سامي النصف

ربيع حمانا

تبدو جبال لبنان اكثر جمالا واخضرارا في الربيع منها في الصيف لذا لا ارى سببا يجعل الاخوة اللبنانيين يسمون مراكزهم السياحية بـ «المصايف» والمواسم السياحية بمواسم «الاصطياف» مرسلين رسالة خاطئة للخليجيين والآخرين بأن السياحة في لبنان هي سياحة موسمية قصيرة المدة والمردود.

أمضيت الأيام الماضية في فندق جميل يدعى «قصر الوادي» يطل على وادي لامارتين من جهة وقمم جبال صوفر من جهة اخرى وقد تكون النصيحة الأولى لمن يود زيارة حمانا وبحمدون وغيرهما في أيام الشتاء والربيع ان يبتعدوا عن السكن الخاص حيث ان تبعيات انقطاع الكهرباء شتاء لا تُحتمل بعكس الصيف، لذا فالافضل السكن في الفنادق المجهزة والتي لا تنقطع عنها الكهرباء والتدفئة.

وتبدأ متعة اليوم بالتمشي تحت اشعة الشمس المشرقة او رذاذ المطر الخفيف بين المروج الخضراء والازهار متعددة الألوان وتبدو خلالها قمم الجبال البيضاء عن بعد مع وفرة المياه الناتجة عن ذوبان الجليد في الربيع وكثرة انواع الطيور المهاجرة وهي متعة تستحق وبحق الزيارة، خاصة انه قد زاد عدد شركات الطيران العاملة بين الكويت ولبنان وتهاودت اثمانها نتيجة للتنافس وانخفاض اسعار النفط.

ولا يمكن لي زيارة الجبل دون زيارة محمية ومتحف الاصدقاء الفنانين عساف ومنصور وعارف آل عساف الواقع على سفح احد جبال الشوف، واول ما يصادف الزائر تمثال ناطق للفنان الراحل فريد الاطرش ثم صور لعدة تماثيل قاموا بنحتها لشخصيات لبنانية بارزة كميخائيل نعيمة ود.مايكل دبغي في بلداتهم، وقد ساهم الاخوة عساف كذلك في بناء قصر ومتحف «الشملانية» للكابتن حسام الشملان الذي سيفتتح أبوابه في القريب العاجل بعد سنوات طوال من الانتظار والعمل الفني الشاق الذي اشرفت عليه اختنا أم مشعل زوجة الكابتن حسام ابان تحليقه وانشغاله الشديد بالاجواء.. السياسية!

عمرت بيروت بجهد طيب من الشهيد رفيق الحريري كي تصبح بوابة للسياحة والاستثمار كما بدأت عملية تعمير الجنوب بعد حرب صيف 2006، والأمران طيبان وجزء من تعمير لبنان ككل ولكن ماذا عن تعمير الجبل والشمال كي تكتمل الصورة ويزهو ذلك البلد العربي الجميل؟ اي لماذا لا تقوم الدول الخليجية ببناء جامعات ومستشفيات في الجبل تحت رعاية نائبه وليد جنبلاط كي تتوقف معاناة ابنائه ممن يحتاجون للتنقل عبر خمس مواصلات مختلفة للوصول لجامعات ومستشفيات العاصمة؟!

آخر محطة:
على مقربة من حمانا يقع مستشفى هملين التاريخي الذي انشأه بداية القرن الماضي الدكتور الأميركي هملين، وبالقرب من المستشفى تقع المقبرة الخاصة به والتي تضم رفات واسماء العديد من الكويتيين الذين قدموا للعلاج فيه ومنهم الشيخ علي الخليفة المتوفى عام 1943م كما هو مكتوب على شاهد قبره، ولدي صورة تضم والدي والمرحوم أحمد المرزوق ترجع لعام 1932 عند زيارتهما للمستشفى للعلاج فيه حيث كان البديل عن مشافي لندن واميركا هذه الايام.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *