لو حللنا عبر رؤية موضوعية سبب كل أزماتنا السياسية وإشكالاتنا الاقتصادية وعرقلة قضايانا التنموية، وتخلف بلدنا الملحوظ في أمور الصحة والتنمية والبيئة والتعليم والرياضة والفنون وغيرها، لأشرنا بأصابع الاتهام لسبب واحد هو اختلافاتنا وصراعاتنا غير المبررة وغير المفهومة والتي ادت في النهاية لذلك التخلف.
فهل هناك حقا سبب جوهري لاختلاف وتناحر أبناء الأسرة الحاكمة حتى وصلوا للإضرار بهيبتهم وهيبة السلطة التي في غيابها تتدمر البلدان؟! وهل هناك بالمقابل ما يبرر هذا التناحر والاختلاف الشديد الذي جعلنا «طماشة» للعالم اجمع بين الحكومة وبين بعض النواب او الكتل ضمن مجتمع اصطلح على تسميته بمجتمع «الأسرة الواحدة» ؟!
وهل هناك كذلك ما يبرر الخلاف والاختلاف بين طوائف وشرائح المجتمع الكويتي من سنة وشيعة وحضر وبادية وقبائل وعوائل ممن عاشوا ومازالوا اخوة متعاضدين متحابين وهو ما رأيته رؤية العين المجردة هذه الأيام ضمن أنشطة الملتقى الكويتي ـ الأردني، حيث تسابق الجميع لرفع اسم الكويت امام الأشقاء الأردنيين، فعلى ماذا يدل تلاقينا خارج الكويت واختلافنا الشديد داخلها؟!
وهل هناك مبرر لدعاوى الاختلاف المناطقي المزعوم بين اهل الداخل واهل الخارج، او جنوب الدائري الخامس وشماله (!) في بلد لا يزيد امتداده الحضري والعمراني على 30 كم شمالا و30 كم جنوبا، وهو أصغر ـ للعلم ـ كثيرا من امتداد كثير من المدن الخليجية والعربية والدولية؟!
لقد اختلفنا فتخلفنا واظهرنا للملأ اننا لسنا جديرين بديموقراطية خلقها آباء حكماء مؤسسون ارادوا لها ان تجمعنا حكاما ومحكومين وتساوينا كمواطنين، فأبى البعض منا الا ان يحولها الى اداة تحريض وفرقة وصراع دائم لا ينتهي، وقد حان الوقت لأن يتوقف الخلاف وان تسود فترة هدوء تام قد تعاد خلالها القاطرات التي تناثرت يمينا وشمالا الى السكة التي ستنقلنا جميعا الى مستقبل مشرق تبدد شمسه حقبة الظلام الدامس التي صنعناها بأيدينا وارتضيناها لأنفسنا عبر اختياراتنا السياسية الخاطئة.
آخر محطة:
فليكرمونا بصمتهم من خاطروا بمستقبل بلدنا ومصير اجيالنا المقبلة وتسببوا في تخلفنا وجعلنا المثال السيئ في الحمق وقلة «الدبرة» بين الأمم عبر الأزمات الغبية والمضحكة التي اختلقوها، نقول لهم لقد طفح كيل الناس وليس هناك من يود العودة الى الوضع السابق حيث الأزمات التي تلد أزمات. حتى لا نكرر التجربة السابقة نحتاج للجنة من حكماء الكويت لإصلاح ما بين الفرقاء وإلا فسنرجع سريعا إلى ما كنا عليه.