سامي النصف

الوجه الآخر لمدينة الكويت..!

يوم آخر امتلأ سمعك وبصرك فيه، سواء كنت مواطنا أو مقيما، بقضايا الصراعات السياسية التي لا تنتهي والتي نقلتها وسائل الاعلام لمخدعك ودار نومك، لذا سأقترح عليك ان ترى الجانب الجميل والهادئ والثقافي من الكويت ولن تكلفك تلك الزيارات الممتعة والمفيدة شيئا عدا ندمك على انك لم تقم بها منذ زمن.

اصطحب عائلتك او اصدقاءك معك وابدأ بمتحف بيت الكويت للاعمال الوطنية الذي يقع خلف قصر سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد وشاهد صالة الهوية الكويتية والبانوراما الرئيسية واجنحة الدول الشقيقة والصديقة التي ساهمت مشكورة في تحرير بلدنا، ثم ادخل لقاعة الصور الفوتوغرافية وبعدها صالة جرائم صدام المرعبة، والتي تضم تمثاله الذي احضر من بغداد، ثم بانوراما قصة الشهيد المبكية، واخيرا صالة الوثائق الصدامية التي من ضمنها وثيقة رسمية لامر القبض على طفل كويتي عمره 6 سنوات جريمته انه شوهد يلوح بالعلم الكويتي الممنوع.

بعد الانتهاء من ذلك المتحف الذي يستحق من شاده الاشادة والثناء، واصل سيرك بمحاذاة البحر حتى تجاوز المستشفى الامريكاني التاريخي الذي مازال تحت الترميم ثم بيت البدر وتوقف عند بيت السدو الجميل الذي يظهر جانبا هاما من تاريخ الكويت القبلي وشاهد فنون السدو الملونة وستلتقي هناك على الارجح بسائحين اجانب قادمين من المطار او الميناء حيث البواخر الراسية.

وعلى يمين بيت السدو يقع متحف الكويت الوطني الــذي ينقـــسم لثلاث صالات تســـتحق الزيارة، اولـــها صالة الاثار الكويتية واليونــــانية القديمة التي تظـــهر ان استقرار الانسان على ارض الكويت يحـــدد بـ 8 آلاف عـــام قبل الميـــلاد، وتنقـــسم الاثـــار المعروضة في الصالة الى العـــصر البرونزي (1100 ق.م) والهيلينستي (330 ق.م) والعصر الاســـلامي حيـــث كانت الكويت احدى المحطات الرئيسية من والى بغداد عاصـــمة الدولــة العباسية، ثم اتجه بعد ذلك للصالة الثانية التي تحتوي على اثار نشأة الدولة واختم زيارة المتحف بالقبة السماوية التي تطلعك على اخبار المجرات وبعض اسرار الكواكب السيارة.

اكمل مشوارك لمتحف البحار الواقع خلف ديوان عائلة الروضان الكرام، وبعد الانتهاء ستجد بالقرب منه متحف الفن الحديث حيث اللوحات والتماثيل وعلى بعد خطوات منها ستجد بيتا كويتيا قديما هو المرسم الحر الذي لا يعلم احد سبب منع الفنانين من استخدامه لاظهار ابداعاتهم كما هو الحال في السابق وتركه خاليا تنعق فوق اطلاله البوم.

عودة الكويت الى سابق عهدها كمنارة اشعاع حضاري تحتاج الى تفعيل مراكز التنوير كي تساهم في ابعاد الشباب عن قضايا التطرف والمخدرات.

يمكن بعد ذلك زيارة مكتبة البابطين وقراءة المخـــطوطات والصـــحف العربية القديـــمة والنادرة ثم الى مدرسة المثــنى التاريخية حيث يقع نادي السينما ونشــاطاته المتنوعة، والذي يقع خلف المكـــتبة الوطنية (تحت الانشاء)، ولمحـــبي شراء الملابس يمكن زيارة مجموعة البيوت والبوتيكات الاثرية الواقعة بمقابل المستشفى الاميري ويمكن العودة عن طريق البحر عبر الصليبخات للمدينة الترفيهية التي مازالت في رونقها وتستحق الزيارة خاصة لمن لديه اطفال، الكويت الاثرية خيار يستحق المشاهدة.

آخر محطة:

متحف الكويت الوطني في حاجة لعمليات ترميم تشمل الارضيات وتشغيل النوافير والاعتناء بالاشجار وانشاء محلات لبيع التحف والأعلام وايجاد مقاه ومطاعم في المباني المتضررة منذ الغزو أو في السفن الخشبية الموجودة في الساحة ويمكن لموارد البيع والايجار ان تستخدم للاعتناء بالمتحف.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *