حضر اللقاء المعلوماتي والمعرض جمع من الوزراء السابقين والساسة والأكاديميين والإعلاميين وقد افتتحه الصديق موسى معرفي الذي رحب بالضيوف ثم ترك المجال للضيف حتى يتحدث بحرية مطلقة يتبادل مع الحضور الآراء التي لا تمثل وجهة نظر رسمية او حتى شخصية وهي خلاصة لما يدور لدى بعض النواب والكتاب العراقيين أملا في فهم افضل يؤدي بالتبعية إلى فهم افضل بين البلدين.

 

ومما ذكره الضيف الكريم ان البعض في العراق يرى أن الواقع الحدودي الذي خلقه او ارتضاه صدام أصبح «يخنقهم» خاصة انه يلزم السفن المتجهة إلى ميناء ام قصر العراقي، برفع العلم الكويتي وإخضاعها للتفتيش، كما عرج على حادثة الطائرة العراقية في لندن التي رأى أنها أضرت كثيرا بسمعة الكويت في الشارع العراقي دون ان تكسب منها الكويت شيئا حيث ان الطائرة مستأجرة ولا يمكن الحجز عليها، كما ان مطاردة مدير عام «العراقية» ومحاولة القبض عليه ومنع سفره كانت مذلة وزادت الامر سوءا وتساءل عن المسؤول عما حدث؟

 

تبادل الضيوف الكويتيون الرد على ملاحظات الوزير العراقي وقد استكملنا الحديث معه على طاولة الغداء، ومما قلناه ان الحدود بين البلدين قد خُطّت من قبل خبراء وجهات «محايدة» هي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وتحت البند السابع في وقت لا يجري الحديث في العراق عن حدود اخرى للعراق اكبر واكثر اهمية من حدودنا تنازل عنها صدام بشخطة قلم ودون العودة إلى أطراف محايدة.

 

كما أوضحنا ان الحديث بنهج ضغط الأخ الأكبر على الأخ الأصغر هو نهج صدامي دون صدام ويجب على اخوتنا في العراق الحذر الشديد ممن يسوقون له حيث ان اكثر المتضررين من سيادة ذلك المنطق هو العراق ذاته الذي لديه اشكالات حدود تاريخية تشمل ألوية ومياها مع دول أكبر منه كثيرا، وان منفذ العراق على الخليج ونعني الممر المائي لميناء ام قصر العراقي اما انه واسع وعميق او ضيق وضحل وفي كلتا الحالتين لن يتغير واقع ذلك المنفذ حال تغيير ملكيته من العراق للكويت أو العكس وأبديت شكي في لزومية رفع السفن المتجهة إلى العراق للعلم الكويتي «وما الضرر؟» حيث ان قوانين اعالي البحار تفرض رفع علم البلد الذي تتجه إليه السفن.

 

كما أوضحت ان الحديث عن حاجات جيوبوليتيكية للدول هو طريق ذو اتجاهين فكما يطالب العراق بمنفذ اكبر على الخليج وهو الذي يملك اساسا ذلك المنفذ فيحق للكويت في المقابل ان تطالب العراق بأن يمنحها مساحات شاسعة من ارضه حتى يكون لها مطل ومنفذ على مصب المياه العذبة في شط العرب يمنع موتها عطشا عند انتهاء عصر البترول الذي يشغل محطات تقطير المياه وأعدت للذاكرة حقيقة ان الموانئ الكويتية هي التي أفادت العراق إبان حربه الطويلة ولو كانت تلك الموانئ ترفع العلم العراقي لأغلقت كحال موانئه الأخرى.

 

ومما نقله الوزير العراقي ان هناك من يقول ان الكويت هي التي ساعدت نظام صدام إبان حرب الثماني سنوات لذا يحق للشعب العراقي طلب التعويض منها على ذلك الموقف، وقد ذكّرت الوزير الفاضل بمقولته قبل ذلك بأن شيعة العراق وهم من يمثلون الاغلبية هم من حارب ايران طوال تلك الحرب دفاعا عن وطنهم وعروبتهم وقلت ان الكويت كانت ضمن الـ 197 بلدا التي وقفت مع العراق ومع الشرعية الدولية، لا مع صدام، ومن الذي يجيز الاستفراد بالكويت في طلب مثل تلك التعويضات غير المسبوقة في التاريخ وترك الدول الكبرى التي زودت العراق آنذاك بالأسلحة والطائرات والدبابات؟ لأن في ذلك عودة مرة أخرى لنهج الأخ الكبير والأخ الصغير المدمر.

 

آخر محطة: (1) تطابقت مناصب الوزير العراقي (دولة لشؤون مجلس النواب، تجارة، عدل) مع الوزارات التي تقلدها احد الحضور وهو الوزير السابق أحمد باقر.

(2) تعقيبا على مداخلة الإعلامي يوسف الجاسم الذي أسعده ان اسم الوزير صفاء الصافي حتى يكون الحديث اكثر شفافية أجابه الضيف بأن لديه ابنة اسمها صفوة صفاء الصافي، لذا فهي أكثر شفافية من حيث المسمى.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *