سامي النصف

والفارق كيلومتر واحد!

طريق الجهراء الحالي السالك الجميل الذي تحلم بمثله اغلب دول العالم تم ارساء مناقصة تجديد 11كم منه بـ 265 مليون دينار، فما الذي يمكن عمله لو قررنا تجديد 10كم فقط من الطريق العتيد وتوفير كلفة 1كم المقدرة بـ 24 مليون دينار؟!

 

يمكن بجزء من المبلغ الموفر تجديد جميع منشآت جمعيات النفع العام التي تم بناؤها اوائل الستينيات والتي اصبحت في حالة يرثى لها بعد ان انتهى عمرها الافتراضي والتي تخجلنا بحق امام الزائرين (جمعية الخريجين، جمعية الصحافيين، جمعية المهندسين، جمعية الاطباء، جمعية الاقتصاديين، رابطة الادباء، رابطة الاجتماعيين، جمعية المحاسبين وجمعية الفنون ..الخ).

 

كما يمكن بـ 10% من المبلغ الذي تم توفيره اي 2.4 مليون دينار بناء مجمع مسارح يضم مواقع للمسارح الاهلية الحكومية (العربي، الشعبي، الخليجي، الكويتي) التي قامت على اكتافها النهضة المسرحية الكويتية الحديثة والتي يسكن فنانوها هذه الايام بالايجار في بيوت عربية قديمة تجعلهم يتصببون عرقا عندما يزورهم الزائرون.

 

ويمكن للدولة في عصر الحكومة الالكترونية والخصخصة ان تخصص جزءا من المبلغ لإنشاء معاهد تدريب في جميع المحافظات تدفع بالكويتيين شيبا وشبابا، رجالا ونساء الى استيعاب علوم العصر والتمكن من اللغات المختلفة، فهذا معهد يعمل مساء في المدارس لمحو أمية الكمبيوتر لدى المسنين، كما حدث في السابق مع فصول محو امية القراءة والكتابة، وتلك دورات للكمبيوتر والطباعة واللغة الانجليزية والميكانيكا والنجارة والبناء للشباب والشابات تؤهلهم لمشاريع الحرف الصغيرة او العمل لدى القطاع الخاص، كما حدث في سنغافورة بعد انهيار عام 1982 اي عصر التحول إلى التقنيات المتقدمة وتلبية حاجيات السوق.

 

وبجزء آخر من المبلغ يمكن للدولة ان تشتري التحف الاثرية التي تعب على جمعها المهتمون بالتراث الكويتي كالعم سيف الشملان ود.عادل عبدالمغني وغيرهما، ثم تضعها بأسمائهم كوسيلة لتشجيعهم على البيع ضمن جدران قصر الشيخ خزعل بعد الانتهاء من ترميماته «السلحفاتية» فما فائدة قصر تاريخي لا يحتوي على مثل تلك التحف والمجموعات التي هي بمثابة ذاكرة الكويت التي كادت ان تمحى وسط طمع الطامعين؟!

 

وبجزء خامس يتم تشكيل لجنة دائمة مختصة بكتابة تاريخ الكويت حيث لا يصح الاكتفاء بلجنة د.احمد مصطفى ابوحاكمة كي تلتقي بكبار السن من رجالات الكويت قبل ان يحين اجلهم، فمع كل رجل كبير السن يقضي نحبه دون ان نسجل ذكرياته ومشاهداته ينقضي معه جزء لا يمكن تعويضه من تاريخ بلدنا مما قد نحتاجه يوما ما فلا نجده، وليس من الضروري في هذا السياق ان يكون كبير السن من رجالات الدولة الكبار فيكفي ان يكون شاهد عصر على الحقب المختلفة ويسجلها كما رآها.

 

ومن الماضي الى الحاضر وبجزء سادس يمكن خلق مكاتب صغيرة في كل جمعية تعاونية تختص بـ«حماية المستهلك» لمنع ما يتعرض له المواطن والمقيم من عمليات غش وخداع ونحر من الوريد الى الوريد لمواردهم المالية من فاعلين لا يجرؤون على القيام بمثلها في البلدان الاخرى. لقد اضحى المواطن والمقيم في الكويت اشبه بالحمل البريء الذي تتناهشه الضباع والثعالب والذئاب، ومن لا يعجبه منهم غشه وخداعه فله ان يذهب إلى المحاكم للشكوى ثم ينتظر.. الربيع!

 

آخر محطة (1): بذلك الجزء من الطريق او دونه يجب ان تتضمن خارطة الكويت المستقبلية التي نتأمل منها الخير الكثير تخصيص مبالغ للمشاريع السالف ذكرها وهناك امثلة عديدة اخرى ستتضمنها مقالات لاحقة.

(2): العزاء الحار لآل الرشيد الكرام وللدكتور أنس الرشيد بوفاة والده النائب السابق محمد الرشيد، للفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه الصبر والسلوان..

 

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *